غيّر حزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا قيادته القطرية تغييرًا جذريًا، إذ لم يبقَ من القيادة القديمة إلا أمينها القطري بشار الأسد. وكان فاروق الشرع أبرز المغادرين.


نصر المجالي: مع تصاعد النزاع المسلح بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة التي تسعى للاطاحة بنظام الرئيس الأسد، والذي أودى بحياة أكثر من 100 ألف شخص منذ منتصف 2011.، عزل حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في سوريا جميع أعضاء قيادته القطرية، وأعلن عن اختيار قيادة قطرية جديدة تغيّر فيها معظم أعضاء القيادة السابقين، واحتفظ الرئيس السوري بشار الأسد بموقع الأمين العام للقيادة القطرية للحزب.

وكان من أبرز من فقدوا مواقعهم في القيادة القطرية الجديدة، نائب الرئيس السوري فاروق الشرع الذي تردد اسمه كثيرًا خلال بحث حل الأزمة السورية عبر طرحه كبديل انتقالي على غرار quot;السيناريو اليمنيquot;، ويشار الى أنه أبرز شخصية في النظام السوري، كما فقد الأمين القطري المساعد محمد سعيد بخيتان عضويته.

ومن المرجح أن تجري سلسلة من التغييرات المهمة قد تشمل إحداث تعديل أو تغيير حكومي ومواقع اتخاذ القرارات الاقتصادية ذات الأهمية الخاصة خاصة المرتبطة بادارة القطع وسعر الصرف.

كما انتخب في القيادة الجديدة عمار الساعاتي رئيس إتحاد الطلبة ومحمد شعبان عزوز رئيس إتحاد العمال وعبد الناصر شفيع وعبد المعطي مشلب أمين سر مجلس الشعب وراكان الشوفي أمين فرع السويداء للحزب ويوسف الأحمد سفير سوريا في مصر وخلف المفتاح معاون وزير الإعلام ومالك علي محافظ القنيطرة.

وبذلك يصبح أعضاء القيادة الجديدة 16 عضواً بمن فيهم الرئيس السوري، أي بزيادة شخص واحد فقط عن القيادة السابقة المنتخبة في التاسع من يونيو/حزيران عام 2005.

تطوير الحزب

ونقلت وكالة الأنباء السورية أن الأسد أكد خلال ترؤسه اجتماع اللجنة المركزية الموسع لحزب البعث العربي الاشتراكي أنه quot;يجب على الحزب أن يطور نفسه من خلال الالتصاق بالواقع وتعزيز ثقافة الحوار والعمل الشعبي التطوعي.quot;

وبرزت في كلمة الأسد إشارة إلى ضرورة quot;وضع ضوابط جديدة ومعايير دقيقة لاختيار ممثلي الحزب بما يمكنهم من العمل لتحقيق مصالح الشرائح الأوسع من عمال وفلاحين وحرفيين وتعميق التفاعل مع المواطنين لتجاوز المنعكسات السلبية للأزمةquot;، على حد تعبيره.

وبحسب الموقع التابع لصحيفة الثورة السورية الحكومية، فإن القيادة القطرية الجديدة تتكون من الأسد أمينًا قطريًا، ومن أعضاء أبرزهم رئيس الوزراء، وائل الحلقي ورئيس مجلس الشعب جهاد اللحام، وشخصيات بينها عمار الساعاتي وعماد خميس و أركان الشوفي ويوسف الأحمد ونجم الأحمد.

ولا يعرف ما إذا كان التغيير الذي طال منصب الشرع في القيادة القطرية سيؤثر على منصبه في الرئاسة السورية خلال الفترة المقبلة.

عرض تحليلي

وقدم الرئيس الأسد خلال الاجتماع عرضًا سياسيًا تحليليًا حول الحرب التي يتعرض لها الشعب السوري وآخر المستجدات المتعلقة بها والمواقف العربية والدولية بهذا الخصوص، بالإضافة إلى دور الحزب خلال هذه المرحلة.

وأكد الأمين القطري للحزب على ضرورة إجراء مراجعة نقدية لأداء الحزب وكوادره من أجل البناء على الايجابيات وتجاوز السلبيات ومنعكساتها، مشيرًا إلى أن الخطوة الأهم هي العمل على ايجاد أقنية تواصل بين قيادات البعث والقاعدة الشعبية لتعميق التفاعل مع المواطنين.

وأضاف إن احدى أهم أولويات الحزب في المرحلة المقبلة يجب أن تكون تعزيز اللحمة الوطنية ولا يمكن النجاح بذلك إلا من خلال المنظمات والنقابات التي تعتبر من أهم الأدوات لتحقيق ذلك لأنها تشكل القاعدة الشعبية، موضحاً أن تاريخ حزب البعث النضالي يجب أن يكون المنطلق والأساس لعملية تطوير مستمرة ما يتطلب الالتصاق بالواقع وتعزيز ثقافة الحوار والعمل الشعبي التطوعي.

وفي ما يتعلق بالمسألة التنظيمية للحزب، شدد الرئيس الأسد على أنه يجب وضع معايير دقيقة للهرمية الحزبية وآليات ناجعة لاستقطاب الكفاءات واختيار ممثلي الحزب المناسبين في مؤسسات الدولة بما يمكنهم من العمل لتحقيق مصالح الشرائح الأوسع من عمال وفلاحين وحرفيين.

نقاش والاسماء الجديدة

بعد ذلك فتح المجال للنقاش حيث تناولت مداخلات بعض الأعضاء أداء المؤسسة الحزبية خلال الأزمة ودورها في الدفاع عن الوطن، بينما انتقدت مداخلات أخرى دور كوادر البعث في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ سوريا ووصفته بأنه لا يتناسب مع تاريخ حزب البعث ولم يرتقِ إلى ما هو مرجو منه.

وتم خلال الاجتماع اختيار قيادة قطرية جديدة على الشكل التالي:

الرئيس بشار الأسد أمينًا قطريًا. اعضاء: وائل الحلقي، محمد جهاد اللحام، عمار ساعاتي، عماد خميس، محمد شعبان عزوز، هلال هلال، عبد الناصر شفيع، عبد المعطي المشلب، فيروز موسى، راكان الشوفي، يوسف الأحمد، نجم الأحمد، خلف المفتاح، حسين عرنوس ومالك علي.