تحلم أنقرة منذ عام 2014 بإقامة (منطقة آمنة) حسب تعبيرها في روزافا,(منطقة ) تمتد من نهر الفرات غربا حيث مدينة (جرابلس حتى المالكية ) في أقصى شمال شرقي سوريا عند مثلث الحدود التركية العراقية، بعمق يتراوح بين 30 / 40 كلم، وعلى امتداد يقدر بنحو 500 كلم. , والهدف الرئيس من هذه الخطة هو فصل بين الحدود التركية ومواقع (وحدات حماية الشعب ) والتي تشمل المناطق التالية : الطبقة وعين عيسى وتل أبيض في محافظة الرقة، والقامشلي والمالكية في محافظة الحسكة), في إطار حملة ديموغرافية– إستراتيجية، لتتريك وتعريب ( روزافا ) بحجج واهية كما فعلت في (عزوة غصن الزيتون في منطقة عفرين ).

رجل الصفقات أشعل الضوء الأخضر لتركيا للبدء بهجومها : ـ

بعد إنسحاب القوات الامريكية من منطقة الحدود السورية ولا سيما من تل أبيض ورأس العين... بدأت أنقرة بعد ظهر اليوم الأربعاء 9 اكتوبر بعملية عسكرية في شمال شرق سوريا، تحت اسم ( نبع السلام) و بدأت بضربات جوية كثيفة على منطقة (راس العين) وقراها...

ومن المضحك المبكي بنفس الوقت ان يقول ( ترامب ) إن : ( تركيا ) سوف تكون مسؤولة عن معسكر السجن الذي يحتجز فيه الالاف من ( مجرمي تنظيم الدولة الاسلامية ) وعائلاتهم , مضيفا : (لقد حان الوقت لأخرين في المنطقة وبعضهم يتمتعون بثراء عظيم .. ان يدافعوا عن اراضيهم ) ..

ولكن تناسى رجل الصفقات (ترامب ) بان قوات سوريا الديمقراطية هي التي قضت على الداعش وقدمت خلال معاركها الالاف من الشهداء , كما تناسى بان تركيا هي التي دعمت وساعدت وحوش داعش في السيطرة على أراض في العراق وسوريا ( حسب الوثائق الدولية والمحلية والصور ومقاطع الفيديو ) .

صراع المصالح في سوريا : ـ

ان سياسات الدول تحكمها مصالحها وليس صداقاتها وعداواتهاوخلافاتها , ومن هذا المنطلق قرر رجل الصفقات ( ترامب ) انسحاب قواته من منطقة الحدود السورية وترك حليفه الذي قضى على داعش امام الغزو التركي الجديد , حيث سعت القوات الأمريكية بانسحابها من المناطق الحدودية السورية مع تركيا الواقعة تحت سيطرتها إلى تفعيل دورتركيا في المنطقة بشكل اكبرلضرب المصالح والمشاريع الإيرانية في سوريا تحديدا بعد ان حوّلت المليشيات الإيرانية التابعة للحرس الثوري الإيراني مناطق ومدن عديدة في سوريا موقعًا لها ... طبعا على حساب اهالي ( روزافا ) وقوات سوريا الديمقراطية التي قاتلت داعش نيابة عن البشرية جمعاء ..

ويرى مراقبون أن امريكا لاتهمها غير مصالحها وعليه قد تتفق مع روسيا وتركيا لتحجيم دورايران وتقليص هيمنتهاعلى المنطقة , كما تعمل جاهدا من اجل عرقلة وتعطيل المشروع الإيراني ـ الهلال الشيعي .. ويرون ان الكورد يبقى الخاسرالأكبر في لعبة المصالح الدولية ـ الاقليمية القذرة .

من هو الإرهابي ؟ : ـ

وتزامنا مع الاجتياح التركي قال اردوغان ، عبر حسابه على تويتر : ( أقبل كافة أفراد الجيش المحمدي الأبطال المشاركين في عملية نبع السلام من جباههم، وأتمنى النجاح والتوفيق لهم ولكافة العناصر المحلية الداعمة والتي تقف جنبًا إلى جنب مع تركيا في هذه العملية، وفقكم الله وكان في عونكم.واضاف : ان القوات المسلحة التركية بالتعاون مع الجيش الوطني السوري تطلق عملية نبع السلام العسكرية في شمالي سوريا لتطهير المنطقة من منظمتي بي كي كي/ واي بي جي وداعش الإرهابيتين. هدفنا القضاء على الممر الإرهابي المراد تشكيله على حدودنا الجنوبية إحلال السلام والأمان في المنطقة.

وختم تغريدته قائلاً : بعملية نبع السلام سنقضي على خطر الإرهاب الموجه نحو بلدنا، وسنعمل على تحقيق عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم من خلال المنطقة الآمنة التي سنشكلها. كما سنحافظ على وحدة الأراضي السورية، ونخلّص سكان المنطقة من براثن الإرهاب من خلال عملية نبع السلام )

نفاق المجتمع الدّولي:

إن ما تقوم به سلطات الاحتلال التركية في العراق وسوريا يعتبر انتهاكا صارخا و مخالفة صريحة لجميع القوانين و الاتفاقيات والأعراف الدولية , إضافة إلى انها جريمة من جرائم الحرب بموجب اتفاقية جنيف الرابعة ,ومن المؤسف ان المجتمع الدولي ومجلس الأمن والدول الأعضاء في حلف الناتو يلوذون اليوم بالصَّمت المطبق حيال جرائم تركيا في (روزافا ) , فحتى التنديد والإدانة و(تصريحات القلق والحزن الشديد ) لم نعد نسمعها وكأن هناك إجماع دولي على إبادةالشعوب لالشيء فقط لانها تريد ان تعيش حرًّا كريمًا وان تحصل على لقمة العيش بكرامة، كباقي شعوب العالم...

ولا يخفي على احد أن صمت المجتمع الدّولي حيال الجرائم اليومية التي ترتكبها تركيا في العراق وسوريا وبشكل منهجي ومدروس قد ساعد تركيا على الاستمرار في ارتكابها للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي..

ان حكومة تركيا ضاربة بعرض الحائط كافة المواثيق الدولية وقرارات الأمم المتحدة ,المتمثل في احتلال سوريا وإقدامها على قضم وضم أراض هي جزء لا يتجزأ من أراضي الجمهورية العربية السورية ...

اعتقد جازما إن تساهل الأمم المتحدة والمجتمع الدّولي تجاه سياسات تركيا العدوانية خلال السنوات الماضية ، كان أحد أهم الأسباب التي شجعت تركيا على الإمعان في انتهاكها لحقوق الإنسان في الأراضي العراقية والسورية , ولولا نفاق وصمت المجتمع الدّولي حيال جرائم اردوغان بحق شعبه والشعوب الاخرى لم تكن تتجرأ تركيا ان تقوم اليوم بشن غزوة ( نبع الخراب والحرب )!!

نعم ..كل الذين يثقون بأمريكا لايعرفون شيئًا من السياسة وأن لامريكا سجلاً أسوداً في الخيانة بحق الشعوب والامثلة على ذالك كثيرة لا تعدّ ولا تحصى ...

أخيراً

اكرر ما قاله السيناتور الامريكي (Chris Van Hollen) في تغريدة نشرها، اليوم ، على حسابه الرسمي في موقع تويتر : (داعش يحتفل بخيانة ترامب )!

&