وصلنا الآن الى الجزء الاخير، وكنا قد انهينا الجزء الثاني بالسؤال التالي: ماذا عن الطيف الكردي وسوريا المستقبل؟
الامر أكثر تعقيدا هنا.
الكرد في نظرالعرب السنة quot;خونةquot; فهم من quot; قسّم العراق، وهم يريدون الآن تقسيم سوريا ايضا. وهم quot;اسرائيل الثانيةquot; التي هي قيد التأسيس كما رددوها منذ عقود.
اما النظام الايراني الشيعي فقد أحل هدر دماء الكرد لانهم quot;كفارquot; وذلك حسب الفتوى التي اصدرها الامام الخميني سابقا حيث اعلن الجهاد ضد الكرد علنا ولاتزال الفتوى سارية المفعول الى حين صدور فتوى اخرى، لذلك على الكرد انتظار quot;الامام المهديquot; لاصدار فتوى مضادة والخلاص من الذبح على الهوية.
تركيا تعتبر الكرد انفصاليين وهي في حرب معهم منذ تسعين عاما ويعتريها قلق وهاجس عميق من الاستقلال الكردي في بناء دولة الكرد لاسيما في هذه الظروف التي تعيشها المنطقة حيث تقف تركيا محتارة ومبلبلة الافكار ازاء الشأن السوري بسبب الهلع من هذا الهاجس الذي يؤرقها ويحرمها من النوم المريح والاحلام الهانئة.
هذه هي صورة الكرد في المنطقة عموما، ولكن ماذا عن الكرد في سوريا حاليا ؟
العرب والترك والفرس يكنون العداء لكل ماهو كردي منذ ان فتح الغرب quot;الكافرquot; في معاهدة سايكس بيكو مائدة اللؤم امام حكام تلك الشعوب، وهم ينهلون منها دون اي وازع اخلاقي وديني وانساني ينهشون في الجسد الكردي.
تلك الشعوب تتحمل المسؤولية الاخلاقية حيث انها لم تتحرك ولايوما واحدا لوضع حد لما اصاب الشعب الكردي من الظلم الذي احاق به بعد تقسيم كردستان الى اربعة اجزاء في غرف مغلقة في باريس ولندن.
في سوريا تم تطبيق مخطط التعريب في المناطق الكردية بالاستيلاء على الاراضي الزراعية العائدة الى الفلاحين والملاك الكرد وجلب عرب الغمر و quot; بناء المستوطنات العربية على غرارالمستوطنات الاسرائيلية وتطبيق سياسة التفقيروالتهجير للكرد quot; كما جاء حرفيا على لسان الضابط البعثي المجرم محمد طلب هلال. للمزيد حول التعريب، مقال نشر في ايلاف هنا الرابط :
http://www.elaph.com/Web/opinion/2011/6/664218.html?entry=articlemostcommented
لقد تم تطبيق مخطط quot; التعريب quot; بحذافيره حيث شرد الكرد وهُجروا.
حتى هذه اللحظة لم نجد ولا عربيا يلفظ كلمة quot;التعريب quot; لا سيما الذين هم في المعارضات سواء في المجلس الوطني او هيئة التنسيق او غيرهما اللهم بضعة اسماء خارج المعارضات ل اأتجرأ ان اذكرهم خوفا من نسيان احدهم كذلك الامر بالنسبة الى جميع الحركات والاحزاب السياسية العربية والسريانية وحاليا كل المعارضات السورية لم تذكر جريمة التذويب العرقي quot;اي التعريبquot; حتى ان لفظ هذه الكلمة يُعتبر من المحرمات quot;التابوquot;، وتشكل اكبر الكبائر لديهم وهذا يوضح بكل جلاء انهم يؤيدون هذه الجريمة بكل اسف، بالصمت علامة الرضى حتى لا نقول الاخرس وصفته المعروفة.
التذويب العرقي يدخل تحت بنود quot;الجرائم ضد الانسانية quot; حسب المعاهدات الدولية السائدة حاليا في العالم ويُعاقب عليها.
المعارضات السورية تشكو النظام ارتكابه quot;الجرائم ضد الانسانية quot; حاليا، ولكن نفس المعارضات تتعامى عما اصاب الكرد من جرائم من نفس النوع من الجريمة وعلى مدى خمسة عقود التعريب بدأ منذ عهد الانفصال بشكل رسمي بعملية الاحصاء وتجريد الكرد من الجنسية.
المعارضات لا تعي او انها تتعامى عن ان جريمة quot;التذويب العرقي quot; هي اخطر ما يرتكبه النظام السوري من جرائم حاليا على الارض السورية. جريمة التذويب تعني ابادة شعب بأكمله وبأبشع الطرق وهو التشريد والتفقير ونتائجه المروعة. العالم يعرف جيدا مواقف المعارضة المتناقضة هذه ولهذا لا يصدقها احد عندما تتباكى على الاخلاق والوجدان والضمير وهذا بالذات يضر بالانتفاضة السورية. هكذا خلق الله النعامة! لاحول ولا قوة الا بالله.
الكرد قلقون جدا من ان يستمر النظام القادم في سوريا، سواء كان الاخوان او العروبيون، بالتعاون مع تركيا والعراق وايران حسب معاهدات quot;حلف بغدادquot; واتفاقية quot;اضنةquot; بين النظام السوري وتركيا لاحقا، والتي وقع عليها نظام دمشق الحالي قبل مايقارب من 13 عاما وهي معاهدات لها هدف واحد وهو مواصلة سياسة العداء للكرد والتوقيع على شهادة وفاة المرحوم quot; اللواء quot; اسكندرونquot;.
الكرد لن يكونوا طرفا في الحرب الطائفية السورية. في مثل هذه الحروب لا يوجد فيها رابح، بل الكل خاسرون.
السوريون امامهم خياران، اما تأجيج الحرب الاهلية الحالية وتقسيم سوريا وبالتالي تشكل الدولة العلوية واما جلوس كل الاطياف السورية وتشكيل دولة اتحادية وبشكل طوعي، اي نعي ودفن الجمهورية الحالية التي جاءت على المقاسات الفرنسية الانكليزية وتأسيسquot; الجمهورية الثانية quot; والتي ذكرتها بالتفصيل في كتابات سابقة اي quot; جمهورية سوريا الاتحادية quot; المكونة من الكرد والعرب والعلويين والدروز والمسيحيين وبقية المكونات الاخرى.
الكرد هم مع الخيار الثاني بكل تأكيد.
النموذج الاسباني هو مثال يحتذى للاستفادة منه لتشكيل جمهورية سوريا الاتحادية. الرابط :
http://www.elaph.com/Web/opinion/2010/3/542211.html
طبيب كردي سوري
[email protected]
التعليقات