من باب الفضول وحب المعرفة، كنت ابحث عبر شبكة المعلومات (الإنترنت) عن الإنجازات والاكتشافات العلمية خلال العام المنصرم، ممنيا النفس ان اجد من ضمن هذه الإنجازات والاكتشافات العلمية شيئا تم إنجازه او اكتشافه من قبل العرب. ما استطعت الحصول عليه بعد طول البحث والتقصي، هو ان عام 2015م كان عام الإنجازات والاكتشافات العلمية، فقد وجد العلماء العديد من الاكتشافات التي ستغير من أوجه العلم المتعددة، سواء في مجال الفضاء او المواد المكتشفة. وكانت أبرز الإنجازات والاكتشافات العلمية في العام المنصرم هي:

اكتشف العلماء حالة جديدة يمكن ان يتحول اليها الكربون، والتي تم تسميتها بـ “Q-Carbon”والتي تتمكن من التحول الى ألماس بحرارة طبيعية بل وتحت تأثير الضغط الجوي العادي.

إكتشاف وكالة "ناسا الفضائية" لكوكب “Kepler-452b” والذي يشبه كوكب الأرض من حيث القابلية للعيش عليه، حيث يشبه حجمه وتركيبه كوكب الأرض، كما يدور حول شمس مشابهة لشمسنا.

إطلاق اول صاروخ من خلال “Space-X”، والجديد في هذا الأمر هو هبوط هذا الصاروخ عاموديا في قاعدته، وبالتالي هناك قابلية لإستخدامه مرة اخرى.

الإكتشاف المحتمل لجسيم أولي جديد في وكالة "سيرن"، غير ان هذا الإكتشاف غير مؤكد حاليا وسيتم التحقق منه في شهر أبريل من العام الجديد.

تمكن رواد الفضاء في محطة الفضاء الدولية من تناول خضروات تمت زراعتها في الفضاء لأول مرة.

إكتشاف مياه سائلة على سطح المريخ لأول مرة.

وصول المركبة “New Horizons” لمدار "بلوتو".

إكتشاف محيط تحت سطح "غانيميد" وهو اكبر اقمار المشتري.

إكتشف العلماء حالة جديدة للمادة "سميت ياهن يلير".

للأسف الشديد، لم يكن للعرب أي نصيب في هذه الإنجازات والاكتشافات المذكورة، ولا في غيرها من الإنجازات والاكتشافات الكثيرة الأخرى التي تمت خلال العام المنصرم. تساءلت بيني وبين نفسي عن السبب، ومن حسن الحظ تذكرت أني إطلعت قبل فترة قصيرة على تقارير حول معدل ما يقرأه الفرد في أرجاء الوطن العربي.&

فالتقرير الذي اصدرته "مؤسسة الفكر العربي" اظهر ان متوسط قراءة الفرد الأوروبي يبلغ نحو 200 ساعة، بينما لا يتعدى متوسط الفرد العربي ست (6) دقائق. وحسب احصاءات منظمة اليونسكو لا يتجاوز متوسط القراءة الحرة للطفل العربي بضعة دقائق في السنة، مقابل 12 الف دقيقة في العالم الغربي.

كما ان المجلس الأعلى للثقافة في مصر، قام مؤخرا بإعداد دراسة حول معدل القراءة في الوطن العربي. خلصت الدراسة الى: "ان متوسط القراءة في العالم العربي لا يتعدى ربع صفحة للفرد الواحد سنويا، بينما تصل معدلات القراءة في الولايات المتحدة الى 11 كتابا للفرد سنويا، وفي بريطانيا الى 7 كتب للفرد، ما يظهر مدى التدني الذي وصلت له معدلات القراءة في الوطن العربي.

كما ان منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، اصدرت العام الماضي دراسة تشير الى ان نصيب كل مليون عربي لا يتجاوز 30 كتابا، مقابل 854 كتابا لكل مليون أوروبي. ووفقا لدراسة لجنة "الكتاب والنشر"، فإن العالم العربي ينشر 1650 كتابا سنويا بينما تنشر الولايات المتحدة وحدها 85 الف كتاب سنويا.&

كيف لأمة لا تقرأ، وتعاني من معدلات منخفضة جدا للالتحاق بالمؤسسات التعليمية والعلمية ان يكون لها نصيب من الإنجازات والاكتشافات العلمية؟ أمة إقرأ لا تقرأ.&

هناك سبب آخر للتخلف العلمي لا يقل اهمية عن القراءة والالتحاق بالمؤسسات التعليمية والعلمية، هو غياب الحرية، حيث ثبت ان هناك علاقة طردية بين العلم والحرية. منذ بداية عصر النهضة كان ظهور البوادر الأولى للمنهج العلمي الحديث يعني تحررا من سلطة الكنيسة التي فرضت اقصى القيود على انسان القرون الوسطى. كما ان الكشوف الفلكية الحاسمة التي توصل اليها كبار العلماء (غاليلو، كوبرينيكوس، كبلر) لم تعني بداية عصر جديد في تاريخ العلم فحسب، بل كانت تعني تحرير الانسان من خرافة الاعتقاد بأن الأرض التي يعيش على سطحها هي مركز الكون.

يتعارض منطق الإنجازات والاكتشافات العلمية جذريا مع انظمة الحكم الشمولية، فلسفيا ومعرفيا واجتماعيا وسياسيا. لا يبدع الانسان في اي مجال من مجالات الحياة إلا في اجواء الحرية.&

&