تتداول الأوساط السياسية العربية منذ أكثر من عام حديث خلافة عمرو موسى وانتخاب أمين عام جديد لجامعة الدول العربيَّة، ولاسيما أن الدلائل تشير إلى أن دولا عربية استعدت مبكرا لخوض معركة، ترى أنها ضرورية لانتزاع حق لها في قيادة الجامعة.
ايلاف: ووفق ذلك انتقلت الدول في سعيها من التلميح إلى التصريح العلني في أن منصب أمين عام الجامعة ليس حكرا على مصر، ومن ذلك ما اشار اليه مندوب سوريا لدى الجامعة العربية يوسف أحمد مشيرا إلى أن على الدول العربية أن ترشح من تراه مناسبًا لهذا المركز، خصوصًا ان الدول العربية تزخر بالآلاف من أصحاب الكفاءات والخبرات والمؤهلات الصالحة لتسلم الأمانة العامة للجامعة. وإن اختيرت القاهرة مقرًّا لها بحسب تعبيره .
إيلاف استطلعت في هذا التحقيق آراء كتاب ومثقفين عرب حول هذا الموضوع، حيث أشار البعض إلى ضرورة التغيير، بينما رأى آخرون أن الأمر لن يكون ذا جدوى طالما ظلت قرارات الجامعة العربية حبرا على ورق . في حين رأى آخرون أن من حق دول الخليج قيادة الجامعة العربية ، في حين سمى البعض الآخر ، أشخاصا بعينهم لتبوؤ قيادة الجامعة. هذا الاستطلاع يضع ملف رئاسة الجامعة العربية بيد مثقفي وكتاب العرب.
فرحان فهد العقيل
اليوم السعودية والشرق القطرية
أرشح القطري عبد الرحمن العطية لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية خلفا للسيد عمرو موسى .فقد آن الأوان أن تعطى الدول الخليجية فرصتها لتولي هذا المنصب لضخ دماء ورؤى جديدة لهذه المؤسسة العربية. والعطية كفوء وجدير لهذه المهمة لخبرته في التنسيق الدولي ونجاحه في منصب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي في ظروف صعبة خاصة في ضوء أزمة العلاقة بين السعودية وقطر والتي انجلت ولله الحمد .
بصيرة الداود
أكاديمية سعودية وكاتبة في صحيفة الحياة الدولية
عندما تأسست الجامعة العربية بعد الحرب العالمية الثانية كان المفكرون والمثقفون العرب وقتها يرغبون ويتطلعون إلى أن تبلغ الشعوب العربية درجة من الوحدة في ما بينها .واليوم : ونحن في منتصف نهاية العقد الأول من القرن quot;21مquot; نسأل : ماذا فعلت الجامعة العربية لأهم قضايانا المصيرية ؟ وهل استطاع المفكرون والمثقفون العرب أن يصلوا بطموح المجتمعات العربية المشترك لإيجاد صيغة للوحدة العربية على أرض الواقع؟! إذن :المسألة لا تكمن في تنازع الأطراف العربية على مكان مقر الجامعة أو من يتولى أمانتها كما يرى الجانب السوري! وماذا ستحقق سوريا للعرب إذا ما سلمت أمانة الجامعة لها أكثر مما حققته مصر ومن قبلها تونس ؟ وهل ستكون نتائج ما تحققه سوريا مستقبلاً يصب في مصالح العرب أولاً وأخيراً .. أرى من الأفضل أن نتلمس مواطن الجرح العربي ونعترف كمثقفين وبشكل علني بفشل المنظمة الإقليمية الوحيدة التي تجمعنا تحت مسماها quot;الجامعة العربية quot; وأقترح أن يعاد النظر في تأسيس هذه المنظمة من جديد ولكن بإشراف من جميع الدول العربية على مؤسساتها التي تعنى بشؤون العالم العربي quot; السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية والعسكرية والفكرية والثقافية والتعليمية وغيرهاquot;.بحيث يتم تجزئة مؤسساتها كُل على حده ويقسم الإشراف والمتابعة عليها وتسلم إلى كافة الدول العربية الأعضاء ،ولتكن - مثلاً -مؤسسة الفكر العربي هي المنطلق والنواة لقيام مؤسسات أخرى على مستوى العالم العربي تعنى بكل شؤون مواطنيه ،وأن يتولى أمانة كل مؤسسة منها شخصية اعتبارية من الدولة العربية ذاتها التي تشرف على هذه المؤسسة أو تلك .بحيث يتم التركيز على معالجة القضايا والتحديات التي تواجه العالم العربي ويكون تبادل وجهات النظر بشكل أكثر شمولية ويسهل ذلك اكتشاف مواطن الخلل والضعف في جهاز كل مؤسسة على حده وبالتالي يمكن ذلك من إيجاد الحلول المناسبة سريعاً لتصب في النهاية لمصلحة دول وسيادة وشعوب ووحدة المنطقة العربية ..
