إيلاف من الدار البيضاء :أعلن المغرب عن تخصيص 500 مليون دولار لبناء أكبر ملعب في العالم ،يتسع ل 115 متفرجا،في سياق استعداداته لاحتضان كأس العالم 2030 في إطار ترشيحه المشترك مع البرتغال وإسبانيا.

وأوضح يوسف بلقاسمي،رئيس الإدارة الجماعية لشركة الوطنية لإنجاز وتدبير المنشآت الرياضية "سونارجيس"،خلال ندوة نظمتها مجلة "لافي إيكونوميك" مساء الخميس بالدار البيضاء خصصت لتقديم استعدادات المدينة في أفق 2030، وشاركت فيها عمدة الدار البيضاء نبيلة الرميلي ورئيس جهة الدار البيضاء-سطات عبد اللطيف معزوز،ورئيس شركة الخطوط الملكية المغربية،عبد الحميد عدو،إن بناء هذا الملعب الضخم،الذي سيقام في منطقة بن سليمان في ضاحية الدار البيضاء، يهدف إلى دعم طموح المغرب لاستقبال المباريات النهائية لكأس العالم.وأشار إلى أن منظمة ال" فيفا"،وضعت معايير بخصوص الملاعب التي ستجري عليها مباريات كأس العالم لكرة القدم،ومنها توفر ملاعب تتسع لـ80 ألف متفرج على الأقل بالنسبة للمباريات النهائية،و60 ألفا لنصف النهاية و40 ألفا لربع النهاية.

جانب من جمهور الندوة

وأضاف"هذا الملعب الذي استكملنا دراساته وسنطلق قريبا طلب عطاءات إنشائه،يتسع لأزيد من 115 متفرجا،أي أنه يستجيب لشرط 80 ألف مقعد كحد أدنى ويوفر مقاعد إضافية كافية للضيوف والإعلام".

وأوضح بلقاسمي أن البلد الذي سيحتضن نهائيات كأس العالم 2030 في إطار الترشيح المشترك للمغرب وإسبانيا والبرتغال،ما زال لم يحدد بعد.وقال إن البلدان الثلاثة ما زالت تعد ملفها،الذي ستقدمه للفيفا قريبا،وأن المنظمة الدولية ستصدر قرارها النهائي في يوليو المقبل.

وذكر بلقاسمي أن الملعب الكبير وحده ليس كافيا لضمان الفوز باحتضان المباريات النهائية،إذ يتطلب الأمر إعداد أربعة ملاعب كبرى إضافية لاحتضان التداريب،مشيرا إلى أن الدار البيضاء أطلقت ، في هذا الإطار،العديد من الأوراش التي تستهدف ترقية الملاعب الموجودة كملعب محمد الخامس ومركب الأمل الرياضي، في هذا الإطار.

وأشار بلقاسمي إلى أن المغرب يستعد أيضا لاحتضان كأس الأمم الإفريقية في 2025،والتي ستشكل اختبارا قويا لمؤهلاته وبنياته الرياضية،وحافزا لتسريع وتيرة إعداداته واستثماراته في هذا السياق،سواء في الدار البيضاء أم في مدن أخرى.

من جانبه ، أشار عبد اللطيف معزوز، رئيس جهة الدار البيضاء -سطات، إلى أن سنة 2030 تكتسي أهمية خاصة بالنسبة للمغرب ككل،كونها تشكل ملتقى العديد من الأوراش الكبرى للمغرب في مختلف مجالات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية،بالإضافة إلى تلاقي الاستراتيجيات التنموية الكبرى في الفلاحة والطاقة والصناعة وغيرها. وأوضح أن التكلفة الاستثمارية لإجمالي للمشاريع المبرمجة في الأوراش الملكية الكبرى وحدها تناهز 100 مليار دولار، أي ما يعادل سنة من الناتج الداخلي الإجمالي للبلاد.

وقال معزوز "هذه الاستثمارات تعادل معدل نمو اقتصادي بنسبة 6% في السنة،وتقدم دفتر طلبيات ضخم للشركات المغربية والأجنبية".وعبر عن أمله في أن تنال الشركات المغربية أكبر حصة من هذه الصفقات،مضيفا أن المغرب يستعد على قدم وساق ليكون في الموعد مع كأس العالم الذي أعطى زخما إضافيا للمخططات التنموية للبلاد.

من جهتها،تحدثت عمدة مدينة الدار البيضاء،نبيلة الرميلي،عن استعدادات المدينة لاستقبال الحدث الكروي وجعله قاطرة للتنمية في مجالات التنقل والسياحة والترفيه والرياضة.ومن أبرز المشاريع التي تحدثت عنها عمدة المدينة،تطوير وترقية النقل المشترك بمختلف أصنافه في الدار البيضاء، ومضاعفة طاقته لتصل إلى 2 مليون شخص في اليوم.

وأشارت الرميلي إلى تسريع إنجاز أشطر جديدة من الترامواي،ومن النقل بالقطارات في ضاحية المدينة،وتوسيع شبكة الباصات.وأوضحت الرميلي أن المدينة أطلقت العديد من المشاريع الأخرى منها تسريع تأهيل وتوسعة البنيات التحتية الرياضية الموجودة وإنشاء أخرى جديدة، إضافة إلى تعزيز العرض السياحي، مشيرة على الخصوص إلى تسريع إنجاز المشاريع المتعلقة ببعض نقاط الجدب السياحي التقليدية كحديقة الحيوانات بالدار البيضاء، وسوق "مارشي سانترال" التاريخي الذي سيتحول إلى قطب كبير لفنون الطبخ.

في السياق ذاته،أعلنت الرميلي عن إبرام المدينة أخيرا لاتفاقيات مع وزارة الثقافة المغربية بهدف تعزيز العرض الثقافي للمدينة،إضافة إلى اعتماد مجموعة من المبادرات لإطلاق مهرجانات متنوعة في الدار البيضاء.

من جانبه،شدد عبد الحميد عدو،الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الملكية المغربية،على الأهمية التي يكتسيها العرض السياحي في إطار تنظيم كأس العالم وإعداد متطلبات نقل واستضافةالجمهور القادم من العالم أجمع خلال هذه الفترة.وقال "الحدث لايقتصر على مباراة تجري في ملعب. بل علينا أن نفكر في كل شيء ونتكفل بالزائر منذ دخوله في المطار إلى لحظة مغادرته".

وبخصوص النقل الجوي،أوضح عدو بأن المغرب منهمك في تعزيز عرضه وترقيته.وأشار،بخصوص الاستعداد لتنظيم كأس الأمم الإفريقية في 2025،إلى أن شركة الخطوط الملكية المغربية تغطي حاليا ثلثي القارة الإفريقية،وأنها بصدد فتح خطوط رحلات جديدة باتجاه عواصم ومدن إفريقية كبرى خلال الأيام المقبلة.