بعدما لمست موسكو تردد واشنطن في ضرب دمشق، وعلى الرغم من أنها أعلنت نيتها سحب قطعها البحرية من طرطوس، عززت روسيا حضورها البحري في شرق المتوسط بسفينة استطلاع رست قبالة الساحل السوري.


وكالات: أرسلت روسيا سفينة استطلاع من أسطول البحر الأسود إلى المياه الإقليمية قبالة السواحل السورية، بحسب ما أفادت به وكالة أنترفاكس الروسية اليوم، في وقت تتابع موسكو بقلق الخطط الأميركية لشنّ عملية عسكرية ضد النظام السوري. وقالت أنترفاكس إن سفينة جمع المعلومات إس إس في-201 بريازوفيي أبحرت مساء أمس الأحد إلى منطقة الخدمة العسكرية المحددة لها في شرق المتوسط، وتقضي مهمة طاقمها بجمع المعلومات حول العمليات في المنطقة التي تشهد نزاعًا متفاقمًا.

تأرجح روسي
يأتي هذا الإعلان ليزيد التأرجح في الموقف السياسي الروسي من أي ضربة عسكرية أميركية لنظام دمشق، إذ يقول مراقبون غربيون إن تقدم روسيا في المتوسط يحصل الآن استغلالًا لفراغ فرضه التردد الأميركي في ضرب سوريا، ظهّره تأجيل الرئيس الأميركي باراك أوباما تنفيذ ضربة عسكرية لنظام الأسد، إلى ما بعد الحصول على موافقة الكونغرس.

فعندما كانت الضربة تبدو وشيكة، أعلن الروس أنهم لن يشاركوا في أي حرب في الشرق الأوسط، وأن القطع البحرية الروسية في المتوسط وفي قاعدة طرطوس البحرية ستتراجع وتنسحب، عند أول إشارة لبدء الضربة الأميركية. كما يأتي الإعلان بعد تأكيد مصدر مسؤول في البحرية الروسية في أواخر آب (أغسطس) الماضي انضمام سفن حربية جديدة إلى مجموعة الوحدات البحرية الروسية الموجودة في البحر المتوسط، طبقًا لخطة تبديل وحدات وقطع المجموعة، نافيًا أية صلة لعملية التبديل الروتيني بتفاقم الوضع في سوريا.

ونسبت وكالة نوفوستي الروسية لهذا المسؤول قوله إن الوحدات البحرية الروسية الموجودة في البحر المتوسط، وفي غيرها من مناطق العالم، تعمل وفقًا لخطة وضعتها قيادة القوات البحرية وهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، وتقوم بتنفيذ مهام محددة، وعندما تنجز مهامها تعود إلى قواعدها، وتحلّ محلها سفن أخرى لمواصلة المهام المطروحة، في إطار عملية مبادلة لا أكثر، من دون أن يفصح عن ماهية السفن، التي تحلّ محل بعض السفن الحربية الروسية الموجودة في البحر المتوسط حاليًا، خصوصًا أن التصريحات أتت تعليقًا على تقارير صحافية أكدت أن مجموعة السفن العسكرية الروسية في البحر المتوسط تخضع لعملية تجديد، بسبب تفاقم الوضع في سوريا.

الأميرال كوزنيتسوف
في سياق متصل، أكد مصدر مطلع في وزارة الدفاع الروسية لوكالة إيتار تاس أن قيادة القوات البحرية الروسية مستمرة في خططها إرسال حاملة الطائرات quot;الأميرال كوزنيتسوفquot; إلى طرطوس في نهاية العام الجاري، وأن هذه الحاملة ستبدأ في بداية شهر كانون الأول (ديسمبر) المقبل جولة بحرية، تزور خلالها القاعدة الروسية في طرطوس، رافضًا تحديد تاريخ خروج حاملة الطائرات من قاعدة سيفيرومورسك البحرية،على الرغم من أجواء الحرب التي تخيّم على المنطقة، تأثرًا بالتهديد الأميركي بضربة أكيدة لدمشق.

وأضاف المصدر أن زيارة الحاملة quot;الأميرال كوزنيتسوفquot; لميناء طرطوس غير مرتبطة تمامًا بالوضع المتأزم في سوريا. يشار إلى أن هذه الحاملة قادرة على نقل مقاتلات ثقيلة من طراز سو-33 ومروحيات من طراز سو-25 ومروحيات مضادة للغواصات من طراز كا-27. ويبلغ طول سطح السفينة 306 أمتار، وعرضها 75 مترًا، وتصل حمولتها إلى 60 ألف طن.