مشكلة اخرى تضاف اليوم الى مشاكل إقليم كردستان المستعصية، وهي مشكلة هجرة الأطباء الى خارج الإقليم، وذالك على خلفية الأزمات المالية والاقتصادية التي تعصف بإقليم كردستان.&

ففي محافظة أربيل وحدها، قدم ما يزيد على (1604 ) طبيب طلباتهم للحصول على اجازة بدون راتب، الى جانب قيام الجهات المعنية بفصل (450 ) طبيب وموظف عامل في مجال الصحة، لتغيبهم عن العمل، وهو ما يدق ناقوس الخطر وسط توقعات بتزايد هذا العدد وانعكاساته السلبية على المواطنين وخاصة الذين يعانون من الأمراض القاتلة والمزمنة.

تقول الأرقام التي أظهرها التقريرالاخير الصادر من وزارة الصحة في اقليم كردستان أن اكثر من (2528 ) طبيب من المتخصصين تركوا اعمالهم خلال العامين الماضيين في مستشفيات الإقليم،و حصل (955 ) طبيب على اجازات دون راتب.&

مالعمل؟:&

بدل ان تقوم حكومة إقليم كردستان بتطبيق قرارات تضر اصحاب الرواتب الضعيفة من (الارامل وعوائل الشهداء والمؤنفلين والمعلمين والموظفين والبيشمركة وضحايا الاسلحة الكيمياوية ) بحجة تطبيق برنامج إصلاحي فاشل , عليها ان تخطوا خطوات ضرورية وملحة وسريعة اخرى على سبيل المثال لا الحصر:&

ضرورة استرجاع اموال الشعب المنهوبة واقصد هنا الأموال ( الطائلة المكدسة في البنوك وخزينة الاحزاب الكوردية التي اغتصبت وانتزعت نزعا من أصحابها الحقيقيين , قطع رواتب المتطفلين الذين يستلمون اكثر من راتب باسماء وهمية , قطع رواتب ( الفضائيين الذين يستلمون رواتب وليس لهم وجود فعلي، بل هناك من يقبض عنهم بالنيابة ) , قطع رواتب ازلام النظام البعثي البائد من ( المستشارين وامراء المفارز الخاصة الذين يتقاضون رواتب تقاعدية تصل الى الملايين الدنانير ), تطبيق برنامج إصلاحي حقيقي يستند الى إتباع الشفافية وزيادة الواردات وتقليل النفقات والمصاريف الحكومية والحزبية وترشيدها، قطع روتب اعضاء البرلمان ( الميت ) بالكامل.&

أخيرا:&

إن اقليم كردستان اليوم هو إقليم الفقراء والمستضعفين والمهمشين وخاصة بعد ان أصبح العديد من أهله الذين ليس لديهم حل آخربعد ان اجبرهم ( حكومتهم الرشيدة والرشيقة) ان يسترزقوا على فضلات المزابل وان يخوضوا هذا الصراع الشديد من اجل الحصول على لقمة العيش لهم ولعوائلهم بسبب الأزمة المالية التي تطحنهم , اضافة الى الفساد السياسي والاداري الذي حول اقليمهم من اقليم الخير والامان إلى اقليم الفقروالتشرد ( ومن يطعن بمصداقية كلامي ادعوه لياتي معي ويرى بام عينه الفقراء والمحتاجين في مراكز تجمع النفايات والتي تقع على بعد كيلومترات من مركز محافظات الإقليم , وهنا اعني ما اقوله وخاصة ادعوا رئيس الحكومة والوزراء وعوائلهم واطفالهم وخدمهم وحشمهم ليزوروا مراكز النفايات في المحافظات ( اربيل , السليمانية , دهوك , حلبجة ), حتى يروا الحقيقة بام اعينهم ويقارنوا حياتهم وحياة عوائلهم واطفالهم الذين يعيشون في الرفاهية والنعيم مع حياة ضحايا سياسات الفرهود والنهب والتقشف ).

إن برامج الإصلاح التي أعلنتها حكومة إقليم كردستان مؤخرا لا تعالج مشاكل الإقليم المالية و لا تقدم شيئاً مفيداً، بل على العكس تماماً، تعقد الحلول وتزداد حدة وعمق وتاثيرالازمة الامالية على الجوانب الاخرى منها ( السياسية و الاجتماعية ) وان المظاهرات والاحتجاجات الجماهيرية التي انطلقت بمدن مختلفة لإقليم كوردستان في( 27/9/2016 ) للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين خير دليل على ذالك.

اختتم مقالتي بمقولة للكاتب والروائي والقاص والصحفي الفلسطيني الشهيد (غسان كنفاني) في هذا الجانب قد تختصر كل المعاني وهي : ( يسرقون رغيفك , ثم يعطونك منه كِسرة , ثم يأمرونك أن تشكرهم على كرمهم , يالوقاحتهم ).

انتهى&