&
راهن البعض علي إمكانية نجاح المؤتمر الدولي الذي ظلت تدعو إليه قرنسا علي امتداد الاشهر الستة الاخيرة .. وتنبأ البعض بنجاحه تأكيدا لقدرة باريس علي ملأ الفراغ الذي تركته واشنطن ورائها بين طيات ملف الصراع العربي الاسرئيلي منذ مارس 2014 ..&
وجاءت الرياح بما لا يشتهي هؤلاء ولا هؤلاء ..&
فقد اعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند – الثلاثاء 17 الجاري – ان المؤتمر الدولي الذي كان مقررا له ان يقعد بباريس أخر ايام الشهر الحالي " أرجئ إلي أواخر الصيف " .. وكانت علته في ذلك واهية ، لأن وزير خارجية أمريكا لن يتمكن من الحضور !! ..&
هذا الإرجاء ربما يدفن كما دفنت من قبل مباردة الرئيس الفرنسي ساركوزي ومن قبلها مبادرات رؤساء أمريكيون سابقون مثل كلينتون وبوش الأب والابن !! وتأجلت مفاوضات قيام الدولتين التي روج لها الرئيس بارك أوباما حتى تجمدت منذ اكثر من عامين ..&
وكسبت إسرائيل الجولة الحالية ، لأنها ..&
تمسكت حتى النهاية برفضها لفكرة المؤتمر شكلا وموضوعا منذ أن عرضت عليها قبل نهاية العام الماضي واصرت علي ضرورة ان يتم التفاوض بينها وبين الجانب الفلسطيني بشكل مباشر ودون شروط مسبقة ..&
لم تدان من جانب مجلس الأمن بسبب عمليات البناء الإستعماري / الإستيطاني التى تقوم بها في القدس الشرقية والضفة ، بعد ان إنصاعت السلطة الوطنية الفلسيطينة للضغط المكثف الذي قام به الجانبين الأمريكي والفرنسي وتنازلت عن الطلب الذي كانت ستتقدم به إلي مجلس الأمن لإستصدار قرار يدين علمليات البناء الإستعمماري / الإستيطاني في القدس الشرقية والضفة " حتى لا يعطل – القرار – مساعي المبادرة الفرنسية للسلام ..&
نجحت في احراج باريس ، التي اصبح مطلوبا منها ان تعتذر لممثلي عشرون دولة وكذا لمندوبي الاتحاد الاوربي والامم المتحدة والجامعة العربية في ضوء إعلان تأجيل المؤتمر بعد ان وجهت وزارة خارجيتها إليهم دعوات الحضور للمشاركة ..&
لذلك مالت صحيفة الأوبزيرفر البريطانية في مقال لها بتاريخ 8 من الشهر الحالي إلي التأكيد أن حل الدولتين الذي إعتبره رؤساء دول و دبلوماسيون وخبراء ومتخصصون لسنوات طويلة طريقاً أمثل لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي " اصبح في مهب الريح " لأن نتنياهو رئيس
حكومة إسرائيل اليمينية " يعارضونه اشد المعارضة " ..&
وهكذا ذابت حماسة الجولات المكوكية الفرنسية بسبب التعنت العنصري الإسرائيلي ، كما بهتت الجهود الأمريكية من قبلها بعدة أشهر ..&
كل ذلك وأكثر ، دون ان يحمر وجه بنيامين نتنياهو خجلاً حتى بعد انعقاد جلسة مجلس الأمن أوائل الشهر الحالي لمناقشة التصعيد العسكري الذ ي تقوم به قوات دولته الإحتلالية ضد سكان القطاع والذي وصفه مندوب فنزويلا بانه " بداية الحل النهائي الذي تخطط له إسرائيل للخلاص من الفلسطينيين كما فعل هتلر باليهود " ..&
المبادرة الفرنسية التى كان من المفترض أن تنتهي بقيام دولة فلسطينية مستقلة ، إرتكزت علي مرجعيات دولية وقرارت أممية وتمحورت بنودها الخمس حول المبادرة العربية التى تعهدت بإقامة علاقات تبادلية معها إذا ما عقدت دولة الإحتلال مفاوضات مع الجانب الفلسطيني انتهت بقيام دولته علي حدود الرابع من يونية 1967 .. وعلي إمكانية إجراء تبادل للأراضي بين الطرفين .. وعلي ان تكون القدس عاصمة مشتركة بين الدوليتن ..&