خالد الجابر
خبير إعلامي وأكاديمي وكاتب في الشرق القطرية
كلما طرح موضوع منصب الأمين العام للجامعة العربية، اتذكر قصة الرجل الذي جاء يسأل عبد الله بن عمر، عن نجاسة دم البعوضة، فقال له: تقتلون الحسين وتسألون عن دم البعوضة؟! .
المشكلة ليست في الأمين العام بل في الجامعة نفسها وفي النظام العربي برمته؟! .
لكن عودة إلى عقلانية التيار الفكري العربي ومقولة (ليس في الإمكان أبدع مما كان)، و (اصبر على مجنونك)، نشير إلى أن أهم الإصلاحات المطلوبة من جامعة العرب اليوم تدوير منصب الأمين العام، بالإضافة إلى مقر الجامعة، فلا يوجد منظمة إقليمية ودولية في العالم فيها منصب الأمين العام محتكرا في بلد واحد إلا الجامعة العربية؟! وأرشح الدول التي استطاعت تأمين الاكتفاء الذاتي من الغذاء، فربما كانوا اقدر على مواجهة حاضر ومستقبل العالم العربي الذي يعيش فيه ما يقارب 140 مليون عربي تحت خط الفقر.
عبد الوهاب بدرخان
صحافي ومحلل سياسي
هناك دول عربية عدة تطالب بأن لا يبقى منصب الأمين العام للجامعة العربية حكراً على مصر دولة المقر. وتوجد طبعاً شخصيات عربية من دول مختلفة تتمتع بخبرات ومؤهلات لشغل المنصب وإدارة الجامعة.
لكن وجود أمين عام مصري ووجود المقر في مصر ليسا مجرد عرف يعود إلى بدايات الجامعة تأسيساً وانطلاقة عمل فحسب، وانما كانا منسجمين مع طبيعة الدور الذي كانت تتولاه مصر واكتسبت بفضله صفة قيادية خصوصاً عندما كانت في خضم الحرب مع إسرائيل. ثم أن الثقل السياسي والخبرة الدبلوماسية في التعاطي مع الشأنين العربي والعربي ndash; الدولي ما لبث ان بررا وكرّسا استئثارها في المقر والأمانة العامة.
لا شك ان اختلال دور مصر في الفترة الأخيرة وغموض سياساتها والتحدي الذي واجهته quot;قياديتهاquot; شكلت أسبابا وأرضية لنقض العرف المتبع ولطرح خيارات أخرى في تعيين خلف للسيد عمرو موسى. واذا نحّينا جانباً الخلافات مع سوريا والمناكفات مع الجزائر والحساسيات مع قطر، نجد ان المسألة باتت تتجاوز مسألة منصب الأمين العام لتطرح أزمة الجامعة ووظيفتها في مواجهة تحديات لم تعد تقتصر على القضية الفلسطينية بل أصبحت تتطلب إطارا أكثر قابلية لتأهيل العمل العربي المشترك وتفعيله في مسائل التنمية والإصلاح.
ويبقى انه اذا افترضنا ان ثمة quot;معضلةquot; في بقاء منصب الأمين العام مع مصر فإن انتقاله إلى دولة أخرى قد يؤسس لمعضلة أخرى، إذ أن تجربة الجامعة في تونس لم تكن مشجعة لأن الجامعة تستمد مكانتها من دولة المقر ولا بد أن الأمين العام يستمد أيضا قوته من دولته. أما ان يكون هناك أمين عام غير مصري فهذا يجب ان يكون ممكناً ومتاحاً في المبدأ، لكنه يتطلب اصلاحاً جذرياً للجامعة ووظيفتها وآليات التزام أكثر دقة وجدية مما هي الآن.
خير الله خير الله
كاتب ومفكر لبناني
اعتقد أن الكلام السوري جزء لا يتجزأ من الحملة على مصر هذه الأيام. لن يكون هناك، إلى اشعار آخر امين عام لجامعة الدول العربية من خارج مصر ما دام مقر الجامعة في القاهرة.هناك انقسام عربي في شأن كيفية تعاطي مصر... لكن الأكثرية العربية لا تزال مع مصر. وهذا يعني ان وقت التفكير بأمين عام جديد غير مصري لم يحن بعد.
