تتواتر الأنباء عن رفض مكونات أساسية من المعارضة السورية، أهمّها الجيش الحر، تعيين غسان هيتو رئيسًا للحكومة السورية الموقتة، لأنه فرض فرضًا من قطر والإخوان المسلمين، ولم يحظ بإجماع هذه المكونات ولا بتأييد أكثريتها.


بهية مارديني من لندن: تواصلت الأنباء عن توسيع الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، ليشمل جميع فرقاء المعارضة السورية السياسية، بعد الخلافات التي تصاعدت إثر إعلان اسم رئيس الحكومة السورية الموقتة غسان هيتو.

فقد أثارت هذه التسمية الكثير من ردود الفعل، واعتبر معارضون أن قطر وجماعة الإخوان المسلمين في الائتلاف السوري المعارض هما من فرضا هيتو، خصوصًا أنه شخصية غير معروفة بالنسبة إلى المعارضين.

لم يحظ بالتوافق

أكد لؤي المقداد، الناطق الرسمي باسم الجيش السوري الحر، في تصريح لـquot;إيلافquot; أنه شخصيًا مثل كل السوريين لم يسمع بهيتو إلا قبل ساعات من تسميته رئيسًا للحكومة، وليست لديه أية ملاحظة شخصية عليه، quot;باعتبار أننا لا نعرف عنه شيئًا. أما عن موقف الجيش السوري الحر، فقد أكدنا دائمًا بعدنا كل البعد عن التدخل في السياسة، لكن من منطلق أن الجيش الحر هو حارس هذه الثورة وحامي تطلعات الشعب السوري، فقد تم الإجماع بين الكتائب والتشكيلات والقيادات العسكرية والثورية على أن الطريقة التي تمت فيها تسمية هيتو ليست توافقية جامعة بين جميع المكونات السياسية، ولا تحظى بإجماع أو توافق أعضاء الائتلاف الوطني، ولا بقية المكونات السياسية المعارضةquot;.

وأشار المقداد إلى أن الكثير من أبناء الشعب السوري يسألون من هو السيد غسان هيتو، والبعض الآخر يقول كيف يمكن لشخص أمضى أكثر من ثلاثين عامًا خارج سوريا أن يقود دفة هذه الحكومة، ويعيّن الوزراء في هذه المرحلة الحساسة؟.

وشدد المقداد على أن الأساس بالنسبة إلى الجيش الحر هو توافق القوى السياسية، quot;وقد يكون هيتو هو الأجدر والأدرى والأكثر قدرة على قيادة الحكومة، إلا أنه لا يمكن للجيش الحر أن يدعمه أو يتعاون معه أو مع رئيس أي حكومة موقتة ما لم يتم التوافق على اسمه بين جميع الفرقاء داخل الائتلاف وخارجه، وهذا شرط قابل للتحققquot;.

خوف من الاخوان

تحدث علي الجندي، عضو تيار التغيير الوطني، لـquot;إيلافquot; عن مخاوف المعارضين. قال: quot;ائتلاف المعارضة السورية عيّن غسان هيتو رئيسًا لحكومة منفى، وهو مطلب قانوني وسياسي على الرغم من الإشكالات التي حصلت وطريقة التعيين فرضته من قبل قسم من الائتلاف وليس بالإجماع أو بالأكثريةquot;.

أضاف الجندي: quot;على الرغم من أننا نعلم أن الائتلاف لا يجمع كل أطياف المعارضة السورية، لكن تخوفنا الأساسي هو استئثار الإخوان المسلمين بالقرارات المصيرية التي تهمّ الشعب السوري وتحدد مصيره ومستقبلهquot;.

وأوضح الجندي أن الإخوان المسلمين دعوا بعد مؤتمر أنطاليا إلى تشكيل معارضة موازية، وعرقلوا عمل المجلس الوطني، ثم عمل الائتلاف المعارض، وهذا فشل يدفع ثمنه الشعب السوري عبر إطالة عمر النظامquot;.

فرضته قطر

تابع الجندي قائلًا: quot;يبدو أن تشكيل حكومة منفى في نظر الإخوان ومن يقف خلفهم هروب إلى الأمام، ومن الأفضل مطالبة هذه الحكومة ومن يقف وراءها بالذهاب إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة، بعد تبني مشروع قرار من مجموعة دول تتبنى هذه الحكومة لتنال الاعتراف، وبذلك تسقط الشرعية عن نظام دمشق، فإذا تحقق ذلك نكون قد حققنا أمورًا عدة، وإذا لم يتحقق تنكشف الدول الداعمة حقًا للثورة، وإذا لم تتقدم الحكومة أصلًا للأمم المتحدة ينكشف خداع الائتلاف بتشكيله الحكومة أصلًاquot;.

واتهم الجندي الإخوان المسلمين بأن هدفهم تغيير الأشخاص، وليس النظام، quot;فالنظام بشكله الحالي يناسبهم تمامًا، وتجربة مصر وتونس تشي بهذاquot;.

وكان عضو المنبر الديمقراطي ميشيل كيلو اتهم قطر على قناة العربية بأنها من فرضت رئيس الحكومة المؤقتة، إلا أن زيارة هيتو إلى الداخل السوري أعادت التساؤلات حول إمكانية نجاحه في إعلان حكومة في المناطق المحررة، في ظل الجدل المستمر بين فرقاء المعارضة السورية.