رئيس المركز الإسلامي لوسط فلوريدامحمد المصري |
أكد رئيس المركز الإسلامي لوسط فلوريدا محمد المصري في حوار مع quot;إيلافquot; أن المساجد التي يشرف عليها المركز هي من التبرعات المحلية ولا دور للدول الإسلامية فيها، معتبراً أن هوية مسلمي فلوريدا تحميها علمانية الدولة. وقال المصري إن الحديث عن حرق المصحف شكل فرصة دفعت بالكثير إلى اقتناء القرآن.
فلوريدا: يقول رئيس المركز الإسلامي لوسط فلوريدا quot;ISCFquot; محمد المصري إن نية القس الأميركي تيري جونز لحرق المصحف شكلت أكبر فرصة دفعت بالكثير من الأميركيين إلى اقتناء القرآن.
وأكد المصري أن الـ FBI على علم بكل أنشطة المركز مشدداً على شرعيته. وقال المصري في حوار مع quot;إيلافquot; هناك منظمات تعمل ضد الإسلام وتشوّه صورته في الولايات المتحدة، لكن الحكومة الأميركية تعرفها، ولا تكترث بشائعتها.
المحور الأول: زكاة المسلمين الأميركيين للمحتاجين أم لتمويل quot;الإرهابquot;
quot;لم نتبرع لحماس...وأرسلنا مواد طبية وكراسي لمقعدي غزة...و FBI على علم بكل أنشطتناquot;.
-هناك خشية حقيقية لدىكل الدول، بما فيها العربية من أن تكون المراكز الإسلامية والجمعيات الخيرية ممرًا لتبيض الأموال وجسراً لعبور أموال quot;الزكاةquot; إلى quot;إرهابيينquot; كيف ترى ذلك بوصفك رئيسا للمؤسسة الإسلامية لوسط فلوريدا؟
المسألة عالمية، وليست محلية، quot;فالحرب تبدأ بالحرب على المالquot;، والحرب على quot;الإرهابquot; تبدأ بالحرب على المال quot;الإرهابيquot; والحرب على الإسلام تبدأ بالحرب على المال الإسلامي، وهناك تخوف من أن يذهب المال إلى quot;الإرهابquot;.
هناك quot;منظماتquot; تعمل ضد الإسلام، وتشوه صورته هنا في الولايات المتحدة - وبالمناسبة هذه المنظمات العنصرية تعرفها الدولة الأميركية، ولا تكترث بشائعاتها - ولكن أنا أؤكد لك أن أموال التبرعات لا تذهب إلا لمستحقيها من الفقراء المحتاجين، وأن نسبة المال الذي يذهب إلى الإرهاب تقل نسبته عن 0.0001 %، وإن حصل فهو حالة فردية شاذة لا يتبناها أحد.
-ولكن لماذا تسليط الضوء دومًا على quot;المؤسسات الخيرية الإسلاميةquot; بوصفها داعمة للإرهاب؟
الدعاية تلعب دورًا في هذا المجال، أنا أتساءل لماذا لا يسلط احد الضوء على عمل مافيات المخدرات والأسلحة الناشطة بين المكسيك وأميركا، مكسيكو البوابة الخلفية للولايات المتحدة الأميركية تعجّ بتهريب المخدرات والسلاح، وذلك لا يتم إلا بتعاون إطراف من الداخل الأميركي، هل تعلمين أن أكثر من 30 ألف شخص ماتوا جراء حرب المافيات تلك، علمًا أن الأسلحة تُشترى من الولايات المتحدة وتُستعمل في المكسيك. السؤال quot;من يموّل هذا quot;الإرهابquot; ولماذا لا يُسلط الضوء عليه؟
المصري خلال الحوار مع quot;إيلافquot; |
في المقابل كم حالة حصلت من تمويل quot;للمنظمات الإرهابية الإسلاميةquot; أين الحقائق وأين الإحصائيات.
بالنسبة إلى موضوع الأموال لا يوجد شك لدى الحكومة الأميركية الفيدرالية أن أموال quot;المسلمين وجمعياتهم في أميركا نظيفة، وأتكلم عن مركزنا هي نظيفة 100 %، وهي أموال مشروعة وواضحة، لأن المعاملات لا تتم إلا عبر شيكات أو حسابات بنكية واضحة المدخل والمخرج، علما أن أي تحويل مالي في العالم كله يمر عبر نيويورك. لو لديهم أي أدنى شك لأقفلوا المؤسسة والجامع ولكن لا يوجد دليل.
