&ما أكتبه اليوم ليس دفاعا عن الدكتور المثير للجدل سيد القمني، الذي يدافع عن حقوق المسلمين في التنوير وحقهم في المعرفه وفي الإعتقاد وحق الجميع في المساواة والمواطنه من خلال معرفته وبحوثه في كتب التراث التي إكتشف عقمها. ودفاعه عن العلمانية التي يرى أنها الطريق الأمثل ، للخروج من ظلام العقل المسجون. وإنما مجموعه من التساؤلات أطرحها على القُراء تاركه لهم حريه الحكم فيما إذا كفر القمني؟

يحتدم الصراع في أم الدنيا، ما بين حريه الإعتقاد وحريه الرأي، وبين الإبقاء على قيود الحريات من خلال قانون إخترعه من ولّوا أنفسهم أوصياء على قيادة الشعب و الدوله، وإدّعوا أنهم أعطو الإنسان حريات من خلال الدين، بينما لم يعطوه سوى حق الإختيار بين حريتين كلتاهما مُر. أن يبقى مكتوما وطائعا، أو أن يقدّم لمحاكمته فكريا تحت تبرير إزدراء العقيده بنتجيتها الحتمية وهي تكفيره. ليبقى الهدف الأكبر لحراس العقيدة، الإبقاء على سجن العقل وإماتة الضمير وجعل المتهم عبره مستقبليه، لكل من تسوّل له نفسه المطالبه بحريه التعبير والتفكير. السؤال هنا ماذا سيكون الحكم عليه؟ هل سيُبرأ ليستمر في التأكيد بأن العلمانية هي الطريق الوحيد للتطور. أم ستنجح قوى التكفير والظلام، في الإبقاء على تقديم فروض الطاعة للهيئة الدينية التي أصرت على تكفيره ومحاكمته ومن ثم الحكم عليه كما حكمت سابقا على الدكتور فرج فوده؟ الهيئة الدينية التي كسِبت وتكسّبت على حساب تجهيل الإنسان وأصبحت أكثر نجومية من النجوم. ويبقى الإنسان المصري ومعه كل شعوب المنطقه طائعين خاضعين لسلطتين فاسدتين مشتركتين في تقرير مصيرهم ومصائرهم وتأخذهم إلى مجهول من الدمار النفسي والعقلي؟؟&

&القمني تكلّم عن أثر الأحاديث في الثقافة الذكورية، والثقافة العامه، في إنتاج أمراض مُزمنه تُعاني منها المجتمعات العربية، في مواضيع تمس الصحة النفسية للمجتمعات، وإبقائها بعيدة كل البُعد عن ملاحقة التطور العالمي..

دعنا معا نُحلل ما قاله القمني في محاضرته تلك التي يحاكمه عليها الأزهر. ولكن وقبل أن نبدأ لنصدُق القول بأن النبي محمد قال “ ما أنا إلا بشر مثلكم “ وأوصى بأن لا يُكتب شيء من بعده. بينما كُتبت بعد موته ب 300 سنه الآلاف من الأحاديث بدءها إبن هشام ، ثم أعاد كتابتها إبن إسحق ، ليضيف عليها البخاري الآف الأحاديث ، ،أعاد إحياؤها خلال الثلاثون سنة الأخيره من إدعوا العلم والفقه. كلها شوّهت الإسلام ونبي الإسلام؟&

يبدأ القمني محاضرته التي نظمتها منظمة أدهوك في بلجيكا ، بالظروف التي أحاطت نشأة الإسلام.. ،لكن ما يهمنا هنا ما يرفضه القمني وجوده في الدين والإعتراف به.

