فاجأت وزارة الدفاع السعودية الوسط الإعلامي السعودي والعالمي أيضاً بنفي صريح لحوار نشره الصحافي الكويتي الجارالله قال إنه تمّ مع وزيرها الأمير سلمان بن عبدالعزيز، في حين تقصت quot;إيلافquot; خبايا هذا الأمر واستنطقت مصادر ذات صلة بالقضية بما فيها الجارالله نفسه.

الأمير سلمان بن عبدالعزيز

الرياض: لم تضبط حسابات الصحافي الكويتي الشهير أحمد الجارالله هذه المرة، إذ حمل له المساء نبأً أفقده نشوة الصباح حينما نشر لقاءً قال إنه خاص مع وزير الدفاع السعودي، الأمير سلمان بن عبدالعزيز.

أحمد الجارالله اعتاد على نشر حوارات مع أقطاب الحكم في المملكة والخليج، بما فيهم العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير نايف بن عبدالعزيز، معتمداً على اجتهاداته وتخميناته، كما أشار مسؤول في المؤسسة الملكية السعودية لـ إيلاف.

الجارالله أكد في حديث هاتفي مع quot;إيلافquot; أنه يعتذر للأمير سلمان عمّا نشر في صحيفته.

وقال الجارالله مبرراً ما حدث بأنه كان في حفل عشاء عند الأمير سلمان، ودارت أحاديث كثيرة حول عدد من الأمور التي تهمّ المنطقة، أضاف: quot;وجدت أنها تستحق النشر وفق ما رأيت أنه يتوازن مع سياسات المملكة خاصة والخليج عموماًquot;.

لكن وزارة الدفاع السعودية نشرت نفياً لكل ما جاء في الحوار، وأكد بيان الوزارة على لسان مصدر مسؤول quot;أن الحديث الصحافي المنشور في صحيفة السياسة الكويتية اليوم، والمنسوب إلى الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وزير الدفاع غير صحيحquot;، مبيناً أنه لم يُجر أي حديث صحافي مع أية صحيفة، منذ تعيينه وزيراً للدفاع.

وقال المصدر: quot;إن رئيس تحرير صحيفة السياسة أحمد الجار الله كان من بين الذين حضروا استقبال الأمير سلمان بن عبدالعزيز للمواطنين يوم الأحد، جرياً على عادة الأمير سلمان، ولم يجرِ معه حواراً صحافياً خاصاً، كما ادعت الصحيفةquot;.

quot;إيلافquot; توجهت بالسؤال للجارالله حول حواراته السابقة التي كان ينشرها بالطريقة نفسها، إذ كانت في غالبها أحاديث عشاء وليست في موعد صحافي بحسب الأعراف المهنية المتعارف عليها، فأجاب قائلاً: quot; ما نشرته يتوافق مع ما ذكره الأمير سعود الفيصل اليومquot;، في إشارة لتصريحات وزير الخارجية السعودي خلال اجتماع لوزراء خارجية دول التعاون اليوم الأحد في الرياض، لكن الجارالله عاد وقال: quot;الأمير سلمان قد يبدو أن لديه حسابات تختلف عن حساباتي وأنا أكرر اعتذراي وأسفي لذلكquot;.

وختم الجارالله حديثه قائلاً: quot;ليس لدي ما أفعله، فأنا أحترم النفي كما أحترم الأمير سلمانquot;.

وفي السياق نفسه،علمت quot;إيلافquot; أن حفل العشاء الذي حضره الجارالله لدى الأمير سلمان وحضره حشد من المواطنين والخليجيين والأجانب، لم يجر خلاله كثير مما نشرته السياسة الكويتية في عددها اليوم الأحد، وقال مصدر حضر الحفل لـquot;إيلافquot;، إنه تفاجأ بكمية الأسئلة والأجوبة التي نشرتها السياسة، مؤكداً في الوقت ذاته quot;أن الأحاديث الودية طغت على الجوانب السياسية والاقتصادية الأخرىquot;.

وعلى النسق نفسه،تحدث لـquot;إيلافquot; خبير عتيق في الشأن السعودي أن الجارالله ارتكب خطأ اعتاد فعله مع عدد من السياسيين الخليجيين، لكن عثرته هذه المرة مع رجل يدرك الفرق بين الحوار الصحافي ودردشات المجالس والتخمينات الصحافية، مثل الأمير سلمان الذي عرف بحرصه ودقته ومشاركته على مدى أكثر من نصف قرن في عشرات المشاريع الصحافية والاعلامية ويعرف خوابئ الصحافة والصحافيين.

وأضاف هذا الخبير: quot;كما أن الامير سلمان لم يعرف عنه الادلاء بأحاديث صحافية إلا بإعداد دقيقة ومدروسة، معززاً ذلك بعبارة يرددها أن quot;لا اجتهاد مع النصquot;.

وعلمت quot;إيلافquot; أيضاً أن الامير سلمان أبدى استياءه من الجارالله على اختلاقه quot;مواقف لم يصرح بهاquot;.