&رحل عازف الجيتار الاردني الشاب المبدع شادي ابو جابر في حادث تصادم مروع و اربع من زهور الاردن علي طريق مطار الملكة علياء طوقان، في مدينة عمان، بعد ان سجل علي يوتيوب كلمه “تقرب الي الله يوم رحيله و كانه كان يعلم بساعة الرحيل و يستعد لها. و قد قال انه جاهز للذهاب الي الله، في امتحان قال انه يخاف الله،، اختار ان يتذكر الله في كل ثانية و يشكر الله علي كل شيء متخيلا حياته في الجنة.

https://www.youtube.com/watch?v=utQXB2-PD38

شادي ابو جابر، مسيحي، قال في تسجيل له علي اليوتيوب يوم وفاته، ان الانسان لا يربح اي شيء اذا كان يملك كل شيء وقد نسي ربه، و هو حديث عجز عنه اكثر ادعياء الاسلمة.&

مشكلة شادي الذي لم يكمل العشرين من العمر، انه يؤمن بسيدنا المسيح و العذراء، و يالها من مشكلة اذ انه ولد لاسرة مسيحية محافظة لها من القدر و الاحترام في المملكة الاردنية الهاشمية عبر سنوات طويلة قدمت فيه الخدمات و الرعاية للمسلميين قبل المسيحيين.

و للاسف قامت مجموعات علي وسائل التواصل الاجتماعي تكفر شادي المسيحي لانه يعزف الموسيقي، و تكفر كل من يترحم عليه لانه ليس مسلما، في فتوي ان الرحمة لا تجوز الا علي المسلم و ان غير المسلم كافر و آن كل من يترحم علي مسيحي هو ايضا كافر، كآن فقط المؤمنين هم المسلميين و انه لا يوجد اهل كتاب الا من تبع القرآن. و بالطبع هذا مخالف لكل ما ورد في المصحف الشريف.

&

الكتاب و الصحفيون في المهجر

موقفي واضح، مثل موقف كثير من الكتاب و الصحفيين الاردنيين في المهجر من امثال باسل الرفايعة الذي كتب من دبي قائلا: ( في عمق هذا الجرح والأسى، ومن بؤس هذه البلاد، أنْ تتضاعفَ خساراتنا بتذكير هذا الشاب وأهله أنّ الرحمةَ لا تجوزُ إلا على المسلمين. عائلة أبو جابر الأردنية المسيحية تقرأُ الآن على وسائل التواصل الاجتماعيّ كلّ العفن والظلام الذي زرعه دعاة الكراهية والقُبح والتكفير. ثمة من لم يجد في هذا الرحيل المفجع سوى التأكيد على أنّ "الفتى مسيحيّ لا تجوزُ عليه الرحمة”.)

&و خالد الكساسبة من امريكا الذي قال: (اليوم لا اكتب عن موت شادي بل اكتب عما تلا رحيلهن اكتب عن كل هذا الكم من الكراهية الذي ودعه الناس بها شاب في عمر الزهور فقط لأنه يختلف عنا، فقط لانه مسيحي).&

و ايضا كتب زياد النابلسي قائلا:( وبالأمس، في وسط الفاجعة المؤلمة التي حلَّت بعائلات أردنيين مكلومين قضى فلذات أكبادهم ضحية حادث سير مأساوي، وقبل أن تبرد دماء الضحايا، خرج علينا أعداء البشرية ذاتهم ليشمتوا في الضحايا، ويبشرونهم بعذاب القبر وبسوء الخاتمة لأنهم ماتوا وهم على دينهم المسيحي الذي وُلِدوا عليه، ومنهم من يعزف الجيتار، وهي آلة من "المعازف" المحرَّمة حسب مذهبهم الذي يحرم كل أنواع الفن والحضارة والجمال.)

&

المسيحية دين شاء من شاء&

في غياب تام لوزارة الثقافة ووزارة الاوقاف، وغياب التوعية في مناهج التربية يتوقع اكثر من ذلك لان الجهل يسيطر، و الافكار السيئة تسود،و الشر المستطير و الكراهية للمسيحية تنتشر، و اقصد اين وزارة الداخلية من متابعة كل من تهجم علي المسيحية؟ و كل من بث اقوالا و فتاوي خاطئة؟ و كل من بث التفرقة و بذور الكراهية؟. اين دور الحكومة و رئيسها و اين الدستور الذي يكفل حرية العقيدة؟&

الاسلام دين، اليهودية دين، المسيحية دين، و كل شخص حر في عباداته وديانته و خياراته، لا سيف علي رقاب احد، من اراد اتباع عقيدة فهو حر، حيث لا اكراه في الدين حسب القرآن.

