علمت quot;إيلافquot; من مصادر دبلوماسية غربية أن وفد النظام السوري تهجّم اليوم على الأمم المتحدة في الجلسة المشتركة، التي عُقدت صباح اليوم بين وفد الائتلاف الوطني السوري المفاوض ووفد النظام برعاية الأمم المتحدة في جنيف.


بهية مارديني من جنيف: شعر النظام السوري اليوم بالحصار الدولي الخانق، وبدأ يلمس خطورته جديًا، وخاصة مع ظهور ملامح تشي بأن جنيف 1 آتٍ لا محالة.

هروب وتهجم
وحاول النظام السوري اليوم، كطريقة متوقعة منه للهروب من استحقاقاته، حاول تغيير الموضوع الرئيس لمؤتمر جنيف 2 من تطبيق بنود جنيف 1 إلى quot;مكافحة الإرهابquot;. وكان غريبًا أنه تجاوز من جديد، وتهجم على الأمم المتحدة، كما فعل رئيس وفده وليد المعلم، في جلسة الافتتاح، عندما تطاول على بان كي مون الأمين العام، ولكن بطريقة أكثر فظاظة خلال جلسة اليوم الصباحية.

وألمح النظام أيضًا إلى تراجعه عن تعهداته السابقة في تنفيذ اتفاق جنيف 1، وحاول تغيير الطريقة في عرض بنود جنيف نحو تقديم بيان جديد وغريب في لغته الخشبية إلى الأمم المتحدة.

في الوقت عينه كان أحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض قال لأعضاء الائتلاف والوفد المفاوض في الاجتماع اليومي لهم، بحسب ما رشح من معلومات، إن تنفيذ بيان جنيف 1 هو الهدف، رافضًا محاولة التقليل من الشعب السوري وتقزيم قضيته الإنسانية وشتمه على لسان وفد النظام، الذي قضى الوقت يدافع عن بشار الأسد.

وشدد الائتلاف الوطني السوري المعارض على أن هدف المناقشات هو تنفيذ بنود جنيف 1 بدءًا بالهيئة الانتقالية والمصالحة الوطنية حتى إعادة السلم والأمن إلى المجتمع.

خطاب عن مماطلة النظام
وفد النظام، الذي يحاول المراوغة، لم يذكر وجود قوات لحزب الله في سوريا أو بقية القوات التي تقتل المدنيين من المعارضين له.
وأشارت مصادر متابعة أنه بكل المعايير، وفي ظل محاولة النظام إضاعة الوقت، كانت جلسة اليوم الصباحية غير بناءة. واليوم سلم وفد الائتلاف الوطني خطابًا رسميًا إلى المبعوث الخاص المشترك حول مماطلة النظام في إدخال المساعدات إلى حمص القديمة.

وعلمت quot;إيلافquot; أن أهم النقاط التي وردت فيه هي: quot;ما زلنا نطالب بفك الحصار عن كامل المناطق المحاصرة، والسماح بمرور القوافل الإغاثية، وإخلاء وعلاج الجرحى والمرضى، بدءًا بحمص القديمة، التي تقف القوافل الإغاثية جاهزة لدخولها عبر 12 شاحنة محمّلة بالمواد الإغاثية، ومازال النظام يراوغ ويماطل بالسماح بدخولها بإشراف الهلال الأحمرquot;.

وأعلن الائتلاف موقفه، منتقدًا محاولة النظام السوري اليوم التهرّب من تنفيذ التزامات واستحقاقات بيان جنيف 1، فلجأ إلى تقديم صيغة بيان مقترحة لا علاقة لها بأسس وغايات المؤتمر، الذي حدد أن الغاية الوحيدة هي البحث في تنفيذ آليات جنيف 1. كما علمت quot;إيلافquot; أن لهجة البيان، الذي قدمه النظام اليوم إلى الأمم المتحدة، لهجة أسدية، لا علاقة لها باللغة القانونية أو الصيغة المتفق عليها دوليًا.

وفي وقت مبكر من صباح اليوم عبّر لـquot;إيلافquot; الدكتور أحمد جقل عضو الوفد التفاوضي للائتلاف عن تفاؤله بمناقشة الأمور الإنسانية كمقدمة للأمور السياسية المفصلية، وهي هيئة الحكم الانتقالي، رغم أن النظام لم يفتح الممرات الإنسانية، ولم يقدم الدعم الإنساني المطلوب، ولم يفك الحصار، إلا أنه أمام هذا الضغط الدولي، وأمام القضية العادلة التي نمثلها، لا بد أن يستجيب.

أضافquot; قدمنا أدلة مثبتة عن المجازر والتجويع في المناطق المحاصرة، التي تعتبر جرائم حرب دولية، حسب القانون الدولي، وقدمنا وثائق ولوائح عن المعتقلين والمعتقلاتquot;. وشدد جقل على أن الائتلاف لم ولن يقبل بأية محاولة في تغيير الهدف أو طرح أمور بعيدة عن صميم المحاور الرئيسة، مثل محاولة ليّ عنق المؤتمر، وطرح موضوع من يسميهم quot;الإرهابيينquot;، بينما هو من يقتل المدنيين.