هزّ انفجاران منطقة الجناح في الضاحية الجنوبية قرب السفارة الايرانية، وتتوالى أعداد القتلى والجرحى من بينهم المستشار الثقافي للسفارة الايرانية إبراهيم الأنصاري، حيث بات لبنان مجددًا في وجه عاصفة الفتنة.


بيروت: أكثر من 20 قتيلاًفي انفجارين هزّا الجناح في بيروت اليوم، وكان آخر انفجار شهده لبنان في طرابلس في شهر آب/اغسطس الماضي. عن اهداف هذا الانفجار، يقول النائب طوني ابو خاطر ( القوات اللبنانية ) لـquot;إيلافquot; إن الوضع العام ككل كان يوحي بانفجار قريب في لبنان، وحذرنا كثيرًا من الانغراس في الساحة السورية، حيث حقل الالغام هناك لن ينتهي وسيمتد الى لبنان، غير أن هناك طرفًا لبنانيًا، لا يسأل عن احد، وادخل نفسه في بوتقة سوريا، وهو يدعي أنه يحمي لبنان.

والرسالة برأيه معروفةباعتبار أنالتفجيرين قريبان من السفارة الايرانية، ويضيف:quot;كنا نرغب ألا نكون صندوق بريد لأنه يكفينا معاناة في لبنان، واليوم ايران تنفتح الى الغرب وتتمتع برخاء، بينما لبنان يُستهدف.

ويؤكد ابو خاطر أن الوضع هادىء في ايران وينفجر في سوريا ولبنان، وكفانا أن نكون أداة للآخرين، ويجب أن يكون ولاؤنا للبنان فقط وليس لأي طرف آخر.

خطاب نصرالله

عن خطاب الامين العام لحزب الله حسن نصرالله ودوره، يقول ابو خاطر إن كل الخطابات تزيد فرقة بين اللبنانيين، ولبنان لا يستمر الا بالتوافق والانفتاح بين الاطراف، لأن التركيبة المتنوعة للبنان تستمر بالتفاعل مع بعضها، ولكن عندما نتقوقع على بعضنا يؤدي الامر الى الانكسار والتشرذم.

وعندما كان حزب الله يتحدث سابقًا بالشراكة، يتابع ابو خاطر، نلاحظ اليوم أن لا شراكة في القرار، فهو يتخذ قراراته بنفسه، وهو امر بادٍ اليوم، بدل أن يتكاتف كل اللبنانيين، نرى التفرقة للاسف.

خوف مستمر

ويؤكد ابو خاطر أن لا احد يمكن أن يقنع شباب لبنان بعدم الهجرة في ظل الاوضاع الامنية والاقتصادية، والهجرة اليوم من الوضع الامني الذي يئس منه الجميع. والسياسيون بدل أن يطمئنوا الناس يقومون بخطابات في الاعلام من خلال مواقف سلبية جدًا.

ويلفت ابو خاطر الى أن سلسلة التفجيرات ستستمر، ولا استبعاد من تكرار سيناريو آب/اغسطس الماضي، وذلك من خلال الانزلاق الى العرقنة في لبنان، ولبنان تربة خصبة لهذا الموضوع، ولكن مع الحوار والتنازلات عن بعض الحقوق للوطن، يمكن أن يطلع لبنان من حالة التفجيرات.

واليوم يرى ابو خاطر أن من كان يخاف على نفسه من الكيميائي وتداعياته يعتبر نفسه انتصر اليوم، ولكن على من وماذا انتصروا؟ والتفجيرات برأيه ستستهدف مختلف المناطق، ويؤكد أن الفتنة السنية الشيعية هي وجه من وجوه التقوقع في لبنان، وتحكمنا في البلد مراحل حيث نشهد انفتاحًا في بعضها، وتقوقعًا في مراحل أخرى، واليوم نحن نعيش مرحلة التقوقع حيث نسمع بأمن الضاحية وامن طرابلس وصيدا وغيرها، يجب الحديث عن أمن الوطن ككل.

الرأي الآخر

بدوره، يعتبر النائب عاصم قانصوه (حزب البعث العربي الاشتراكي) في حديثه لـquot;إيلافquot; أن المسلسل الاجرامي لا يزال مستمرًا وكان أحد أهدافه اليوم السفارة الايرانية في بيروت، وهي من بنك اهداف الارهابيين، في السياسة أو في اشعال الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة، تمامًا كما حصل في آب/اغسطس الماضي.

ويضيف:quot;ربما لم يتخذ الجيش اللبناني الاحتياطات اللازمة بعد فتح الطريق الذي كان مغلقًا في السابق امام السفارة الايرانية. ويلفت قانصوه أن الاستنكار لا يكفي اليوم، ويجب تفعيل الامن وأن نكون اكثر حذرًا من خلال قطع دابر هذه الفتنة.