هاجم كثيرون دول الخليج بسبب صمتها على مأساة اللاجئين السوريين.
الخليجيون قالوا إنهم لم يصمتوا، بل دفعوا بسخاء ما لم يدفعه أحد.
لن أقول من المصيب والمخطئ، لكني أقول انه لا يمكن انكار سخاء دول الخليج فيما دفعت بالفعل، دون اسقاط فرضية قدرتها على استقبال بعض السوريين على أراضيها، لا الإكتفاء بالأموال وحدها.
أتفهم مخاوف دول الخليج الأمنية، وقلة تجاربها في استقبال كم كبير من اللاحئين دفعة واحدة. لكن حتى الغرب لديه مخاوف أمنية ايضا، ومع هذا فقد فتح ابوابه لآلاف اللاجئين دفعة واحدة، ليتفوق البعد الأخلاقي على أي خوف سياسي او خلاف عقائدي.
كان للسعودية تجاربها السابقة في استضافة اللاجئين. حدث ذلك في مخيم رفحاء للاجئين العراقيين عام 1991، وحدث مع اليمن عندما استعرت نيران الحرب الأهلية عام 1994. بل إنه حدث مع السوريين انفسهم بعد أحداث حلب عام 1982. فانتقل جملة من السوريين بعوائلهم الى السعودية، ونال بعضهم جنسيتها. ولست أرى ما يحول دون استقبال دفعة من اللاجئين السوريين الآن، إن لم يكن بسبب الأخوة العربية او الدينية، فعلى الأقل الأخلاقية.
السعودية، بقوتها الأمنية وثباتها، لديها بطبيعة الحال محاذيرها، لكني لا يجب ان يحول ذلك دون نبل المواقف، خاصة وأن السعودية تتفوق على كثير من الدول المضيفة في البعد الجغرافي والمادي.
الصمت لم يكن على المستوى الرسمي فقط، فالوضع أنكى على مستوى الشارع. إذ أين هم الكتاب والمثقفون؟ أين هو صوت الأدباء وأئمة المساجد؟ لماذا لا نسمع شيئا عن تعاطفهم مع اللاجئين كما حدث في المجتمعات الأروربية التي قرعت فيها أجراس& الكنائس مرحبة بهم.
&نحن نرتقي ربما باقتصادياتنا، ومستوى الرفاه لدينا، لكن ما قيمة ذلك أن لم نرتقي بأخلاقياتنا؟ الفضيلة أقوى ركائز الحضارة، ولا فضيلة تسمو على الأخلاق، وفي مسألة اللاجئين تحديدا، فقد حال& خوفنا دون التحلي بفضيلة كهذه.

[email protected]