بالرغم من أن المسؤولين الأميركيين والدوليين ألقوا اللّوم على مظاهرات أفغانستان المميتة الجارية في بحر هذا الأسبوع بسبب حرق القسّ تيري جونز القرآن في فلوريدا، يلقي العديد من الناس اللوم على الرئيس الأفغاني حامد كرزاي لإلقائه الضوء على القضية.


افغان يحرقون مجسماً للقس جونس

المظاهرات بدأت تهدأ بعد خمسة أيام من المظاهرات المميتة في أفغانستان بسبب حرق تيري جونز القرآن، إلا أن التداعيات السياسية قد تبدأ. كما أن العديد من الديبلوماسيين يظنّون أن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي هو وراء الاعتصامات.

من المعلوم أنه مضى حوالى الشهرين على ذلك عندما أحرق جونز وجماعته القرآن في فلوريدا في 20 مارس- آذار. وبعدها، في 31 مارس- آذار، ألقى الرئيس كرزاي خطابًا يدين فيه جونز ويطالب بتوقيفه. وبعد مرور يوم على ذلك، اقتحم المتظاهرون مجمّع الأمم المتحدة في مزار الشريف، مما أسفر عن مقتل 7 موظفين أجانب وحثّ التظاهرات في أفغانستان التي أدّت إلى مقتل 22 شخصًا وجرح قسطًا هائلاً من الناس.

ووفقًا لصحيفة كريتشن ساينس مونيتور، فإنه على الرغم من أن المسؤولين الأميركيين والدوليين ألقوا اللوم على جونز في خطابات علنية، بدأ العديد في التشكيك بأن كرزاي لفت الانتباه إلى حادثة جونز. لا بدّ من أنه لم يرد إثارة المظاهرات العنيفة، ولكن تاريخه الحديث المناوئ لأعمال الغرب يشير إلى أنه أراد استعمال هذه الحادثة بغية إظهار خيبته في التواجد الأجنبي المستمر في أفغانستان. ومنذ بداية أعمال العنف نهار الجمعة، شكّل كرزاي لجنتين للبحث في المظاهرات التي وقعت في المدينة الشمالية مزار الشريف والمدينة الجنوبية قندهار.

وفقًا لملاحظات من قبل المتحدّث باسمه، فإن مشيئة كرزاي في نكئ الجروح أتت من حاسة واجب معنوي للوقوف في وجه هذا العمل المهين لمعظم الأفغانيين. غير أنّ مشككين يرون أن سياسة الرئيس الأفغاني حيال مؤسسات الأمن الخاص وتواجد القوات الدولية هي الدليل في حسّه المضاد للأجانب في غضون الأعوام القليلة المنصرمة. ونذكر أن كرزاي أصدر ملاحظات قاسية بعد وقوع ضحايا مدنيين من قبل قوات حلف شمالي الأطلسي.

ومع مضي خمسة أيام من المظاهرات، يرى المراقبون أن القضية هي أكبر من مظاهرات حول حرق القرآن. فالأمر يتعلّق بالحسّ المعادي للأجانب الذي يقف وراء إدانة كرزاي لجونز.