-أثناء التحضير للمقابلة اطلعنا على تقرير إعلامي صادر من New English Review أعده Jerry G-rd-n يتهمك مباشرة ويتهم مسجدكم باستقبال quot;جورج غالاويquot; وجمع التبرعات المادية لمصلحة quot;حماسquot;، وكما تعلم فإن حماس على قائمة الإرهاب كيف تفسرون ذلك؟
ما حصل بالتفصيل هو انه جاءنا رجل من أصول فلسطينية، واستأجر القاعة العامة في المركز ndash; وبإمكان أي شخص أن يستأجرها مهما كان دينه أو توجهه إنها قاعة عامة كالفندق تمامًا - هذا الرجل استضاف جورج غالاوي بعد الحرب على غزة، ودعا الناس إلى مساندة منكوبي الحرب وجمع التبرعات، هذه التبرعات المادية التي جُمعت لا علاقة لإدارة المركز أو الجامع بها لا من قريب ولا من بعيد، وكان غالاوي قد قام بجولات مكوكية بين الولايات والدول الغربية جمع خلالها من دول عدة أموالاً لفقراء غزة، ثم ذهب إلى غزة، وسلمها في حفل علني إلى إسماعيل هنية، وهنا قامت وسيلة الإعلام تلك بربط الحدث - زاعمة زورًا أن إدارة المسجد تموّل حماس ndash; وهذا الأمر لا علاقة له بنا لا من قريب ولا من بعيد.
-ولكنكم أرسلتم مساعدات إنسانية إلى غزة، أليس كذلك؟
نعم نحن جمعنا مساعدات من أدوية وكراس متحركة للمقعدين وعكازات وأدوات إسعاف أولية ومواد إنسانية وطبية بحتة جمعت في quot;كونتينرquot; وأرسلت طبعًا بطرق قانونية وبعلم الحكومة الفيدرالية. بالمناسبة نحن جمعنا التبرعات أيضا لمنكوبي تاهيتي وغيرها.
أكرر لك ما قلته لو لدى الحكومة أي أدنى شك بأننا نموّل منظمات إرهابية لأقفلوا المؤسسة والجامع ولكن هذا الاتهام عارٍ من الصحة. الـ FBI يعرفوننا جيدًا، وهميراقبون كل عملنا الذي لا غبار عليه. وقد اجتمعت أخيرًا بمسؤول الـ FBI في فلوريدا، وقال لي حرفيا quot;لا غبار عليكمquot;، ونحن من الجهات الدينية الواضحة الموثوق بها. أما عن التقرير الذي أشرت إليه فتقف وراءه quot;جهاتquot; معروفة بعنصريتها والـ FBI يعرفهم ويتابعهم أيضًا.
المحور الثاني: هوية مسلمي فلوريدا تحميها علمانية الدولة
quot;لا دور للدول الإسلامية في دعمنا.... والأئمة لا يأتمرون بأمر السفاراتquot;
-حاولت استقصاء المصادر الرسمية، فوجدت أن مكتب إحصاء السكان الأميركي لا يجمع بيانات عن الهوية الدينية لكون الدولة علمانية، وتفصل تمام الفصل بين الدين وعمل المؤسسات، بحكم عملكم المباشر مع الجالية المسلمة ما هي مكونات هذه الجالية من حيث الثقافة والعدد؟
مسجد الرحمن |
بطبيعة الحال نسبة العرب المسلمين في أميركا هي انعكاس لنسبة وجودهم في العالم، فقد بلغ عدد المسلمين في العالم كله عام 2010 حوالي 1.6 بليون (مليار) مسلم، وتشير التوقعات إلى أن العدد سيصل إلى نحو 2.2 بليون (مليار)، حوالي 26 % منهم يتركزون في شبه القارة الهندية وبنغلادش وباكستان وماليزيا واندونيسيا.
وبحكم الاستعمار الانكليزي للهند بوصفها مستعمرة تامة التبعية للتاج البريطاني، فإن نسبة ارتباط الآسيويين بثقافة الغربأكثر متانة،وارتباطهم بالدول الغربية وأميركا أقوى وأقدم من بقية الشعوب، لذلك نجد أن حوالي 60 % من مسلمي أميركا هم من الهند وباكستان وبنغلادش، فيما لا يشكلون أكثر من 18 % وحوالي 10 % من أميركا الجنوبية. على أية حال بمجرد أن يصبح الفرد أميركيًا فإن الكلام عن الجذور تتلاشى، فالدولة علمانية 100 %، وهذا أمر ايجابي.
