يعد السفر براً هو أكثر وسائل النقل ملاءمة في جميع أنحاء العالم، وأبوظبي ليست استثناء من ذلك. ففي كل يوم تسير آلاف المركبات على شبكات الطرق المتكاملة التي قامت دائرة النقل في أبو ظبي ببنائها.

وقد تمخضت جهودنا عن الاعتراف بامتلاك دولة الإمارات العربية المتحدة لأفضل الطرق في العالم بين الأعوام 2015-2018، وهو ما نعتز به ونفخر. فما يجعل هذا الإنجاز أكثر أهمية وقيمه هو أن أبوظبي طورت بنيتها التحتية للطرق من الصفر، في وقت كانت فيه المدينة صحراء تقريبا من قرابة الــ 50 عامًا.

في السابق؛ عندما كانت السيارات قليلة العدد، لم يكن أمام الناس من خيار سوى استخدام الطرق الرملية للسفر إلى العين والمناطق الساحلية في جزيرة أبوظبي وليوا في المنطقة الغربية والإمارات المجاورة الأخرى. وكانت تلك الرحلات شاقة وبها نسبة من الخطورة وتعتمد بشكل كبير على الظروف الجوية.

ولكن مع نمو دولة الإمارات العربية المتحدة لتصبح واحدة من وجهات الأعمال والتجارة الرئيسية في العالم، ركزت الاستثمارات على عمل شبكة طرق مطورة، الأمر الذي سهل عملية الانتقال والسفر أكثر من أي وقت مضى. فقد انعكست الرؤية الثاقبة والرغبة في التطوير لدى المغفور له بإذن الله الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة من عام 1971، وحاكم إمارة أبوظبي من عام 1966، على الطرق التي شهدت تطورا جذرياً.

فقد أدرك، طيب الله ثراه، أنه لتقديم شبكة طرق حديثة ومتكاملة تمامًا من الضروري التعلم من الدول الأخرى، فتم تعيين المهندسين والفنيين ذوي الخبرة والمؤهلين تأهيلا عاليا من أكثر من 100 دولة، وتكليفهم بالمساعدة في جعل رؤية الشيخ زايد حقيقة واقعة.

في البداية، واجه المهندسون تحديات مختلفة منها أن العديد من الطرق التي كانت معتمدة قامت أصلا على السبخة (المسطحات المالحة) الأمر الذي أدى لتدهورها. فحتى وقت الشيخ زايد، لم يقترح أحد استخدام طبقات صخرية إضافية تحت الطرق الجديدة لتحل بذلك مشكلة تآكل الطرق، وبالتالي زاد العمر الافتراضي للطرق.

وتثير درجات الحرارة القصوى أيضًا تحدياً مع الخرسانة الإسفلتية مما يتسبب في إذابة سطح الطريق أو تكسيرها بسهولة. ومع ذلك، وبمساعدة حكومية، تم تطوير مزيج من المواد التي تجعل الطرق أكثر بقاءً واستدامة.

تفتخر مدينة أبوظبي بشبكتها للطرق التي يصل طولها إلى 25000 كم، كما تضم المدينة أربعة جسور - المقطع (أول جسر في أبوظبي) وجسر مصفح وجسر الشيخ زايد وجسر الشيخ خليفة. بفضل التخطيط الدقيق والمدروس الذي تقوم به دائرة النقل، يوجد حاليا طرق تتصف بالسيولة المرورية للوجهات الرئيسية لسكان المدينة مثل المستشفيات والمدارس ومراكز التسوق، هذا بالإضافة إلى بالإضافة إلى الطرق التي تربط العاصمة بالإمارات الشمالية، مما جعل السفر أسهل من أي وقت مضى.

ومع استمرار النمو السكاني في أبوظبي، وبالتبعية زيادة عدد قائدي السيارات، اتخذت دائرة النقل تدابير لتعزيز السلامة على الطرق. تتبع الحكومة مبدأ 'Three Es' لمنع الحوادث وتخفيف الازدحام، والذي يقوم على قواعد ثلاث هي التعليم والتعزيز والتصميم الهندسي.

ولا يكتب لكل جهود تحسين الطرق النجاح والاستمرار بغير الاستثماراتالمالية الحكومية التي تبنت استخدام التقنيات الحديثة. تتضمن هذه التقنيات الحديثة أنظمة النقل الذكية (ITS)، التي أصبحت وسيلة نعتمد عليها لتوفير معلومات حديثة عن حركة المرور ولتقليل وقت السفر.

كما تنتشر العديد من إشارات المرور في كافة أنحاء أبوظبي لتنبيهالسائقين، والحيلولة دون وقوع الحوادث، وتم تثبيت تكنولوجيات الأمان، مثل كاميرات الدوائر التلفزيونية المغلقةCCTV، وشاشات الفيديو الحائطية التي تتضمن إرشادات لسائقي المركبات لضمان التنقل بأمن وسلاسة.

