&لم تمر سوى أيام معدودة فقط على رفع العقوبات المفروضة من قبل الامم المتحدة على ايران وإذا ببعض الشركات العالمية تعلن عن خططها للاستثمار في السوق الإيرانية. وحسب تقديرات الخبراء الماليين فان التجارة مع إيران من المتوقع ان تخلق عشرات المليارات من الدولارات لصالح الشركات المحلية والأجنبية على حد سواء. قد يؤدي الانفتاح التدريجي للاقتصاد الايراني الى تدفق أموال كثيرة من الاستثمار الأجنبي. وقد عملت الصناعة الإيرانية خلال السنوات الأخيرة في مستويات تتراوح بين %50 و 60% فقط من قدراتها وذلك بسبب الحصار. وتعاني إيران كذلك من تكنولوجيا عفا عليها الزمن واقتصاد غير مستقر بسبب العقوبات. ومن المتوقع أن تعزز هذه الصفقة مع الغرب من قدرات الاقتصاد الإيراني بشكل ملحوظ.

لقد قضت بعض الشركات أشهر طويلة في تخطيط عودتها إلى بلد غني بالموارد الطبيعية، ويبلغ عدد سكانه حوالي 80 مليون نسمة. إيران، التي لطالما تفاخرت بانها تمتلك رابع أكبر احتياطيات النفط في العالم، تعتبر "منجم ذهب" محتمل لشركات النفط العالمية. فعلى سبيل المثال، كانت شركة ايني الايطالية واحدة من أكبر مشتري النفط الإيراني قبل فرض العقوبات. وقد قال رئيسها التنفيذي "لكي تصبح ايران من كبار منتجي النفط تحتاج إلى استثمار 150 مليار دولار في القطاع النفطي، وهذا ما قد يستغرق "أربع أو خمس سنوات".
&
ستكون هناك العديد من التحديات بالنسبة لأولئك الذين يريدون الاستثمار في ايران. الفساد هو مشكلة كبيرة، بالإضافة إلى عدم وجود الشفافية في حين أن القوانين التجارية والعمالية الإيرانية عفا عليها الزمن. ولكن النقطة الأهم في هذا الصدد هي أن الاستثمار في إيران قد يساعد النظام على زيادة ميزانيته لدعم الجماعات الإرهابية. وقالت مؤخرا مجموعة العمل المالي «غافي»، التي تضع معايير عالمية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، ان ايران تعرض "مخاطر كبيرة ومستمرة في مجال غسل الأموال وتمويل الإرهاب " ويجب على المجتمع الدولي مواجهتها عبر تطبيق " تدابير مضادة " لحماية النظام المالي العالمي. إن رفع الوعى العالمي لهذه المخاطر أمر حيوي لمنع طموحات ايران الاقتصادية. ويبدو ان أبرز المنظمات غير الحكومية العالمية للقيام بذلك في السنوات الاخيرة هي مجموعة «متحدون ضد إيران النووية» UANI، التي بدأت نشاطها عام 2008 ومقرها واشنطن. وهذه المجموعة بقيادة السياسي الجمهوري الأمريكي وسفير الولايات المتحدة السابق في الأمم المتحدة مارك والاس تبذل حتى اليوم جهود كبيرة لردع العديد من الشركات الأجنبية عن الدخول إلى السوق الإيرانية، ومساعدة آلتها الحربية والإرهابية.
&