أول ما يرفضه ، وإنكار وجوده الجن. فهل يُعقل وفي القرن الحادي والعشرين أن نؤمن بغيبيات تناسبت مع تهيؤات قبل 1400 عام بينما نرى العالم من حولنا يعمل على الوصول للفضاء وإكتشاف كواكب أخرى قد تصلح لمعيشة البشر؟؟&

يرفض القمني وجود الجن؟؟ أليس هذا بحرية شخصية تتصل بالعلم ولا تتصل بالإيمان؟

يقول القمني بأنه لا يؤمن بأستعباد البشر. وعليه فهو يُنكر على نفسه هذا الحق ، بأن بإستطاعته الذهاب للسوق لشراء عبد أو جارية؟ ثم يستمر في رفض أنه مُحَلل له وطىء هذه الجارية لأنه دفع ثمن هذه الجارية أو سباها في حرب؟ الموضوع الذي لا يزال يُدرّس في الأزهر بين موضوعي العبودية “” العبد الآبق كافر حتى يعود إلى موليه “” ومُلك اليمين الذي يُحلل للرجل ممارسة الجنس مع المرأة المسبية؟&

قبل ما يقرُب أربعة سنوات، وفي لقاء تلفزيوني لي على الهواء ، على قناة ال بي بي سي العربية من لندن. لمناقشة موضع الإتجار بالبشر. تحدّث شخص من اليمن بأنه وحتى يومنا هذا، لا زال هناك سوق يُباع فيه العبيد والجواري؟

يرفض القمني ما يُعطيه النص من حق للرجل في ضرب المرأة لتأديبها؟؟ الموضوع الذي يتبارى في تبريره علماء الدين بما فيهم القرضاوي بأنه ضرب غير ُمبرح وبعصا ليست غليظه ولا تترك أثرا خاصة على الأماكن المرئية؟؟ ألا يُعتبر هذا حرية شخصيه وحق شخصي في رفض العمل بما يشينه كرجل يقوم بأذية إنسانة؟؟ وهل من المعقول أن يكون هذا الرفض رفضا لمعلوم من الدين يُكفّر من أجله؟

يرفض أيضا ما يُقال عن حديث للنبي “ علقوا السوط في فناء المنزل ليكون وقاء لكم “؟؟

قبل ما يقرُب من ثلاثة أشهر أصدرت الحكومة الباكستانية قانونا لوقف العنف ضد المرأه. وتظاهر آنذاك 35 منظمة إسلامية ضد هذا القانون لأنهم يومنون بأن وقف العنف ضد المرأه يلغي حق أعطاه الله سبحانه وتعالى للرجل؟؟ وبالتالي فهو إنكار لمعلوم من الدين؟؟

&فهل القمني كافر مُرتد لأنه إحترم كرامة المرأه وأنكر معلوما من الدين؟

يرفض القمني إمتهان المرأة والحط منها وتشبهها بالدابة وربطها بالشؤم “ كما في حديث مشبوه آخر “ الشؤم في ثلاث المرأة والفرس والدار “”

فهل كَفر؟

يرفض القمني ما يُدرّسه الأزهر من كتاب إبن قُدامى، في وطيء الطفله ما قبل الرضاع ومابعده، وحتى سن 9 سنوات

. والمبني على حديث مشبوه يُبرر للرجل وطيء الطفلة لقضاء حاجته الجنسية حتى وفي شهر رمضان؟

“” من إمتلأت ثناياه بالماء في نهار رمضان وخاف أن تنفجر مثانته من كثرة الماء فيها ، فيستطيع أن يستمني بيد طفله صغيره عمرها سنتين أو ثلاثة “””؟؟؟ بمعنى أن هذا الإستمناء لا يفسد صيامه؟؟ أليس هذا إغتصاب لطفولة طفله؟&

ألا يفرض هذا على هيئة المحكمة أن تتحرى الأمر، وفيما إذا ما يقوله يُدرسه الأزهر حقا قبل أن تحاكمه؟ وإذا كان حقيقه وموجد في كتب التراث ، محاكمة الجهة التي تسمح بتدريس مثل هذه الإغتصابات التي تُبررها كتب التراث؟؟ ووأد هذه الكتب العقيمة؟&

إذا كان القمني كافر لأنه ُينكر معلوما من الدين ويرفض العمل بهذه الحقوق، فأنا أعتقد أن الأغلبيه من الشعوب المسلمة كافرون بدون علمهم لأنهم لن يلتزموا بمثل هذه الحقوق إن عرفوا بها، خاصة فيما جاء في وطىء الطفله؟ ولن يسمحوا بتدريسها في المعاهد الإسلامية التي يدرس فيها أبنائهم وبناتهم؟&

