واشنطن: دان الرئيس الاميركي باراك اوباما السبت احراق قس اميركي متطرف لمصحف معتبرا ان هذا العمل الذي تسبب باندلاع اعمال عنف دامية في افغانستان ينم عن quot;اقصى درجات عدم التسامح والتعصب الاعمىquot;.

وقتل عشرة اشخاص خلال تظاهرة في قندهار جنوب افغانستان السبت غداة هجوم دام خلال تظاهرة مماثلة استهدف الامم المتحدة في مزار الشريف وقتل فيه اربعة نيباليين وثلاثة اوروبيين يعملون في المنظمة الدولية.

وقال اوباما في بيان اشاد فيه بضحايا اعمال العنف في افغانستان التي تلت احراق مصحف في الولايات المتحدة ان quot;تدنيس اي نص مقدس بما في ذلك القرآن عمل ينم عن اقصى درجات عدم التسامح والتعصب الاعمىquot;.

واضاف quot;لكن مهاجمة وقتل اناس ابرياء امر يثير السخط وانتهاك للقيم والكرامة الانسانيةquot;، مشيرا الى اي quot;ديانة لا تقبل بذبح وقطع رؤوس ابرياء، وما من تبرير لعمل مهين ومؤسف كهذاquot;.

ورأى الرئيس الاميركي ان quot;العاملين في الامم المتحدة فقدوا حياتهم وهم يحاولون مساعدة الشعب الافغانيquot;.

والهجوم على مكاتب بعثة الامم المتحدة في افغانستان في مدينة مزار الشريف هو الاعنف على الامم المتحدة في افغانستان منذ غزو ائتلاف دولي لهذا البلد نهاية العام 2001 للاطاحة بنظام طالبان.

وقتل ايضا في هذا الهجوم خمسة افغان بحسب حاكم ولاية بلخ وعاصمتها مزار الشريف.

من جهته، دعا القس الاميركي تيري جونز الذي احرق مصحفا الشهر الماضي، الى تحرك quot;فوريquot; للولايات المتحدة والامم المتحدة ضد مرتكبي اعمال العنف في افغانستان مؤكدا ان الدين الاسلامي باكمله يجب ان يحاسب على ذلك.

واكد جونز انه لا يشعر باي مسؤولية عن الهجوم على مقر للامم المتحدة في افغانستان. وقال لوكالة فرانس برس quot;صدمنا بهذا النبأquot;.

ووصف مقتل الموظفين السبعة بانه quot;عمل مأسوي جدا واجراميquot;.

مدير مكتب الامم المتحدة في مزار الشريف نجا من الهجوم بعدما ادعى انه مسلم

قال الممثل الخاص للامم المتحدة في افغانستان ستيفان دي ميستورا ان مدير مكتب الامم المتحدة في مزار الشريف (شمال) نجا من الهجوم الذي استهدف مقر المنظمة الدولية الجمعة وقتل فيه سبعة موظفين، بعدما ادعى انه مسلم.

وقال دي ميستورا الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في افغانستان في مؤتمر صحافي مساء السبت في كابول انه quot;نجا لانه ادعى انه مسلم. لقد ضربوه (المهاجمون) لكنهم سمحوا له بالمغادرةquot;.

واوضح ان مدير المكتب روسي وquot;يتقن الداريquot; احدى اللغتين الرسميتين في افغانستان يتكلمها غالبية سكان الشمال.

وقد اختبأ مع الموظفين الآخرين في غرفة خاصة محاطة باجراءات امنية، لكن بابها لم يقاوم المحتجين. وقد حاول جذب انتباه المهاجمين اليه بينما كان زملاؤه الاوروبيون الثلاثة يختبئون في العتم.

واوضح انه quot;اخذ يتكلم بالداري وكان يأمل لبعض الوقت ان ينجح في ايهامهم بعدم وجود اي شخص آخر لكن هذا الامر لم يجدquot;.

واضاف ان المهاجمين quot;تمكنوا من العثور على زملائه وقتلهم بالرصاص الواحد تلو الآخرquot;.

وقتل اربعة من الحراس النيباليين التابعين لقوات الغوركا لكن اثنين آخرين افلتا لان برجي المراقبة اللذين كانا فيهما دمرهما الحشد فوجدا نفسيهما خارج المجمع.

كما تمكن موظفان افغانيان من النجاة.

وقال دي ميستورا ان الموظفين السبعة قتلوا على الارجدح بايدي quot;متمردينquot; جاءوا من ولايات اخرى واندسوا في التظاهرة التي نظمت الجمعة في مزار الشريف.

وكان المتظاهرون يحتجون على احراق قس اميركي مصحفا منتصف آذار/مارس.