-السؤال عن العدد ليس الهدف منه مجرد الإحصاء، ولكن بحكم إنكم تتحملون مسؤولية عن مساجد عدة في فلوريدا، فإن عدد الجوامع يعكس تنامي عدد المرتادين المحتاجين إليها، لا سيما وأنني كما لاحظت فان الحكومة تحدد العدد الأقصى للمجتمعين أثناء الصلاة؟
عدد المسلمين يتنامى بشكل سريع في الولايات المتحدة ويتزايد عندما قدمت فلوريدا عام 1993 كان عددهم في وسط فلوريدا يقل عن 10 آلاف. أما عددهم الآن فقد تجاوز 50 ألفًا. ومؤسستنا quot;ISCFquot;Islamic Society of Central Florida عملت حتى الآن على فتح 10 مساجد.
-نجد أن الآسيويين من باكستان والهند هم أكثر حرصًا على تأدية الشعائر الدينية وحضور صلاة الجمعة والتمسك بالتقاليد الإسلامية من العرب الموجودين في أميركا، نلاحظ أن غالبية المرتادين من باكستان.
الهنود المسلمون مثلاً عاشوا مع الهندوس كأقلية فترة كبيرة، والأقليات غالبًا ما تتمسك بالشعائر وإشكال التمايز خوفًا على هويتهم من الذوبان، وهم حريصون هنا في أميركا أيضًا على ذلك، ولكن ارتباطهم بالدين ليس علميًّا أو فكريًا بقدر ما هو صوري شعائري، على سبيل المثال الهندي يتحرى دومًا أكل اللحم الحلال ويؤدي الصلاة بانتظام، رغم أنه يمارس محرمات شتى، لا يرى بها بأسًا، كما إن معلوماته عن الإسلام قد تكون ضحلة للغاية. بطبيعة الحال العرب المسلمون بشكل عام أوعى بقضاياهم والفكرية والثقافية، رغم عدم حرص بعضهم على التمسك بالشعائر.
-quot;مسجد الرحمنquot; هو أول مسجد بني في أورلاندو، من هي الجهات التي موّلته؟
منذ عام 1975 قامت العائلات المسلمة الموجودة في أورلاندو باستئجار مكان للصلاة، ثم جمعوا أموالاً لبناء مسجد صغير على هذه الأرض عام 1985، وحتى عام 1993 لم تكن الأمور منتظمة وعندما قَدمت منذ 18 عامًا عملت على تأسيس المركز والمؤسسة والمدرسة والمساجد الأخرى التي نشرف عليها.
-عذرا، أليس للدول العربية او الخليجية دور في دعمكم ماديًّا لإعمار المساجد؟
لا دور مباشر لأي دولة في دعم المسجد ماديًا. المساجد التي يشرف عليها مركزنا هي من التبرعات المحلية والمؤسسة الخيرية 100 %. وبطبيعة الحال الأئمة لا يأتمرون بأمر السفارات.
-غالبًا ما تعمل الجهات الممولة إلى تحديد الوجهة quot;المذهبية quot; أو التوجه الديني للمسجد كما تفرض أئمتها. إلى أي مدرسة فقهية أو مذهبية تنتمون؟
هناك مذاهب وجماعات في أميركا لها مساجد، فالشيعة لهم حسينيات، وهناك بعض المساجد ذات التوجه السلفي. ولأننا من فكر quot;معتدلquot; لم نحصل على أي مساعدات من جهات خارجية. الحكومة الفيدرالية لا تتدخل في الشؤون الدينية أبدًا. كجالية مسلمة لنا الحق أن نؤسس قدر ما نحتاج من المساجد أو أماكن العبادة. الحكومة لا تتدخل ولا تدعم - لا سلبًا ولا إيجابا.
-هل تعتقد أن هذه الحرية ايجابية أم إنها تفتح الباب لمن يشاء أن يسوّق أفكاره بما في ذلك المتطرف منها؟
نعم الحرية الكاملة لها نتائج: الأول: هناك فوضى بطبيعة الحال، فلا وزارة أوقاف أو شؤون دينية تنظم، فمن يريد أن يفتح مكان للعبادة تابع لأي دين أو مذهب أو معتقد أو منهجية له الحق في ذلك.
