تثير العودة المفاجئة للزعيم الشيعي رجل الدين مقتدى الصدر الى العراق تباينات حادة في وجهات نظر المواطنين.


Muqtada al-Sadr

بغداد: انقسم المواطنون العراقيون حول عودة الزعيم الشيعي رجل الدين مقتدى الصدر الى العراق بين مؤيدين يعتبرونها ترسيخا للاستقرار، وآخرين يخشون تصاعد اعمال العنف. وقال أبو زهراء quot;ان شاء الله ستكون عودته بداية جيدة للاستقرار والامن لان بامكانه السيطرة على اتباعه، كما ان كلمته تحظى باحترامهمquot;.

وقد عاد زعيم التيار الصدري المثير للجدل الى مقره في النجف، جنوب بغداد، الاربعاء بعد اربعة اعوام امضاها في ايران.

وقال مصدر في التيار ان الصدر وصل quot;برفقة عدد من كبار مساعديه بينهم مصطفى اليعقوبي ومحمد الساعدي وحيدر الجابريquot;.

يذكر ان الصدر توارى عن الانظار منذ أواخر عام 2006، ولم يعرف مكان اقامته الا بعد اسابيع عدة عندما اعلن مسؤولون عراقيون واميركيون انه انتقل الى ايران.

وكان عدد من مؤيديه كشف ان الصدر استقر في قم الايرانية لمتابعة دروس في الحوزة العلمية.

وفي مدينة الصدر، المعقل الابرز للزعيم الشيعي، بدا العديد بالتوجه بعد صلاة الجمعة الى النجف.

ورفعت لافتات كتب عليها quot;عودتك سيدي لاحضان البلاد فيها خير و رهبة للعبادquot; و quot;عودتك وحدة للعراق و طرد للطغاةquot;.

من جهتها، قالت ام صلاح الخمسينية التي تبيع الخضار والفاكهة في الكرادة quot;اعتقد ان عودته ستكون مؤشرا الى مزيد من الامن كما ان الاوضاع ستشهد تحسنا لان الناس يحترمونه ويقدرون حضورهquot;.

ويوافق ابو احمد البائع الجوال على اقوال ام صلاح لان quot;عودة السيد ايجابية ستساعد في تحسن الامن والاستقرار لان الصدريين سيتفقون مع الحكومة على امور عدةquot;.

كما قال عمرو زايد احد سكان مدينة الصدر، المعقل الابرز للزعيم الشيعي، quot;انني سعيد جدا بعودته، اعتقد بان الاوضاع ستستقر وستكون افضل بكثير مما هي عليه حاليا لان انصار التيار الصدري لن يتجراوا على المشاركة باية اعمال عنفquot;.

وفي المقابل، ابدى اخرون وجهات نظر مختلفة معبرين عن تخوفهم ازاء احتمال اندلاع العنف مرة اخرى.

وقال الشاب خالد عبد الله المقيم في احد احياء شرق بغداد quot;اعارض عودته كما اعارض الحكومة بشكل عام فكلهم يسرقون هذا البلدquot;. واضاف ان quot;الصدر يقول لاتباعه quot;إتركوا السلاح وتخلوا عن العنفquot; لكنه في الواقع يؤيد استخدام السلاح والعنفquot;.

اما محمد يحيى العامل في حي زيونة الراقي في وسط العاصمة، فقد اتهم الصدر بالطائفية مشيرا الى ان عودته تعني مزيدا من العنف في العراق. وقال في هذا الصدد ان quot;وجوده سيؤدي الى تصاعد اعمال العنف، وطالما ان الطائفية موجودة فسيكون العنف حاضراquot;.

واضاف ان quot;الصدر واتباعه يحاولون جذب المزيد من الناس اليهم لانهم يريدون السيطرة على البلدquot;.

وابدى محمد رغبته في التطرق الى امور اخرى قائلا quot;من الافضل التحدث عن اليسا او كاظم الساهر بدلا من السياسةquot;.

بدوره، ابدى زياد رعد، وهو طالب في العشرين من العمر، تخوفا من اندلاع اعمال العنف مجددا. وقال quot;اعتقد ان الاوضاع الامنية ستتدهور مع عودة الصدر لان جيش المهدي سيعود الى الواجهة مزودا بالاسلحةquot;.

وكان جيش المهدي، الجناح العسكري للتيار، خاض معارك قاسية مع القوات الحكومية والاميركية ربيع العام 2008 في البصرة ومدينة الصدر، الضاحية الشيعية في شرق بغداد خصوصا. وفي آب/غسطس 2008، امر الصدر بحل جيش المهدي.

من جهته، قال سوران علي وهو كردي يسكن بغداد ان quot;عودة الصدر غير ايجابية، لان تاثيره على اتباعه سيكون اكبر بوجوده في العراق (...) فالتيار الصدري معروف بانه يعارض التطور ويحارب كل تحديث، رغم انه ضد الاحتلالquot;. ورأى ان quot;للصدر مشاكل مع رجال دين شيعة قد تسفر عن توترات خصوصا في النجفquot;.

لكن علي احمد اعتبر ان لعودة الصدر quot;اثرا ايجابيا لانه رجل دين ونحن بحاجة الى رجال دين، الا انها ستترك اثرا سلبيا على العملية السياسية لانه ليس بسياسيquot;.

يشار الى ان للتيار الصدري 39 نائبا في البرلمان المكون من 325 مقعدا. كما نال عددا من الحقائب الوزارية في الحكومة التي تشكلت اواخر الشهر الماضي.