أربعة عقود ونصف من الكذب والخداع والاحتيال باسم الدين على أيادي ملالي الجهل والجحود الخارجين عن الدين... الدين الذي يأمر بالحق والعدل والإحسان والرحمة وحرم الكذب والغش والخداع وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق.. وللنفس معنى واسع في فلسفة العدل والحق ولا يمكن لكائنات كملالي السوء أن تدرك ذلك أو يسمح لها باطلها بالتنوير بشأنها، وللحق والعدل أهله الذين يستحقون طريقه وأوصافه؛ إلا أن المؤسف والمحزن هنا ليس في زمرة أفاعي الجهل الحاكمة في إيران والمهيمنة على المنطقة، وإنما في القطعان البائسة التي تتبعهم وتراهم أئمة يدعون إلى الخير، ولو أحكموا عقولهم قليلاً لوجدوا أنفسهم على ضلال، وأن من يتبعونهم أئمة للجهل والضلال والخروج وإمعات لا يليق بعاقل اتباعهم والموت لأجلهم إلا إن كان أدنى منهم قدراً ووعياً.

سفاحون يتوضأون بالدم، ولو آمنوا حق الإيمان وآمنت تلك القطعان التي تتبعهم وتذكروا قول الله (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي) ورأوا أن صلاة الملالي لم تنههم عن باطل أو فاحشة أو منكر لأيقنوا أن هؤلاء المدعين لا علاقة لهم بالدين ولا بالقيم وإنما دعاة سلطة وهيمنة على المنطقة وشعوبها مهما كانت الوسائل والتكاليف بالتوافق مع شركائهم الآخرين أعداء الإنسانية..، وتلك هي أفاعي السوء والبغي تتلحف بعباءة الدين وتتوضأ بالدم لصلاة الفجر... يتوضأون بدماء الأبرياء شباباً وأطفالاً ونساءً وكهولاً على قارعة الشوارع وفي السجون وعلى مقاصل الموت الحكومي المسمى بالإعدام؛ أحكام إعدام معلبة جاهزة لمن لا يبايع سلطان الأفاعي ومشاريع الموت، أو لإثارة الخوف والرعب في أوساط من لم يقتلهم الجوع والفقر والمرض بعد؛ فيموتون خوفاً إن لم يموتوا جوعاً وكمداً وقهراً على جياعهم ومرضاهم وقتلاهم وسجنائهم. وتستمر مسيرة الدم من أفعى الشاهنشاهية إلى الأفعى المعممة بالباطل متمددة غير مكتفية بما تناله من دماء سفكتها في موضع سلطانها فتمددت بنفس النمط والمسعى من خلال أقزام لها في العراق ولبنان وسوريا وفلسطين واليمن وأماكن أخرى، وسيول من دماء القتلى الأبرياء سالت في العراق وسوريا واليمن وفلسطين وملايين تشردوا، وآلام في الأذهان خالدة، وهوية وتاريخ عريق إلى زوال وفق النوايا والمخططات والتوافق القائم بين الملالي أفاعي السوء وتجار الدين والكذب في إيران والصهاينة في فلسطين المحتلة.

بيت الكهنة في إيران وهروبٌ للإمام يُكلف أبرياء
ادعى ويدعي نظام الملالي في إيران حبه لفلسطين وقدسها وشعبها ودليل حبه أن أشاع الفتنة بين أبناء فلسطين وعمل على تدمير منظمة التحرير الفلسطينية ليسحب البساط من تحتها لصالح غيرها من المستعدين للتغاضي عن حقيقة الملالي..، ودليل حبهم لفلسطين والقدس أيضاً أنهم لم يكتفوا باستهداف قوى سياسية فلسطينية لأنها ترفض الإنصياع لهم فقتلوا وشردوا الآلاف من الفلسطينيين الأبرياء العزل الذين كانوا يعيشون في العراق من خلال قواتهم البربرية العاملة بالوكالة بعد احتلال العراق واسألوا الأمم المتحدة والحدود مع الأردن وسوريا عن ذلك.

أربعة عقود ونصف من الدم والتضحية بأرواح الأبرياء للحفاظ على سُلطان الأفاعي...؛ أربعة عقودٍ ونصف سبقتها دهور من محاباة الملالي للباطل وسلاطين البغي لم يتبعوا خلالها ديناً ولم يتقوا رباً ولم يرف لهم جفن على طفلٍ أو إمرأة أو مُسِن، وقد سبق للدكتور علي الوردي والدكتور علي شريعتي أن جلدا تلك الأفاعي، وقد أسماهم علي الوردي بـ وعاظ السلاطين ولا يقتصر وجودهم على إيران وحدها لكن أفاعي السوء ملالي إيران قد فاقوا الجميع لؤماً وظلما وجوراً.