إذا كان من محاكمة فيجب أن تكون لمن سموا أنفسهم برجال علم ودين وإدّعوا الوسطية والإعتدال وغضوا النظر عن سلبيات تدريس هذه الكتب، بمراوغة وتحايل وغموض لغة إستطاعوا من خلالها النفاذ إلى عقول الشباب لخلق نفسية مشوهه مهووسه بالجنس مريضه بمرض يُلوث الإنسانية؟؟

قال الشيخ محي الدين عفيفي أمين مجمع البحوث الإسلامية ، في كلمته التي ألقاها في مجلس الأمن في مايو 2016. بأن الأزهر عمل على المواجهة الفكرية للجماعات التي تمارس العنف والقتل وتهدد السلم في المجتمعات ، لأن الفكر لا يواجه إلا بالفكر. وعليه فإذا كان الأزهر ملزم بمواجهة أفكار الجماعات المتطرفه، أليس من الأولى مناقشة أفكار القمني بدل محاكمته. وعليه فالأزهر مُلزم بمواجهة الأفكار التي يطرحها القمني، وفيما إذا كانت تتناسب مع العصر وتعمل على التعايش ليس بين مواطني الدولة فحسب بل والتعايش مع العالم من حولنا، وعلمانيته ستُبقي على إحترام الدين.&

ويتابع العفيفي.. بأن الأزهر يبذل جهوداعلمية متميزه في مجال في التعليم.. فإذا كان ما يعلمه الأزهر وطىء الطفله فمستقبل المنطقه بل مستقبل العالم كله في خطر من هذا التعليم الذي يُروّج للإغتصاب منذ الصغر؟

محاكمة القمني وإدانته بالتكفير تعني أنه مُرتد، بمعنى أنها ستعطي حق قتله لأي مسلم بناء على ما كتبه إبن تيميه عن المرتد.

“ أن المرتد أغلظ كفرا من الكافر الأصلي، فإذا جاز قتل الأسير الحربي من غير إستتابه، فقتل المرتد أولى ولا تنتظر الأستتابه ولا إذن ولي الأمر؟؟ بمعنى أن هذا المرتد يجوز قتله ويستطيع أي شخص القيام بالقتل لأن مكافأته على القتل هي الجنة؟

و قد لا يُعاقب سوى تأديبيا لعدة أشهر قليله؟

الأزهر رفض ولا يزال تكفير داعش برغم كل أفعالها الوحشية وإسائتها لكل مسلمي الأرض.. فكيف يُكفّر إنسانا يدعو للإنسانية والتعايش في لغة حوارية وحضارية. ومن هو الأولى بالتكفير؟

نعم الدكتور القمني صادق كل الصدق حين يقول بأن ديننا كما يُدرس الآن آصبح مُخيفا لشعوب الأرض. وهو الأمر الذي كتبت عنه في السابق. وأضيف قد تكون رسالته ناسبت ذلك العصر في تلك الصحراء القاحلة، ولكن هذه الرساله لا تصلح لهذا العصر، وتعارضها مع القيم الإنسانية والحضارية واضح ، لأنها تقوم الآن على التمييز والتفوق والإستعلاء والتكفير. وأصبحت تقف عائقا في طريق التطور الإنساني لشعوب المنطقة. الإسلام كان جميلآ عندما لم نعرف هذه الخبايا التي أظهرها رجال الفقه والدين. كان جميلا حين كنا نؤدي شعائره من صلاة وصوم وزكاة وغيرها. ولكن الآن ونحن نرى ما تقوم به داعش ، وما يتبارى في تفسيراته وتأويلاته لعقلنة رفض أفعالها المشينه.. وما يصدر منه من أحكام تشريعية في بعض الدول الإسلامية فالطريق واضح. نعم وكما أكد الدكتور القمني ، أن الطريق الآمن الوحيد للشعوب العربية المسلمة هي الديمقراطية القائمة على العلمانية التي تحترم حقوق الجميع وتساوي بين الجميع ، والتي أؤمن بأنها رسالة الله تعالى الحقيقية لكل شعوب الأرض.