القاهرة: أصدر القضاء المصري الاربعاء احكامًا بالسجن اقصاها مدى الحياة، على الاعضاء الـ26 في quot;خلية حزب اللهquot; المتهمين بالتخطيط لاعتداءات في مصر لحساب حزب الله اللبناني الشيعي، كما افاد مراسل لوكالة فرانس برس.
وقضت المحكمة بالسجن المؤبد بحق أربعة و15 عامًا بحق ثلاثة من المتهمين وستة أشهر بحق quot;حدثquot;، إضافة إلى عقوبات أخرى تراوحت بين السجن عشرة أعوام وسبعة أعوام وعام واحد. كما قضت بمصادرة المضبوطات وإلزام المحكومين بدفع المصاريف.
وحكمت محكمة امن الدولة غيابيًّا بالسجن مدى الحياة على اللبناني محمد قبلان الذي يعتقد انه العقل المدبر للخلية، وكذلك على ثلاثة متهمين آخرين فارين. وحكم على محمد يوسف منصور المعروف باسم سامي شهاب ومتهمين آخرين اثنين بالسجن 15 عامًا. اما بقية المتهمين فقد صدرتبحقهم احكام بالسجن بين ستة اشهر وعشر سنوات.
وهتف المدانون في قفص الاتهام عند النطق بالاحكام quot;الله اكبرquot;. وكانت النيابة العامة قد طلبت الحكم بالاعدام على المتهمين. ووفقًا للتقارير المصرية فقد أدلى المتهمون وهم لبناني وخمسة فلسطينيين وسوداني 18 مصريًا في تحقيقات نيابة امن الدولة باعترافات تؤكد قيام قياديين اثنين من حركة حزب الله اللبنانية الشيعية بتجنيدهم للقيام بعمليات إرهابية ضد السفن والأفواج السياحية في مواقع متعدّدة.
وخارج المحكمة اصيب افراد عائلات المتهمين بالصدمة وكانوا يذرفون الدموع بعد النطق بالاحكام. وقالت والدة احد المتهمين quot;اقسم بالله بانه لم يفعل شيئاquot;. وقال المحامي عبد المنعم عبد المقصود quot;انها محاكمة سياسية امام محكمة لا تضمن العدالةquot;. ومحاكم الاستثناء في مصر لا تسمح بالاستئناف والمخرج الوحيد هو العفو الرئاسي.
وفي بيان لها اكدت المحكمة ان quot;قصد حزب الله كان ضرب اقتصاد مصر وتمزيق اوصال شعبها واشاعة الفوضىquot; مضيفا quot;هل تصنيع المتفجرات التي كان يقوم بها المتهمون كانت من اجل القضية الفلسطينية؟ هل دعم القضية الفلسطينية يكون باستئجار عقارات مطلة على المجرى الملاحي لقناة السويس واستهدافها؟quot;.
وفي تشرين الاول/اكتوبر 2009 وبعد شهرين على بدء المحكمة قال محمد يوسف احمد منصور لوكالة فرانس برس انه تعرض للتعذيب ما ادى الى فقدانه السمع في احد اذنيه. وقال منصور انه تعرض مع سائر المتهمين quot;لتعذيب وحشيquot;، واوضح ان quot;جميع المعتقلين تعرضوا للتعذيب. لقد فقدت السمع في اذني اليمنى بسبب التعذيب المستمر. لقد تعرضت للتعذيب بالكهرباء وضربتquot;.
وقبل سنة اتهم وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط ايران باستخدام حزب الله quot;لكي يتواجد في مصرquot;. وقال انذاك quot;الايام اثبتت (...) ان ايران استخدمت حزب الله كي تتواجد على الارض المصرية وتقول للمصريين نحن هناquot;. واضاف ان quot;تواجد ايران في صورة حزب الله على شاطىء البحر الابيض المتوسط رسالة واضحة للعالم الغربي ولاسرائيل ولمصر ولكل العرب (مفادها) نحن هنا وسنؤثر في مصالحكمquot;.
وقد اقر الامين العام لحزب الله حسن نصر الله في نيسان/ابريل بان محمد يوسف منصور عضو في حزب الله وكان يقوم بquot;عمل لوجستيquot; لمساعدة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في مواجهة اسرائيل، وليس للقيام بنشاطات تستهدف امن مصر.
وبدأت محاكمة المتهمين بهذه القضية في شهر أغسطس (آب) من العام الماضي، أمام محكمة أمن الدولة العليا، والتي تعد أحكامها نهائية وباتة، ولا يجوز الطعن بها أمام محكمة أعلى مثل محكمة النقض، والتي تعد بدورها أعلى سلطة قضائية مصرية، أو بأي وجه من أوجه التقاضي، حيث يكتفى فيها بتصديق رئيس الجمهورية بصفته الحاكم العسكري، الذي يملك إما التصديق على الحكم كما هو، أو إعادة محاكمة المتهمين أمام دائرة محاكمة أخرى، أو تخفيف الحكم إذا رأى ذلك.
وجرت المحاكمة خلال 14 جلسة على خلفية التخابر لحساب quot;حزب اللهquot; للقيام بأعمال quot;إرهابيةquot; داخل مصر، تتمثل في رصد السفن العابرة لقناة السويس والسياح الأجانب والمنشآت السياحية. وتضم الخلية في تشكيلها 26 متهمًا من 4 جنسيات عربية، لبنانية ومصرية وفلسطينية وسودانية، يتقدمهم قياديان اثنان من حزب الله اللبناني هما، المتهم محمد قبلان (لبناني الجنسية - هارب)، رئيس قسم مصر بوحدة دول الطوق بحزب الله، ومحمد يوسف منصور، quot;شهرته سامي شهابquot;، (لبناني الجنسية - محبوس)، وهو مسؤول أحد الفروع في قسم مصر بحزب الله. وفيما نفى الموقوفون الاتهامات، عرضت نيابة أمن الدولة أشرطة فيديو للمقرات التي كانوا يستخدمونها والمتفجرات والأحزمة الناسفة التي ضبطت في حوزتهم.
من جانبها، أكدت نيابة أمن الدولة خلال مرافعتها أن المتهمين أرشدوا من تلقاء أنفسهم عن الأماكن التي كانوا يستخدمونها للالتقاء في ما بينهم لعقد اجتماعاتهم، وأجهزة الكومبيوتر والتشفير لتبادل الرسائل السرية، والأسلحة والذخائر والمفرقعات والمتفجرات والصواعق والأحزمة الناسفة، وأنهم شرحوا كيفية استخدام كل منها وأغراض استعمالها ضد المصالح المصرية. وتتهم الخلية أيضًا بحفر أنفاق تحت الأرض بين مصر وقطاع غزة لاستخدامها في إخراج وإدخال الأشخاص والأسلحة إلى مصر.
التعليقات