توقيت النشر 25/1/2013 الساعة 14:34:00 GMT
آخر تحديث 25/1/2013 الساعة23:29 GMT

سقط ثمانية قتلى واصيب اكثر من 379 بجروح في مواجهات دارت الجمعة في الذكرى الثانية للثورة في مناطق مصرية عديدة بين قوات الامن ومتظاهرين مناهضين للرئيس محمد مرسي وجماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها.

القاهرة: افادت تقارير ان ثمانية أشخاص قتلوا يوم الجمعة في اشتباكات بين الشرطة ومحتجين بمدينتي السويس والاسماعيلية بمصر في مظاهرات مناوئة لمرسي في شتى انحاء البلاد. وقالت مصادر طبية إن أحد القتلى مجند. ونقلت بوابة الاهرام الالكترونية عن مصدر مسئول بمديرية الصحة بالسويس قوله ان أعداد المتوفين في الاشتباكات التي وقعت الجمعة ارتفعت إلى سبعة. في الوقت نفسه ذكر التلفزيون المصري الرسمي في نبأ عاجل ان شخصا اخر قتل في مدينة الاسماعيلية ليرتفع عدد قتلى يوم الجمعة حسب هذه التقارير الى ثمانية.

وقال المتحدث الرسمي لوزارة الصحة أحمد عمر لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن 379 شخصا بينهم عشرات من المجندين أصيبوا في 12 محافظة هي القاهرة والإسكندرية والبحيرة والأقصر وكفر الشيخ والإسماعيلية والغربية والشرقية والسويس والمنيا ودمياط والدقهلية في الاحتجاجات التي تناويء أيضا جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي.

ودعت جبهة الانقاذ الوطني المعارضة والحركات الشبابية الى التظاهر تحت شعارات عدة من بينها quot;لا لأخونة الدولةquot; في اشارة الى اتهاماتها لجماعة الاخوان بالسيطرة على الدولة المصرية والسعي لاقامة نظام استبدادي جديد وquot;سرقة الثورةquot; للاستيلاء على السلطة.
وكان متظاهرون حاولوا اقتحام مقر المحافظة في السويس لكن الشرطة تصدت لهم باطلاق قنابل مسيلة للدموع.

وانتقلت موجة العنف من فوق الارض الى باطنها، بعدما توقفت حركة قطارات مترو الانفاق في خطين من اصل ثلاثة خطوط بسب اقتحام شباب الالتراس لمحطة المترو بميدان التحرير والوقوف على خط السكة الحديد، بحسب ما نقلت وكالة انباء الشرق الاوسط عن رئيس هيئة المترو. وتبع ذلك اقتحام متظاهرين غاضبين لمحطة مترو محمد نجيب القريبة من التحرير، بحسب المصدر نفسه.

وبالقرب من قصر الاتحادية الرئاسي، اطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين بعدما حاول البعض اقتحام القصر. وقال التلفزيون الرسمي ان ضابطي شرطة واربعة مجندين اصيبوا في المواجهات.

وفي وقت متاخر من مساء الجمعة، غادر مئات المتظاهرين ميدان التحرير بسبب اطلاق الامن للغاز المسيل للدموع في شكل مكثف قرب الميدان، حيث غطت الميدان سحابة كبيرة من الغاز لفترة طويلةquot;.

من جهتها اكدت القوات المسلحة المصرية quot;انتشار عناصر رمزية تابعة للمنطقة المركزية العسكرية بمداخل القاهرة الكبرىquot; موضحة انه quot;اجراء احترازي روتيني خلال الظروف الدقيقةquot;. واوضح بيان نشره المتحدث الرسمي باسم الجيش على صفحته على موقع فيسبوك ان quot;انتشار عناصر رمزية تابعة للمنطقة المركزية العسكرية بمداخل القاهرة الكبرى يأتي في إطار خطط القوات المسلحة لتكثيف أعمال التأمين بالمحاور والطرق الرئيسية المؤدية إلى داخل العاصمةquot;. واضاف البيان ان quot;تلك العناصر غير مخولة بالتعامل مع المدنيين أو منعهم من التحرك وهو إجراء إحترازي روتيني لتأمين البلاد خلال الظروف الدقيقة سبق إتخاذه خلال تظاهرات شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضيquot; التي نظمتها المعارضة احتجاجا على اعلان دستوري اصدره يومها الرئيس محمد مرسي ومنح نفسه بموجبه سلطات استثنائية ثم الغاه بعد اقرار الدستور الجديد للبلاد.

