نشرت جريدة "الصباح الاسبوعي" التونسية قبل ايام &خبرا جاء فيه ان شابا تونسيا يدعى سليم الشرايطي يقيم في المانيا وجد اخيرا ميتا وعلى جسده اثار عنف شديد،وحروق بليغة.وفي تقريرها ذكرت الشرطة الالمانية ان الشاب المذكور انتحر حرقا بعد ان سكب البنزين على جسده.
&
وكان الشرايطي البالغ من العمر 29 سنة ،قد تزوج من المانية في الثامنة والاربعين من عمرها،وذلك في شهر يناير ( كانون الثاني) 2015،وسافر معها الى المانيا بعد حصوله على اوراق الاقامة هناك.غير ان الخلافات سرعان ما نشبت بين الشاب التونسي وزوجته التي لم تعد تخفي احتقارها له،وامتعاضها من سلوكه ومن بلادته وكسله .ولما اشتدت الخلافات بينه وبينها، قامت بحجز جواز سفره ، وهددته بالغاء الاقامة الشيء الذي ارعبه، وجعله يعيش خوفا دائما.
&
وقبل وفاته بوقت وجيز، قام الشرايطي بالاتصال هاتفيا بابنة شقيقته ليعلمها ان الخلافات بينه وبين زوجته الالمانية تفاقمت وبلغت درجة لم تعد محتملة.وبحسب ابنة شقيقته، اضاف قائلا:”الالمانية تنوي ان تلحق بي شرا ...وربي يقدر الخير". ولعل هذه الكلمات هي التي جعلت عائلته ترفع شكوى الى وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس للكشف عن ملابسات هذه القضية.
&
والحقيقة ان الافا من الشبان التونسيين العاطلين عن العمل،وجلهم ينتمون الى عائلات فقيرة او متوسطة الحال، لا يترددون في الزاوج من اجنبيات في سن الكهولة او الشيخوخة طمعا في الحصول على اوراق اقامة. وشخصيا، شاهدت العشرات منهم خلال اقامتي في ميونيخ يأتون الى القنصلية التونسية مرفوقين بزوجات طاعنات في السن، بحيث ان البعض منهن كن يتحركن ويتكلمن بصعوبة. وفي المدن السياحية التونسية مثل الحمامات وسوسة ،او جربة ،او غيرها، يمكن ان تشاهد عجوزا المانية او هولندية او فرنسية تتابط ذراع شاب تونسي وسيم في العشرين،أو في الثلاثين من عمره.ويرى هؤلاء الشبان ان الزواج من اجنبية حتى وهي عجوز هي الحل الامثل لاوضاعهم الماساوية .فمثل هذا الزواج يساعدهم على تجنب مصاعب الهجرة السرية وعلى الحصول السريع على اوراق الاقامة، وعلى العثور على عمل ينهي شقاءهم ، ويسمح لهم بمساعدة عائلاتهم المعوزة .
&
والبعض من هؤلاء يقول لك ضاحكا:”لا يهم ان تكون عجوزا ...المهم ان اعود الى بلادي ذات يوم ورأسي مرفوع،ومعي سيارة فخمة.عندئذ سيحترمني الناس،وسينسون ما فعلت ...بل لعلهم يندمون على انهم لم يفعلوا ما فعلت!”.
&
قد يكون مثل هذا الزواج موفقا في بعض الاحيان.فالبعض من الطاعنات في السن يحبذن الزواج من شبان تونسيين هربا من الوحدة القاتلة.لذا لا يسلطن عليهم رقابة تحد من حريتهم،وتحرمهم من علاقات عاطفية خارج الزواج.وثمة من يستفيد من مثل هذا الزواج.وقد روت لي صديقة صحافية ان شابا من القيروان في الخامسة والعشرين من عمره تزوج عجوزا سويسرية ثرية في الخامسة والستين من عمرها .وبعد مرورثلاثة اشهر فقط على هذا الزاوج،توفيت العجوز السويسرية ليجد الشاب القيرواني نفسه سابحا لوحده في ثروة طائلة . وذات يوم اطل على اهله بسيارة من طراز رفيع، وقال للذين سخروا من زواجه من تلك العجوز:”الحياة يا سادتي الكرام لعبة ...قد تقتلك أو ترفعك الى اعلى عليين ...والذي يلعب حتى ولو خسر ،افضل بكثير من ذاك الذي يمضي حياته متذمرا من شقائه وفقره!..وانا لعبت وربحت ، فهنيئا لي !”.
&
وعلى اية حال ثمة من يرى ان الشبان التونسيين الذي يتزوجون من اجنبيات طاعنات في السن افضل من اولئك الذين يرمون بانفسهم في احضان "داعش"،أو غيرها من المنظمات الارهابية.كما انهم يختارون طريقا اسلم من الهجرة السرية في مراكب الموت!
&

&