الرياض:أكد رئيس الاستخبارات السعودية السابق الأمير تركي الفيصل أن بلاده quot;تعترف بإرادة الشعوب وتدرك الواقع الصعب الذي يعقب الثورات التي حدثت في تونس ومصر وليبيا والمخاطر المحيطة بنظامها الاقتصادي والاجتماعيquot;.رفض ضرب ايران عسكريا
وقال الفيصل الذي شغل أيضا منصب سفير الرياض لدى كلا من لندن وواشنطن quot;إن الأوضاع في البحرين تبدو مستقرة بينما يمكن أن تتجدد الاضطراباتquot; ووصف الأوضاع في سوريا بأنها quot;تقف على حافة الهاوية وربما تمتد آثارها إلى دول مثل لبنان وتركيا والعراقquot;.
وعرض الأمير تركي رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية في كلمة له في نادي الصحافة الوطني في واشنطن الليلة الماضية رؤية المملكة العربية السعودية لتطورات الأحداث في العالم العربي والمواقف التي اتخذتها المملكة.
وأشار في كلمته إلى التحولات العميقة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط وقال إن المملكة ظلت مستقرة وآمنة رغم الاضطرابات في المنطقة وقالquot;إن ذلك يعود إلى سياسات الإصلاح التدريجي في المجالات السياسية والاجتماعية التي أنتهجها خادم الحرمين الشريفين وأسفرت عن تزايد الشعور الوطني واستمرار الاستثمار في التنمية والأمن بالإضافة إلى السياسات الاقتصادية التي حققت النمو الاقتصادي وفائض الميزانيةquot;.
وقال quot;إن هذا لا يعني أن المملكة لا تواجه تحديات في داخلها ومن خارج حدودها.
وأشار إلى التغييرات السياسية الأخيرة في عدد من الدول العربية وقال إن المملكة تعترف بإرادة الشعوب وتدرك الواقع الصعب الذي يعقب الثورات التي حدثت في تونس ومصر وليبيا والمخاطر المحيطة بنظامها الاقتصادي والاجتماعي.
وأضاف quot;أن الجامعة العربية أثبتت أنها قادرة على خطوة شجاعة بتعليق عضوية سوريا ردا على الفظائع التي يرتكبها(الرئيس السوري) بشار الأسدquot;.
وقال quot;هناك عدة مشاكل يعاني منها العالم العربي ومن بينها طموحات قادة إيران لحيازة سلاح نووي وإصرار إيران على التدخل في شؤون الدول الأخرىquot;.
وتابع quot;إننا نؤيد تأييدا كاملا تشديد العقوبات ضد إيرانquot; مؤكداquot;أهمية الدعوة لجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشاملquot;.
وحول تدخل إيران في شؤون الدول العربية قال إن القيادة الإيرانية تتدخل في شؤون الدول الأخرى عن طريق تمويل كيانات مثل حزب الله ومختلف الجماعات الأخرى وقد كشفت دولة قطر مؤخرا عن مخطط إيراني للإرهاب في البحرين..كما أن التدخل الإيراني حال دون حصول العراقيين على حكومة تمثل جميع الأطراف.
وأكد أهمية النظر إلى معاناة الشعب الفلسطيني والعمل على تحقيق حل سلمي يقوم على أساس مبادرة السلام العربية موضحا أن المملكة تدعم طلب فلسطين للانضمام لعضوية الأمم المتحدة.
وقال الأمير تركيquot; إن الظروف التي تمر بها المنطقة تؤثر على أمنها واستقرارها ويؤثر ذلك بدوره على أسواق الطاقة العالمية والاقتصاد العالميquot;.
ودعا إلى استغلال مختلف مصادر الطاقة والاعتماد المتبادل بين دول العالم في هذا المجال.
وأشار إلى اهتمام المملكة بتنويع مصادر الطاقة والاستثمار في هذا المجال وقال إن المملكة ستنفق مبلغ مائة بليون دولار لبناء ستة عشر محطة طاقة نووية في أنحاء المملكة لمواجهة احتياجات الطاقة المحلية المتزايدة ..كما تستثمر المملكة أيضا في مجال الطاقة الشمسية.
وأكد أن منشآت المملكة البترولية آمنة ومحمية من الهجوم بسبب الأموال التي أنفقت على الأمن والمراقبة وتأسيس قوة أمنية يبلغ عددها خمسة وثلاثين ألف شخص وهي قوة متخصصة تلقى أفرادها التدريب وفقا لبرنامج تدريب فني أمريكي.
وأجاب الأمير تركي الفيصل عقب ذلك على عدد من الأسئلة ومن بينها سؤال عما إذا كانت المملكة تؤيد تنفيذ هجوم عسكري ضد إيران.فقال:لا .
وأوضح أن هجوما ضد إيران ستكون له عواقب كارثية لأن إيران تستطيع أن تنتقم ليس ضد هدف أو هدفين في الخليج فحسب بل أن ذلك سيشمل الكثير من المصالح الأمريكية وغير الأمريكية في أنحاء العالم وسيزيد من تصميم إيران على حيازة السلاح النووي.
وردا على سؤال عن سوريا قال الأمير تركي الفيصل بالنظر لتزايد المعارضة الشعبية لبشار الأسد واستمراره في القتل اليومي quot;اعتقد أنه لابد من أن يتخلى عن الحكم بشكل أو بآخرquot; .
التعليقات