من هنا بدأت مساعي إفشال إسرائيل لهذه المبادرة بكافة السبل ..&
لأنها لا تعترف بحدود الرابع من يونية 1967&
ولن تتنازل عن إدعاء ان القدس بشقيها هي عاصمتها الأبدية&
ولن تسمح بعودة اللآجئين ولا بتعويضهم&
ولن تترك مستعمراتها / مستوطناتها لا في الضفة ولا في القدس الشرقية&
ولن تهدم الجدار العازل&
ولن ترحل عن وادي الأردن&
إسرائيل تريد أن تستعيد فصول مفاوضات أوسلو ولكن دون طرف ثالث .. هي والفلسيطينيون وجها لوجه بلا ظهير عربي داعم ولا تأييد دولي مساند ..&
إسرائيل التى ترفض أن يَفرض عليها المجتمع الدولي شروط إستحقاقية مسبقة ، تخطط لأن تفرض علي الشعب الفلسطيني المحتل قبل بدأ المفاوضات ، الإعتراف بأن ..&
1 – إسرائيل دولة لليهود فقط ، ومن ثم يحق لها ان تقوم بطرد عرب 48 كيفما تشاء ووقتما تشاء إما إلي المنافي أو إلي داخل حدود دولة فلسطين عند قيامها ..&
2 – وحدودها يجب ان تتسع لتضم كافة ما هي في حاجة إليه من أراضي سواء لإستعاب اكبر عدد من القادمين الجدد أو لضمان أمنها القومي ..&
3 – حاجتها إلي ضمان هذا الأمن تفرض علي دولته عند قيامها أن تكون منزوعة السلاح وأن يكون داخلها وخارجها تحت الرقابة اللصيقة من جانبها ..&
وعندما يجلس مندوبوه في مواجهتها عليهم أن يتنازلوا عن ..&
- كافة حقوق الشعب الفلسطينى التاريخية وتلك التى سجلتها القرارات الدولية والتى توثقها المعاهدات الدولية للشعوب المحتلة ..&
- المطالبة بالعودة لحدود الرابع من يونية عام 1967 ..&
- أن تكون قرية أبو رديس كجزء من القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقلة ..
اسرائيل تحلم بان توفر لها الظروف الإقليمية والدولية ، التى ستتواصل لفترة قادمة ، إمكانية أن تجري مع الطرف الفلسطيني مفاوضات عبثية طويلة الأمد .. يكون فيها الطرفان وجهاً لوجه بدون مظلة دولية أو أوربية و يٌكتفي فقط بحضور ممثل عن الرباعية الدولية " كمراقب " بلا صلاحيات .. وان تكون مرجعيتها الشروط والتنازلات المسقبة التى أشرنا إليها .. وان تفرض هي عليهم الجدول الزمني اللازم للإنتهاء منها وأن يرضوا بآلية التى سوف تقترحها عليهم لفض الخلاف التى قد تنشأ حيالها ..&
ليس هناك عاقل يتوقع ان يوافق أي فصيل فلسطيني علي مثل هذه الشروط المسبقة ويرضي بالتنازلات الجبرية .. لأن دولة الإحتلال والعنصرية لم تترك لهم شئ لا أرض ولا مياه ولا سماء ولا تاريخ ولا هوية ..&
لماذا ؟؟ لأن إسرائيل كدولة إحتلال عنصري ..&
لا تشعر بأي خطر ..&
ولا تخشي لومة لائم ..&
ولا يهدد وجودها أي خطر قريب أو بعيد ..&
وتعلم أن مخططات التوسع ستتحقق وأن ضمانات الأمن القومي ستتوافر ..&
وأخيراً هي علي يقين أن الأخرون سيشاركون في حمايتها إما ..&
- بسبب التوافق الإستراتيجي الفعال ..&
- وإما بسبب الصمت السلبي ..&
- إما في ضواء التوافق عبر دهاليز السياسة البرجماتية التى جعلت الرئيس الفرنسي يدعي أن سبب تأجيل مؤتمر الثلاثين من الشهر الحالي " يرجع لأن جون كيري لن يكون في إمكانه المشاركة " ..&
قبل ان نختم كلامنا ..&
هل يأذن لنا فخامة الرئيس فرانسوا هولاند أن نذكره بما جاء علي لسان وزير خارجيته السابق عندما أكد عند طرح مبادرة بلاده لأول مرة " إن لم توافق إسرائيل علي عقد هذا المؤتمر وتلتزم بما سيتمخض عنه فإننا سنبادر بالإعتراف بالكيان الفلسطيني " ..&
ملحوظة .. لا نبغي من وراء التذكير سوي التذكير!! ..&
&