ونواصل في دائرة النقل تطوير البنية التحتية للطرق، بشكل مستمر، لنكون دائما في حالة حراك باتجاه المستقبل ولنكون مستعدين لكلما سيطرأ فيها من تغيرات. لذلك لدينا خطط تضمن قدرتنا على التعامل مع الخدمات الإضافية التي قد تستجد مثل القطارات عالية السرعة والترام ومشاريع المترو، هي جميعها جزء من الرؤية الاقتصادية لإمارة أبوظبي لعام 2030.

أعتبر أننا نعيش وقتاً حاسماً يشهد الكثير من الإنجازات، وستتاح فرصة لمئات الخبراء والمندوبين العالميين مع استضافتنا للمؤتمر الدولي للطرق بنسخته السادسة والعشرين في أكتوبر، للتعرف عن قرب على مستوى التطور الذي وصلت إليه طرق أبوظبي وخططنا للمستقبل التي مازالت تحمل الكثير.

-انتهى-

نبذة عن الجمعية العالمية للطرق:

تأسست الجمعية العالمية للطرق (PIARC) في عام 1909 في العاصمة الفرنسية باريس، كمنظمة غير ربحية لتكون رائده علىمستوى العالم في تبادل المعرفة والخبرات في مجال تخطيط وتنفيذ الطرق ووضع سياسات النقل البري والبحري والممارسات الأفضل التي تندرج في سياق النقل المتكامل والمستدام.

في العام 2018، بلغ مجموع الدول الأعضاء في الجمعية 122 حكومة من جميع أنحاء العالم، وشكلت البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل ما يقارب الثلث من مجموعة الدول المشاركة، بالإضافة إلى مشاركة أكثر من 2000 مندوب من العاملين في قطاع البنى التحتية والمدراء التنفيذين وأعضاء من الوسط الأكاديمي والأفراد.

نبذة عن دائرة النقل أبوظبي:

تأسست دائرة النقل في أبوظبي بموجب القانون رقم (4) لعام 2006 والمعدل بالقانونين رقم (5) لعام 2008 ورقم (6) لعام 2018، الصادرين عن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله بصفته حاكما لإمارة أبوظبي، لتتولى الدائرة المهام التشريعية والتنظيمية والإشرافية والرقابية ذات الصلة بقطاع النقل البري والبحري وقطاع الطيران المدني في الإمارة وكافة الأنشطة التجارية المرتبطة بهذه القطاعات.

وبموجب القانون، تُعنى الدائرة برسم السياسة الخاصة بقطاع النقل في إمارة أبوظبي والاستراتيجيات والخطط التطويرية لهذا القطاع، وإعداد التشريعات واللوائح التنظيمية ذات الصلة وضمان الامتثال لها، إضافة إلى إدارة الأصول في قطاع النقل وصيانتها واستثمارها، وإصدار النظم والقرارات الهادفة إلى تعزيز انسيابية الحركة المرورية والحفاظ على أمن وسلامة وصحة المجتمع.

وفي إطار سعيها لإرساء منظومة نقل متكاملة ومستدامة تواكب النمو السكاني والعمراني والتطور التكنولوجي المتسارع الحاصل في قطاع النقل، تعمل الدائرة باستمرار وبالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين على تطوير المشروعات التي توفر أفضل الخدمات، بما يتوافق مع متطلبات الأجندة التنموية والسياسة العامة لإمارة أبوظبي ويرتقي بجودة الحياة في الإمارة.

نبذة عن المؤتمر العالمي للطرق أبوظبي 2019:

منذ انعقاد المؤتمر الدولي الأول للطرق في باريس عام 1908، نظمت الجمعية العالمية للطرق مؤتمراتها كل أربع سنوات في واحدة من البلدان الأعضاء بهدف مشاركة التقنيات والابتكارات والاستراتيجيات والتوجهات السياسية والتطورات العالمية وأفضل الممارسات والخبرات في مجال الطرق والبنى التحتية والنقل البري والبحري. وتبادل الخبرات والربط بين صناع القرار والوزراء، والحكومات، والقطاع الخاص، والهيئات والمنظمات المعنية بأعمال الطرق والنقل، بالإضافة إلى الأكاديميين، وواضعي الخطط والحلول الاستراتيجية، والخبراء والمشغلين من أكثر من 120 دولة حول العالم.

وقد فازت دائرة النقل في أبوظبي بالمناقصة لاستضافة الدورة السادسة والعشرين من هذا المؤتمر المرموق تحت شعار "ربط الثقافات - تمكين الاقتصادات " والذي تم اختياره انعكاساً للحاجة والوضع الحالي في جميع أنحاء العالم، وذلك لتمكين المحادثات المتعددة الأطراف كطريقة مبتكرة لإنشاء أفكار جديدة نحو فهم أفضل ليس فقط للطرق والبنى التحتية و النقل البري والبحري، ولكن أيضًا فيما يتعلق بالجزء الثقافي الذي يجب تنفيذه خلال كافة المراحل.

وكيل دائرة النقل في أبوظبي