بعد افتضاح نظام الكهنة في إيران لا تزال القطعان المُغرر بها تظن بأن أفاعي طهران صادقة فيما تدعيه بشأن تحرير فلسطين، غافلين عن أن ذلك تخطيطاً من الملالي يبتغون من وراءه الهيمنة داخلياً وخارجياً والهروب من عاقبة الانفجار الشعبي والانتفاضة التي لم ولن تنطفئ جذوتها، ولن تنتهي إلا بإسقاط النظام وشنق جلادي النظام بعمائمهم على إجرامهم باسم الدين، ولتفادي النهاية المُفجعة التي تنتظر تلك الأفاعي كان أبناء ونساء وأطفال وشيوخ غزة وبيوتهم ومساجدهم وكنائسهم وممتلكاتهم فُداءا لبقاء سلطان الملالي، وبعد ما حل من دمار وقتل ودماء بريئة في غزة لم تفوت أفاعي السوء فرصة استعراض عضلاتها بعد ما أصابها من عار الضربات التي أبرحتها في العراق وسوريا.. فأعلنت أن كل ما تم كان من تدبيرها بعد أن دافع الغرب عنها وبرأهم من التورط في غزة، وبعد أن دفع أهالي مدينة كرمان في إيران بالدم والأرواح ثمن مخطط جديد نسبه نظام الملالي الإرهابي لداعش الإرهابية ليقولوا للعالم أنهم يتعرضون للإرهاب لتتهافت على الملالي رسائل الغرب المتضامنة معهم، واليوم يستهدف الملالي الأراضي العراقية بصواريخهم التي لا تستطيع ولا يمكنها الوصول إلى تل أبيب.

بعد عشرات المليارات من الدولارات الأميركية ونهب اقتصاد العراق وموارد الشعب الإيراني والتربح سياسياً واقتصاديا من مأساة سوريا وغزة واليمن والعراق وكذلك أوكرانيا ها هي حالة من الغطرسة والفرعنة تسود الصهاينة المتأسلمين معززة برغبة عارمة في التوسع والتمدد في الشرق الأوسط والعالم متنقلين من مرحلة جنود ووعاظ السلاطين إلى مرحلة السلطة وصولا اليوم إلى مشروع أباطرة الشرق بعباءة الإسلام.. الإسلام الذي لم يصلهم منه سماحته وأخلاقه ورقيه ولغة التراحم والعلم التي يقوم عليها الإسلام، وقد استباحوا على هذا الطريق كل شيء يمكنهم من ضرب خصومهم وبلوغ غاياتهم.

وقائع تاريخية مشينة ارتكبتها أفاعي الكهنة في إيران (صهاينة العصر) نسردها على سبيل المثال للاستدلال وليس للتغطية؛ فواقعة مشهد التي حدثت في تسعينيات القرن الماضي في مرقد الإمام الرضا (أحد أئمة الشيعة الجعفرية في إيران والعراق ولبنان وباكستان والخليج والعالم) بمدينة مشهد، وقد قام الملالي في حينها بإحداث تفجير في المرقد في وقت كانت فيه الزيارة محدودة ونُسِبَ التفجير إلى منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة لإثارة كراهية المجتمع لهم وكانت النتائج عكسية حيث لم يصدق الشعب ادعاءات (صهاينة العصر المتأسلمين)، وتأتي بعد ذلك حادثة تفجير المرقدين العسكريين في سامراء ذات الأغلبية المذهبية السُنية بالعراق من أجل إحداث فتنة طائفية بين السنة والشيعة في العراق، وأما حادثة شاه جراغ في شيراز فهي شبيهة بحادثة مدينة مشهد لكن الملالي نسبوها إلى عصابات داعش التي اعترف حرس كهنة ولاية الفقيه بأنه من مؤسسيها، وقد كان افتعالهم لحادثة التفجير هذه بدافع خلق مصداقية لادعاءات النظام بأن الانتفاضة الإيرانية صنيعة قوى إرهابية وأجنبية معادية تستهدف المراقد الدينية المقدسة.

كان كهنة ولاية الفقيه في إيران ولا زالوا أضعف مما يخيلونه للبعض، وما أجروه من مهازل انتخابية هذه الأيام تفتقر لأدنى درجات الشرعية إلا تغطية لضعفهم، وقد كان من السهل تقديم العزاء فيهم على عجل بدعم الحراك الشعبي الواسع الذي اجتاح إيران لولا حرص الغرب على كهنتهم في إيران، وستستمر غطرسة الملالي في إيران.. اسحقوا الكُبرى في إيران.. لتموت الأفاعي الموالية تلقائياً قبل أن تصل سمومها إلى كل أرجاء المنطقة.