لطالما عرف فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية السورية، بذاك الرجل الذي تغلب عليه دبلوماسيته في كل الأوقات، فيتكلم العربية والانجليزية بطلاقة، وينتخب كلماته بكل دقة وتدقيق، ليكون الوجه المشرق لنظام تمرس في قتل شعبه.

خانته دبلوماسيته

إلا أن دبلوماسية المقداد الفائقة خانته هذه المرة حين حشره الصحافي مهند السيد علي، مراسل قناة أورينت السورية المعارضة، في سؤال يتناول الدور الإيراني في قتل الشعب السوري، فكان أن هرب إلى الأمام، صابًا جام غضبه على السيد علي والعاملين في المحطة، واصفهم بصفات نابية مثل quot;إرهابيةquot; وquot;قتلةquot; وبأنهم مارسوا الكذب ثلاث سنوات، متهمهم بالانقياد للسعودية، على حد قوله.

وكان السبب المباشر لحفلة الشتائم هذه سؤال المقداد عن حزب الله، ودفاع نائب وزير الخارجية السوري عن الحزب الذي وصفه بالنبيل والنظيف والشريف، والذي لا يقتل المدنيين.

وكان بعض مراسلي الأقنية والمحطات الموالية للنظام السوري حاولوا الوقوف حائلًا بين السيد علي والاستمرار في إحراج المقداد، وعلى رأسهم مراسلة قناة quot;سماquot; المؤيدة بشدة للنظام السوري، التي تحججت بأنه أيالسيد علي لا يترك لها مجالًا للسؤال كي تدفعه وتمسك بميكروفونه محاولةً إبعاده عن المقداد.

quot;إرهابيquot;

وكانت كلمة quot;إرهابيquot; دارجة جدًا على لسان المقداد في جنيف-2، حين وصف صحافيًا سوريًا آخر بأنه إرهابي ويمثل الجماعات الارهابية، لأن الأخير سأله عن سبب استنزاف وفد النظام السوري الوقت في جنيف، وهذا الوقت ملطخ بدماء السوريين.

والمقداد هو نفسه وصف الطبيب البريطاني عباس خان، المقتول في سجون النظام السوري، بأنه إرهابي انتحر، بينما كانت والدة خان تبصق في وجه بثينة شعبان، مستشارة الرئيس السوري بشار الاسد، وتقول إنها من قتلت ولدها. والمقداد أيضًا هو من وصف المحاصرين في حمص بأنهم إرهابيون.