أدى إغلاق معظم الدول الأوروبية مجالاتها الجوية الى ارتفاع اسعار وسائل النقل الأخرى الى مستوى خيالي.
مسافرون ينتظرون الفرج في مطار ميلانو |
لندن: أدى إغلاق معظم الدول الأوروبية مجالاتها الجوية أمام حركة الطيران بسبب سحابة الرماد البركاني التي تجثم حاليا فوق القارة بدون أمل في انقشاعها قريبا، الى ارتفاع الطلب أضعاف العرض على وسائل النقل الأخرى كالقطارات والعبّارات البحرية وسيارات الاجرة. وينطبق هذا بشكل حاد على بريطانيا التي تربطها قطارات laquo;يوروستارraquo; وعبّارات laquo;Pamp;Oraquo; تحت القنال الإنكليزي (المانش) وفوق مياهه على التوالي بفرنسا باعتبارها بوّابتها الى بقية دول القارة الأوروبية.
لكن التزاحم على المقاعد في القطارات والعبّارات جعل السفر غير متاحا بالنسبة لقطاع كبير من المسافرين. وإضافة الى ذلك فثمة حالات عديدة لا يتوفر فيها هذا الخيار في المقام الأول. ولوضع الأمر في منظور بسيط، فإن مجموع المسافرين الذين تقطعت بهم سبل الطيران منذ ان استحوذت السحابة البركانية على أجواء أوروبا يبلغ 6 ملايين مسافر، كل منهم يبحث عن البديل البري أو البحري.
وبهذا صار السواد الأعظم من المسافرين laquo;محتجزاraquo; في مكان ما، والكثير منهم بدون مال أو سكن أو طعام أو تأمين يتيح لهم أيا من هذا... ولكن هذا لا ينطبق على أصحاب المال الحقيقي. فهؤلاء يستطيعون استئجار سيارات التاكسي العادية في laquo;مشاوير خاصةraquo; لا تقتصر على التوجه من البيت الى المكتب أو المتاجر مثلا، وإنما من دولة الى أخرى.
فالمؤلف والممثل الكوميدي البريطاني جون كليس وجد أنه محتجز في العاصمة النرويجية اوسلو بعد ظهوره في البرنامج التلفزيوني laquo;سكافلانraquo; الشهير هناك. وعندما أيقن من أنه لن يتكمن من استقلال أي طائرة متجهة الى بروكسيل حيث يستطيع أخذ قطار laquo;يوروستارraquo; الى لندن، كان السبيل الوحيد أمامه وأمام معاونته هو استئجار تاكسي 1500 كيلومتر هي المسافة بين العاصمتين. واضطر لدفع 30 ألف كرونة (5100 دولار) لصاحب التاكسي بعد أن جادل هذا بأنه بحاجة الى سائقين آخرين يتناوبان معه القيادة. وقال كليس لقناة laquo;سكايraquo; الإخبارية معلقا على كل هذا: laquo;تعلمون النكتة الشائعة.. إذا كنت تريد إضحاك السماء، فاطلعها على نواياكraquo;!
وتبعا لوسائل الإعلام فقد دفع أحد مدراء الشركات الفرنسية 15 ألف دولار للذهاب من باريس الى العاصمة النرويجية والعودة منها على متن سيارة تاكسي لأن صفقة تجارية معينة كانت تستدعي وجوده شخصيا في اوسلو. ونقلت وكالة laquo;إن تي بيraquo; النرويجية للأنباء عن أصحاب التاكسيات في البلاد إن معظم مشاويرهم صارت بين اوسلو والعاصمة السويدية استكهولم.
وفي لندن قال متحدث باسم شركة laquo;أديسون ليraquo; للتاكسيات إن رجال الأعمال البريطانيين استأجروا سيارتها للتوجه الى مدن مثل باريس وميلانو وحتى سالسبورغ في النمسا، وذلك بفضل أن لتاكسياتها مساحة محجوزة على عبّارة laquo;Pamp;Oraquo;.
وصباح السبت دفع بعض رجال الأعمال مبلغ 700 جنيه استرليني (نحو 11 ألف دولار) لسائق تاكسي في بلفاست، عاصمة أيرلندا الشمالية، للعودة بهم مسافة 1400 كيلومتر الى لندن.
التعليقات