أوعز سلطان عُمان قابوس بن سعيد لوزير العدل في السلطنة الشيخ محمد الهنائي بلقاء جموع المعتصمين في مدينة صلالة بموقع اعتصامهم أمام مكتب وزير الدولة ومحافظ ظفار، في أعقاب مقتل متظاهر أمس على يد رجال الأمن في صحار.

مسقط: لم تكد تمر ساعات على مقتل متظاهر عماني خلال الاحتجاجات عقب صلاة جمعة أمس، حتى أمر السلطان قابوس بن سعيد وزير العدل الشيخ محمد الهنائي بلقاء المتظاهرين، في خطوة اعتبرها المراقبون اعترافا جديدا ببعض مطالب المتظاهرين الذين مضى على اعتصامهم عدة أسابيع.

وذكرت الصحف العمانية أن وزير العدل أوضح للمتظاهرين أنه حضر إلى المحافظة للالتقاء بهم quot;وأشاد باعتصامهم السلمي والذي يدل على وطنيتهم وإخلاصهم وقال إن مطالبكم هي مطالب تهم الجميع وأحيطكم علما بأن عريضتكم مسيرة نداء الخير للقائد المفدى قد وصلت لجلالته وهي محل اهتمام من لدن جلالتهquot;.

وأوضح أن quot;الكثير من المطالب قد تحققت وبعضها قيد الدراسة وأخرى قيد التنفيذ وأن بقية المطالب قيد البحث والدراسة حيث إن منها ما يحتاج إلى بعض الوقت للدراسة المتأنية والبحث الدقيق وأنها جميعها محل نظر واهتمام وأنها لن تهملquot;.

وطالب الجميع quot;بالتحلي بالصبر وعدم التسرع والإلحاحquot;، وأكد للمعتصمين أن quot;المطالبة بالحقوق أمر مشروع لا ينكره أحد وأن تعطيل الأعمال ومصالح الغير ينافي المطالبة بالحقوق لأنه يتعدى على حقوق الغير ويعطل مصالحهمquot;، مطالبا المعتصمين بأن ينصرفوا إلى أعمالهم وأشغالهم ويطالبوا بحقوقهم، منوها بأنه لا يجب أن تعطل الاعتصامات المصالح وتضيّع الحقوق.

ونقلت صحيفة quot;عُمانquot; عن المتظاهرين تأكيدهم حبّهم وولائهم للسلطان قابوس وحرصهم على مكتسبات نهضتهم في كل المواقع، لكنه لم تشر الى ردهم على مطالب الوزير، في وقت يتوقع ان تستمر الاحتجاجات المطالبة بالإصلاح.

وكان احد المتظاهرين قتل أمس برصاص الشرطة في صحار شمال سلطنة عمان، وقال شهود عيان إن quot;عشرات العمانيين خرجوا من المساجد في صحار (حوالى 200 كلم عن مسقط) عقب صلاة الجمعة للتظاهر مطالبين بالإفراج عن أقرباء لهمquot; اعتقلوا خلال مشاركتهم في احتجاجات الأسبوع الماضيquot;، وأضافوا أن quot;احد المتظاهرين ويدعى خليفة العلوي أصيب برصاصة في رأسه خلال مواجهات مع الشرطة وتوفي على الفورquot;.

لكن بعض التقارير الصحافية أشارت الى أن عدد القتلى زاد عن الثلاثة أشخاص، فيما زاد عدد الجرحى عن العشرين، وقد تم نقلهم إلى مستشفى صحار لتلقي العلاج، ووصفت جروح بعضهم بالخطرة.

وجاءت تطورات الأمس في أعقاب حملة الاعتقالات التي نفذتها قواتُ الأمن فجر الثلاثاء الماضي لعدد من المعتصمين في دوار صحار، وآخرين تم اعتقالهم من منازلهم بينهم أكاديميون وإعلاميون وكُتاب، على خلفية مشاركتهم في الاعتصامات وإغلاق الدوار أمام السيارات، إلى جانب محاولة البعض من المحتجين اقتحام عدد من الدوائر الحكومية في ولاية صحار وإجبار الموظفين على مغادرتها في محاولة للضغط على الحكومة للاستجابة إلى مطالب المعتصمين خاصة في ما يتعلق بسرعة إجراء التحقيق حول مقتل المواطن عبدالله الغملاسي الذي أصيب بطلقات نارية في بداية المواجهات بين قوات الأمن والمحتجين في نهاية شهر فبراير الماضي، إلى جانب مطالب أخرى مثار بحث بين الحكومة والمحتجين.

ووفقا لقناة العربية، فقد اعتقلت قوات الأمن مساء الجمعة ما يزيد على 70 شخصاً تم نقلهم إلى السجن المركزي في سمائل، هذا وأطلق عدد من الحقوقيين العمانيين والإعلاميين والكتاب بياناً طالبوا فيه السلطات العمانية بإطلاق سراح جميع المعتقلين خاصة الأكاديميين والإعلاميين والكتاب والشعراء الذين نقلوا إلى السجن المركزي.

وبحسب مصادر القناة فإن المواطنين بدأوا بالتسلح لمواجهة كافة الاحتمالات في ضوء التصعيد الأخير، في حين ناشد آخرون السلطان قابوس للتدخل الفوري لنزع فتيل الأزمة في وقت يزداد فيه عدد المحتجين الذين أخذوا في التجمع بمناطق مختلفة من ولاية صحار والمناطق المجاورة.