كل من البشر ولد علي دين اهله، حتي السيخ و الهندوس و البوذيين، لا ذنب لاحد في اخيتار دينه، فهل كل هؤلاء لا رحمه لهم؟ هل كلهم كفار؟ هل يجب ان يقتلوا جميعا؟&

الاسلام مليار و نصف و المسيحية ٢،٢٩ مليار حسب تعداد ٢٠١٥ من اصل سبعة مليارعلي ظهر الكرة الارضية نصفهم تقريبا من الصين و الهندوس مليار و اليوذيون نصف مليار و غيرهم في حدود ١٥ مليون من ديانات حديثة. و كل عام يولد ٧٩ مليون طفل يحملون معتقدات ابائّهم، فما دخل الدين في الشماتة بموهوب اردني يعزف الجيتار و يمتع الناس و يطربهم فقط لانه مسيحي؟

&

الانتخابات في التسعينات تدعوالي التسامح و حرية العبادة

في انتخابات الدآئره الثالثة بمدينة عمان التي خضتها منذ عشرين عاما تقريبا، و كانت اضافة نوعية للفكر و ضد الافكار الوهابية و التبعية الدينية و الكراهية و الحقد الذي يقسم الشعب، و كانت باتفاق و ائتلاف مع اكبر المرشحين سنا “ المرحوم فرح ابو جابر “ المسيحي المؤمن و احد اقارب المبدع عازف الجيتار الذي رحل بالامس، و بيني باعتباري اصغر المرشحين سنا انذاك عن المقعد الاسلامي، و قمنا بعمل مسيرة من منزلي في عمان الي مقر حملته الانتخابية وسط اجواء من الموسيقي و الرياضيين و فرق المسرح و الموسيقين واليافطات المعبرة عن وحدةالاجيال و المصير، و عن حرية العقيدة و التسامح السميحي الاسلامي، و عن دور الشباب في التغيير وانتهاء عصر الديناصورات، و قد نشرت ذلك صحيفة الشرق الاوسط السعودية في صفحة كاملة تحدثت حينها عن الشباب و التغيير و حرية العبادة و المعتقدات و المال السياسي و التدل الحكومي و التزوير لصالح كبار الشخصيات. لقد انت اول حملة بعيده عن مظاهر التفرقة و الحزن و المكائد السياسية و الطائفية البغيضة.

و اقصد من ذلك التاريخ في بداية التسعينيات و حتي يومنا هذا، و التكفير علي اشده للمسلم و المسيحي علي حد السواء، و الفرقة و التفرقة تزداد، و الحكومة نائمة لا تتدخل في الدفاع عن ابسط حقوق المسيحيين، و تتركهم بمفردهم يواجهون الصعوبات، و تسمح لخطباء المساجد بالدعوة علي الكفار، و القصد كل من هو غير مسلم!

بل الادهي ان الحكومة الاردنية تتمادي في حرمان مسيحي من منصب قائد الجيش او مدير المخابرات، بحجه لا يجوز لغير المسلم تولي القيادة العسكرية لجيوش المسلميين، و تحرم المسيحي من منصب رئيس الحكومة بحجة واهية و حديث ضعيف تفسيره خاطيء “ ولوا اموركم خياركم “ و كآن المسيحي ليس خيار جيدا و غيرها من الامور.

&

لحن أبو جابر الاخير

اخيرا و ليس اخرا، رحيل الشاب المسيحي، و الهجوم عليه يجب الا يمر دون ان يصبح لحنا للتغيير، موسيقاه توحد المشاعر ان لا فرق بين مسيحي و مسلم و يهودي و بوذي و هندوسي، فالدين لله وحده، و ان نعلن بقوة و نحن مسلميين نؤمن بكل ما نزل في القرآن ان اليهود و المسيحين و غيرهم اهل كتاب، و ان “ لكم دينكم و لي دين “، و ان نقف بصوت واحد ضد هؤلاء الفئة الضالة و نصرخ “ انا مسيحي فاصلبوني”.

و هل هنالك افضل من مسلم ىؤمن بالمسيحية و اليهودية و كل ديانات الخالق.

دعوا الخلق للخالق، اللهم اشهد.

[email protected]