الأمر الثاني: يشكل فرصة للتلاقي الفكري فكل التوجهات موجودة وكل جماعة تحمل أفكارا معينة وتحاول تسويقها، والإنسان أمامه كل المجالات مفتوحة ومتاحة للاختيار.
-إذن ممكن أن نجد quot;إسلامًا فارسيًاquot; و آخر quot;وهابيًاquot; وثالثًا quot;زيدياquot; طالما أن أميركا تشكل مرآة لتنوعات مذاهب المسلمين؟
بدون شك هناك تفاعلات وانعكاسات للأحداث الدولية والعالمية والتغيرات التي تحصل في العالم الإسلامي والشرق الأوسط، ففي الثمانينيات إبان ثورة الخميني الإيرانية كانت إيران ترسل الكتب الدينية والمطبوعات.
-عذرًا للمقاطعة، حسب تقديراتكم كم نسبة الشيعة من بين المسلمين في أميركا؟
أقل من 10 %، وهم لا يحضرون مساجد السنّة، ولهم مساجد في أورلاندو.
-بالعودة إلى السياق السابق حول تفاعلات الإقليمية هل من وجود لفكر متطرف؟
بعد حرب الخليج الأولى ودخول صدام إلى العراق وفي التسعينيات، شهدنا انتشار فكر سلفي وهابيّ، ولقد حاولنا التحذير من انتشار فكر متطرف في ذلك الوقت. ولكن بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول من عام 2001 أصبح العالم كله يحذر من انتشار الأفكار المتطرفة.
-بالعودة إلى مؤسستكم quot;ISCFquot; ما هي ابرز الأنشطة التي تقومون بها، حيث لاحظنا وجود مدرسة تابعة لكم؟
المدرسة تعلم المنهاج الأميركي بالكامل وخاضعة له، ولكن إضافة إلى ذلك فإننا ندرس مواد، ثلاث كمواد اختيارية هي اللغة العربية والقرآن الكريم والتربية الإسلامية. في عام 1999 بدأنا بناء المدرسة الموجودة حاليًّا، واكتملت عام 2000، وفيها الآن 200 طالب وطالبة، وصفوفها من الروضة وحتى الثانوية العامة، ويعملفيبها حوالي 25 مدرّس ومدرّسة.
-ماذا عن الأنشطة الاجتماعية أو الأمور الخصوصية الأخرى التي يحتاجها المسلم quot;كالمدافنquot; مثلا؟
عام 2004 اشترينا أرض عن طريق البلدية مساحتها 8 فدادين، وفتحناها كمدافن للمسلمين، حيث تجرى مراسم الدفن وفق الشريعة الإسلامية. في ما يتعلق بالأنشطة الاجتماعية نعمل من خلال الشبكة الالكترونية على تفعيل الموقع لتوفير الخدمات وربط أبناء الجالية وتعريفهم ببعضهم بعضًا. ونحرص دومًا على تقريب وجهات النظر، فأبناء الجالية بالدرجة الأولى من الجنسية الأميركية.
المحور الثالث: حرق المصحف تحذير للإسلام المتطرف أم حماقة تؤدي إلى الحروب؟
quot;الحدث شكل أكبر فرصة دفعت بالكثير من الأميركيين إلى اقتناء القرآنquot;
المصري مع القس تيري جونز |
-برز اسمك خلال المشاورات التي أجريتها لثني القس الانجيلي تيري جونز، راعي كنيسة quot;دوف وورلد أوتريتشquot; عن حرق المصحف في ذكرى هجمات 11 سبتمبر، وكان لك الدور في دعوته إلى التراجع عن ذلك، حيث شوهدت معه في مؤتمر صحافي مشترك في 9 أيلول/ سبتمبر الماضي. هل بالإمكان أن تخبرنا عن بعض الحيثيات، لا سيما بعدما سعى كل من الرئيس الأميركي باراك أوباما، ووزير الدفاع روبرت غيتس، إلى إثنائه عن قراره؟
كنت منهمكًا وقتها في الأنشطة الرمضانية وإمامة صلاة التراويح والترتيب لموائد الرحمن، فلم يتسنّ لي متابعة الأخبار والأحداث حتى ليلة 27 رمضان الماضي، عندما علمت أن هناك مشكلة في بلدة quot;غينسفيلquot; القريبة من هنا، تتلخص في إعلان القس تيري جونز عن رغبته في حرق المصحف، وكان مسلمو فلوريدا قلقون من تداعيات ذلك، لكونهم في قلب الحدث، ثم تسارعت دعوات الشجب والاستنكار في العالمين العربي والإسلامي، كما سعى الرئيس أوباما وهيلاري كلينتون إلى دعوته للعدول عن تصرفه.