سيار الجميل
كاتب ومفكر عراقي
الجامعة العربية سواء بقيت في مصر أم تغّير مكانها إلى بلد عربي آخر .. فالأمر سيان .. سواء كان أمينها العام من مصر ام كان من أي بلد عربي آخر .. فالأمر سيان ! سواء اهتم العرب بهذه المؤسسة .. ام انهم لم يهتموا بها ، فهي ويا للاسف الشديد كانت وستبقى صفرا على الشمال ! خمسون سنة مرت على احداث المنطقة المأسوية ، فما الذي فعلته جامعة الدول العربية ؟ قرارات وبيانات ختامية لمؤتمرات قمة عربية .. اين ذهبت نصوصها وبنودها ؟ منذ اتفاقية الضمان العربي حتى يومنا هذا .. ما الذي فعلته الجامعة العربية من اجل تفعيل كل القرارات ؟ لقد دعونا لاصلاح هذه المؤسسة منذ العام 2000 ، نظرا لما حفلت به من مشكلات .. او الغائها تماما .. ثم رجعنا وطالبنا باصلاح المؤسسة وتحديث النظام الداخلي لها .. وباءت جهودنا بالفشل .. وخرج علينا امينها العام عمرو موسى ليطرح مشروع البرلمان العربي ، وكأنه وجد وسيلة بارعة وذهبية من اجل ( انقاذ (الامة العربية ان جامعة الدول العربية بحاجة إلى المزيد من الاصلاحات والقيادة النشيطة والبنية القوية ، وان تغدو منظومة جديدة لها قدرتها على التأثير انا اقول ، بأن لا تتعبوا انفسكم بمكان وجود هكذا مؤسسة متعبة ومترهلة مع كل توابعها من منظمات.. وحتى ان تغّير الأمين العام .. فما الذي يمكن ان يفعله أي امين عام جديد .. ضمن الحالة التي وصلتها هذه المؤسسة ؟ِ....
عبدالعظيم محمود حنفي
كاتب في السياسة الكويتية والجمهورية المصرية
منصب الأمين العام للجامعة العربية كان وسيظل مصريا بحكم ثقل مصر وسيكون الأمين العام القادم مصريا وأرجح انه سيكون السيد احمد أبو الغيط وزير الخارجية الحالي.
أن مصر تتبوأ هذا المنصب الرفيع لمكوناتها وثقلها علاوة على أنها لا تدخل في اتحادات مثل الاتحاد المغربي والخليجي والأمين العام هو انعكاس لحالة العرب ..
سعد فهد الحرمل
الأنباء الكويتية
في رأيي ان المملكة العربية السعودية هي الدولة المؤهلة لأن تخلف مصر في الجامعة العربية . ليست المشكلة في المرشحين ففي العالم العربي هناك العديد من الشخصيات الدبلوماسية المؤهلة لذلك لكن المشكلة تكمن في تحشيد الدعم لذلك المرشح، وان مرشحي البلدان الاخرى ربما يضعون بلدانهم في مواجهة دبلوماسية مع الجانب المصري الذي يرى ان رئاسة الجامعة العربية من نصيبه فقط وهذا ما تؤكده الوقائع على الارض ابتداء من تأسيس الجامعة العربية 1945 حتى الان.
ولان الجانب السوري على علاقة متشنجة مع الجانب المصري انطلاقا مما تقدم جاءت الصيحة السورية الغاضبة والمطالبة بضرورة فسح المجال للاخرين!
ومن وجهة نظر خاصة فان رئاسة الجامعة العربية يفترض بها ان تكون بعيدة عن البلدان الكبيرة كي لا تبتلع هذه الاخيرة مشروع جامعة الدول العربية بكل ما فيه وهنا يمكن الاستفادة من تجربة الأمم المتحدة التي تفضل اختيار امينها العام من بين البلدان ذات النفوذ السياسي المحدود على مستوى العالم.. والا فمن يصدق ان دبلوماسيا من ميانمار او البيرو سوف يقود المؤسسة السياسية الاضخم على مستوى العالم!
جمال الخرسان
كاتب ومحلل سياسي
لمشروع الجامعة العربية عيوب اكثر من أن تحصى لكن رئاسة الجامعة العربية هي واحدة من اهم الأزمات التي شجعت الكثير من البلدان العربية للعزوف عن ذلك المشروع والتعاطي معه بشيء من الاستخفاف.
ليست المشكلة في المرشحين ففي العالم العربي هناك العديد من الشخصيات الدبلوماسية المؤهلة لذلك لكن المشكلة تكمن في تحشيد الدعم لذلك المرشح، وان مرشحي البلدان الاخرى ربما يضعون بلدانهم في مواجهة دبلوماسية مع الجانب المصري الذي يرى ان رئاسة الجامعة العربية من نصيبه فقط وهذا ما تؤكده الوقائع على الارض ابتداء من تاسيس الجامعة العربية 1945 حتى الان بالاضافة إلى ان العديد من السياسيين المصريين من امثال وزير الخارجية احمد ابو الغيط ووزير الشؤون القانونية والدستورية مفيد شهاب قد صرحوا مرارا عن حرص مصر ابقاء منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية من نصيب مصر! وهذا نموذج فاضح للوصاية على بقية البلدان العربية لذلك تحاول العديد من البلدان العربية اضعاف دور الجامعة العربية من اجل تحجيم دور الجانب المصري.
التعليقات