واضافة الى السويس والقاهرة سجلت مواجهات في محافظات عدة.

ففي الاسماعيلية (على قناة السويس)، احرق متظاهرون مقر حزب الحرية والعدالة (الذراع السياسية لجماعة الاخوان) كما قام المحتجون بمهاجمة مقرات المحافظات في مدن عدة.
وفي الاسماعيلية ايضا اقتحم المتظاهرون مقر المحافظة مساء الجمعة ونهبوا ما فيه من اثاث واجهزة.

وفي دمياط (دلتا النيل)، حاصر المتظاهرون مقر المحافظة وقطعوا الطريق امامه وجرت مواجهات بينهم وبين الشرطة.
وفي محافظة كفر الشيخ بدلتا النيل كذلك، تمكن المتظاهرون من دخول حرم مبنى المحافظة واندلعت مواجهات بينهم وبين قوات الشرطة التي حاولت منعهم من دخول المبنى.

وحتى مساء الجمعة كانت هذه المواجهات مستمرة امام هذه المقرات الثلاثة.

وبالعودة الى القاهرة، تواصلت الجمعة المواجهات التي بدأت الخميس بالقرب من ميدان التحرير بين المتظاهرين وقوات الامن المتمركزة خلف حاجز خرساني يغلق شارع القصر العيني الذي يضم مؤسسات عدة بينها مقر مجلس الوزراء ومقرا مجلس الوزراء ومجلس الشورى. كما سجلت مواجهات في شارع الشيخ ريحان المجاور استخدم فيها المتظاهرون الحجارة وردت قوات الامن بالغاز المسيل للدموع.

وقام مئات المتظاهرين بمهاجمة مقر الموقع الالكتروني لجماعة الاخوان المسلمين quot;اخوان اون لاينquot; الواقع في منطقة التوفيقية بوسط القاهرة بالحجارة ووقعت صدامات بينهم وبين اهالي المنطقة.

وكان ظهور مجموعات من الشباب الملثمين باغطية سوداء لافتا في تظاهرات الجمعة في محافظات عدة. ويطلق الملثمون على انفسهم اسماء مختلفة ابرزها quot;البلاك بلوكquot; ويتبنون العنف ضد نظام الاخوان الحاكم، بحسب صفحات لهم على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.

وفي الاسكندرية كبرى مدن شمال البلاد اطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين رشقوا مبنى المجلس المحلي للمدينة بالحجارة. وقال شهود ان مسيرة كانت تمر امام مقر المجلس المحلي وهو في الوقت نفسه المقر الموقت للمحافظة، القى خلالها بعض المتظاهرين حجارة على المبنى فردت الشرطة باطلاق كثيف للغاز.

وتعرضت مراسلة لقناة quot;سكاي نيوز عربيةquot; لاعتداء من قبل مجهولين أثناء تغطيتها احداث الذكرى الثانية للثورة في الإسكندرية. واصيبت المراسلة بكدمات وانهيار عصبي بحسب بيان للقناة الجمعة.

واورد التلفزيون الرسمي ان مواجهات اخرى اندلعت بين الامن والمتظاهرين في محيط منطقة مجمع المحاكم المطل عل البحر في الاسكندرية.

وكانت مسيرات دعت اليها الحركات الشبابية وجبهة الانقاذ الوطني المعارضة انطلقت بعد صلاة الجمعة من مساجد عدة في القاهرة في اتجاه ميدان التحرير الذي احتشد فيه وفي الشوارع المحيطة به الاف المتظاهرين هاتفين quot;يسقط يسقط حكم المرشدquot;، في اشارة الى مرشد جماعة الاخوان المسلمين محمد بديع، وquot;ارحل ارحلquot; وهو الشعار نفسه الذي كان يتردد في ميدان التحرير قبل عامين للمطالبة بانهاء حكم حسني مبارك.

