بدأت تصل آلة القتل التي يستعين بها نظام الرئيس بشار الأسد ضد مواطنيه من المدنيين إلى مستويات متوحشة خلال الصراع المشتعل في البلاد منذ حوالي عامين.


أكدت تقارير جديدة أن الرئيس السوري بشار الأسد يقصف المدن التي تخضع لهيمنة المعارضة منذ تموز/ يوليو الماضي بلا رحمة أو شفقة. واستندت تلك التقارير على ما تم ذكره مؤخراً من تفاصيل، تكشف للمرة الأولى، بخصوص الوفيات التي حدثت بشكل عشوائي نتيجة لعمليات القصف التي كانت تنفذها طائرات النظام على المناطق السكنية.
فقد وجد تحقيق أجرته منظمة هيومان رايتس ووتش أن سلاح الجو السوري قام مراراً وتكراراً بتنفيذ هجمات عشوائية، ومتعمدة في بعض الحالات، ضد الأشخاص المدنيين.
وجمّع تحقيق هيومان رايتس ووتش المكون من 80 صفحة معلومات من خلال الزيارات التي تمت لـ 50 موقعاً تعرضوا لهجمات جوية في المناطق التي تخضع لسيطرة المعارضة في حلب وإدلب واللاذقية وكذلك أكثر من 140 مقابلة مع شهود وضحايا.
وأوضح الباحثون أن أكثر من 4000 مدني قد لاقوا حتفهم هناك جراء الهجمات الجوية. ونقلت في هذا الصدد مجلة بيزنس انسايدر الأميركية عن أول سولفانغ من هيومان رايتس ووتش قوله quot; تبين لنا أن الهجمات لم تصب أي من الأهداف المشروعةquot;.
وبينما اتضح أن ثوار مسلحين قد قاموا بارتكاب جرائم حرب أثناء الصراع المشتعل منذ عامين، فقد ثبت أن كثير من الجناة في تلك الحالات هم جهاديين أجانب، وليسوا سوريين يحبون الأسد، وأنهم لا يمتلكون طائرات تعينهم على شن هجمات.
وفي تصريحات أدلى بها لوكالة الأسوشيتد برس، قال جوزيف هوليداي وهو محلل متخصص في الشأن السوري لدى معهد دراسة الحروب في واشنطن :quot; يحظي سلاح الجو بأهمية كبرى بالنسبة للأسد في الوقت الراهن. فقد سبق له أن سمح للأسد بمنع الثوار من تحويل جزء من سوريا إلى منطقة يكون فيها الأشخاص في مأمن وتتيح للمعارضة فرصة التركيز على فرض سيطرتها بشكل كامل على المكانquot;.
وعاود سولفانغ ليقول: quot;يبدو أن الهدف من وراء الهجمات الجوية هو بث الذعر في نفوس المدنيين من الجو، وبخاصة في المناطق التي تخضع لسيطرة المعارضة، التي سيكونوا بها في مأمن إلى حد كبير من أي تأثيرات خاصة بأعمال القتالquot;.
كما لفتت المجلة إلى أن الأسد قرر العام الماضي سحب القوات من المناطق غير الهامة، فقط من أجل تفجير خطوط الخبز وإجبار السكان على العيش تحت حكم الثوار دون الضروريات الأساسية، على أمل إقناع المدنيين بالانقلاب على الثوار المسلحين.
كما سبق لقوات الأسد أن قامت بتنفيذ مجازر بطرق أخرى، وهو ما علمته المجلة من جنود سوريين منشقين، تحدثوا عن الطريقة التي كانت تقوم بها وحداتهم بإعدام مدنيين غير مسلحين فقط لمجرد مشاركتهم في تظاهرات مناهضة لنظام الأسد.
هذا وقد توافرت quot;أدلة قويةquot; لدى مجموعة دول غربية تؤكد حقيقة استعانة الجيش السوري بالأسلحة الكيميائية، وأنه قد استعان بتلك الأسلحة مرة واحدة على الأقل.
وذهبت الأدلة التي تدين الأسد إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث احتوت على معلومات تؤكد أنه كان يستعين بالفعل بالمجازر من أجل تحقيق مكاسب سياسية. وتجسدت تلك الأدلة في صورة جثث المواطنين المدنيين، الذين تم قصفهم بواسطة طائرات الأسد.