ذهبت إليه وكانت المنطقة كلها تخضع للحراسة الأمنية، ومندوبو وسائل الإعلام العالمي على جهوزية لتغطية أي جديد يطرأ. وقرعت الباب الزجاجي، وقلت لمساعده quot;أريد أن أكلمه بسلامquot;، فعاد لي قائلاً quot;مستعد لأن يراك بعد 10 دقائقquot;. خلال لقائي معه، حاولت مناقشته في الأمر طارحًا عليه تساؤلات عدة: quot;لماذا تريد حرق المصحف؟quot; وquot;ما الهدف من ذلك؟quot; وquot;ما الاستفادة التي ستحققها لك ولأميركا جراء ذلك؟quot;.
-ولكن القس جونز كان أوضح أن الهدف من خطة حرق المصحف هو quot;توجيه رسالة واضحة إلى العناصر المتطرفة في الإسلام لكي نقول لهم إنه لن يتم التسامح معهم في الولايات المتحدةquot;. لقد قال حرفياً في مؤتمره الصحافي في 8 أيلول/ سبتمبر quot;متى ستنهض أميركا للدفاع عن الحقيقة؟ وبدلا من أن نكون نحن من يوجه إليهم اللوم على الأفعال او الجرائم التي ارتكبها غيرهم، لماذا لا نوجه إليهم تحذيرا؟ لماذا لا نرسل تحذيرًا إلى الإسلام المتطرف ونقول له إذا ما هاجمتمونا فسنهاجمكمquot;....ما هي المحاور التي اعتمدتها للتعاطي معه وإقناعه؟
أولا قلت له: كقسيس تتبع تعاليم المسيح بالدرجة الأولى، والمسيح يدعو إلى السلام، وليس من شيم السلام إهانة وحرق كتاب مقدس، يؤمن به بليون ونصف بليونإنسان. ثانيًا: أعلمته أن ما يقوم به يضّر بأميركا كدولة وبمصالحها وبسمعتها، ويضر بالأميركيين كشعب علماني منفتح، ويضر بالعالم كله، إذ ممكن أن يشعل فتيل حرب دينية في العالم.
ثالثًا: إن كنت قد أصررت على موقفك وإتمامك لخطتك، فإني سأضطر إلى رفع دعوى قضائية ضدك عبر أفضل محاميين في الولايات المتحدة وجلب أمر من المحكمة بتوقيفك لمنعك من تنفيذ ذلك قبل 11 سبتمبر.
-ولكن خلال المؤتمر الصحافي أشار إلى انه عدل عن فكرته، لأنه تلقى وعدًا بتغيير مكان بناء المركز الإسلامي بالقرب من الموقع السابق لمركز التجارة العالمي في نيويورك وتغيير مكان المشروع؟
لم يكن اتفاقًا، بل كل ما حصلنا عليه من فيصل عبد الرؤوف المسؤول عن المشروع هو التعهد بمناقشة إمكانية نقل المركز. مكتب الإمام فيصل قال انه مستعد للقائي مع القس جونز إذا رغب بذلك ولم يتم الاتفاق على نقل المسجد، غير أن الموضوع مطروح للنقاش، والإمام يأخذ بعين الاعتبار وهو أمر ممكن.
-ما هي التداعيات التي تركها حدث بهذا الحجم نال اهتمام وسائل الإعلام العالمية عليكم هنا في فلوريدا؟
الحدث شكل أكبر فرصة دفعت بالكثير من الأميركيين إلى اقتناء القرآن الكريم رغبة في الإطلاع عليه. كما شكّل حافزًا للتعرف إلى الاسلام. لقد نفذت كل نسخ المصحف لدينا بكل ترجماتها، وقد طلبنا 4000 نسخة من أوقاف دبي، وزعت بوقت قياسي في فلوريدا وحدها. كما تلقينا شكرا من السفراء العرب كافة.
التعليقات