كما ارتفعت شعارات اخرى معادية للاخوان مثل quot;حكم الاخوان باطلquot; وquot;محمد مرسي باطلquot; وquot;عبد الناصر قالها زمان الاخوان ما لهومش امانquot;.

وقال احد المتظاهرين شوقي احمد (65 عاما) quot;انا هنا لاطالب بالحرية والعدلquot;، واضاف الرجل ذو اللحية البيضاء الخفيفة quot;مصر تحتاج ثورة جديدة من اجل الشباب ومن اجل الديموقراطية الحقيقيةquot;، قبل ان يهتف quot;ثورة تاني من جديدquot;.

واكد مصطفى عبد الله (23 عاما) وهو موظف في محل ملابس quot;لم يتحقق شيء من شعارات الثورة سوى الحرية، العدالة الاجتماعية منعدمةquot;، وتابع quot;اداء مرسي والحكومة غير كاف لادارة البلاد ولو تركنا له الفرصة البلد ستتعرض للخرابquot;.

وبينما كان مئات حوله يهتفون quot;الشعب يريد اسقاط النظامquot;، اضاف عبد الله quot;البلد كبيرة على الاخوان الذين خدعونا في كل شيء خاصة في الدستورquot;.

واعتبر محمد عبد العريز (22 عاما) ان quot;سياسة الدولة تسير خطأ والرئيس مرسي لا بد ان يدرك انه رئيس لكل المصريين قبل فوات الاوانquot;، مضيفا quot;على مرسي ان يتذكر بان الشعب اسقط مبارك وانه قادر على اسقاطه ايضاquot;.

وشارك القياديان في جبهة الانقاذ الوطني محمد البرادعي وحمدين صباحي في احدى المسيرات.
وقالت وزارة الداخلية في بيان بعد ظهر الجمعة ان quot;قوات الشرطة المكلفة بتأمين المنشآت الهامة (...) واجهت الاعتداءات بضبط النفس وفقا للتعليمات الصادرة اليها وتعاملت من حين لآخر باستخدام الغاز المسيل للدموعquot;.
واكد البيان ان هناك quot;العديد من الإصابات بين جنود وأفراد الشرطةquot;.

حكم مرتقب وتهديدات
وتأتي ذكرى الثورة عشية حكم قضائي يثير قلقا كبيرا هو الحكم في قضية مأساة بورسعيد التي قتل فيها مطلع شباط/فبراير الماضي 74 شخصا في استاد مدينة بورسعيد (على قناة السويس) معظمهم من مشجعي فريق الاهلي لكرة القدم. وهدد مشجعو الاهلي المعروفون بـquot;التراس اهلاويquot; بالانتقام لضحايا بورسعيد ما لم يصدر القضاء حكما بquot;القصاصquot; من المسؤولين عن هذا المأساة، وهي احدى اسوأ كوارث كرة القدم في العالم.

وقال الالتراس في بيان نشر على صفحته على موقع فيسبوك quot;يوم السبت 26 يناير (كانون الثاني) هو يوم فاصل في حياة اشخاص كثيرين، وقد يكون اخر يوم في حياة اشخاص اخرين، اشخاص يعلمون انهم يسعون وراء حق حتى لو كلفهم ذلك ارواحهمquot;. واضاف البيان quot;+يا نجيب حقهم يا نموت زيهم+ لم يكن هذا مجرد هتاف، بل هو حقيقة راسخة بداحلنا، الاختياران مكسب لنا، اما ان يعود الحق ونعيش نخلد ذكراهم او الموت ونحن نسعى الى الحق، اما كل من دبر وخان وقتل فليس امامه الا اختيار واحد وهو الموتquot;.
ودعا التراس الاهلي الى تجمع امام مقر النادي في القاهرة في الثامنة صباح السبت من دون ان يحدد وجهة التحرك.