إيلاف من لندن: تعيش النساء سنوات في حالة صحية سيئة أكثر من الرجال، حسب دراسة الفجوة الصحية بين الجنسين، وفقاً لدراسة نشرت تفاصيلها صحيفة "الغارديان" البريطانية.

وفي حين يتأثر الرجال بصورة أكبر بالظروف التي تسبب الوفاة المبكرة، فإن النساء يعانين من مستويات أعلى من المرض والإعاقة، ويتعايشن مع المرض لفترات أطول مقارنة مع الرجال.

وبصفة عامة تعيش النساء فترة أطول من الرجال، ولكنهن يعانين من اعتلال الصحة لسنوات أطول، وفقا لتحليل عالمي للفجوة الصحية بين الجنسين، يقول الخبراء إنه يؤكد الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات لتعزيز صحة المرأة.

وجد الباحثون أن الحالات غير المميتة التي تسبب المرض والإعاقة، مثل مشاكل العضلات والعظام، ومشاكل الصحة العقلية، واضطرابات الصداع، تؤثر بشكل خاص على النساء.

وفي الوقت نفسه، يتأثر الرجال بالظروف التي تسبب الوفاة المبكرة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض الجهاز التنفسي والكبد، وكوفيد-19، وإصابات الطرق.

المرأة.. حياة أطول
تستمر الفروق الصحية بين النساء والرجال في التزايد مع تقدم العمر، مما يترك النساء يعانين من مستويات أعلى من المرض والإعاقة طوال حياتهن، حيث أنهن يميلن إلى العيش لفترة أطول من الرجال.

تتمتع الإناث بحياة أطول ولكنهن يعشن سنوات أطول في حالة صحية سيئة، مع إحراز تقدم محدود في الحد من عبء الحالات التي تؤدي إلى المرض والإعاقة، مما يؤكد الحاجة الملحة إلى مزيد من الاهتمام بالعواقب غير المميتة التي تحد من الوظيفة الجسدية والعقلية للمرأة، وخاصة في مرحلة الطفولة.

وقال سوريو فلور بأن الاختلافات بين الجنسين يمكن أن تؤثر بشكل عميق على الحالة الصحية.

ويضيف:"إحدى النقاط الرئيسية التي تسلط عليها الدراسة الضوء هو كيفية اختلاف الإناث والذكور في العديد من العوامل البيولوجية والاجتماعية، مما يؤدي إلى تعرضهم للصحة والمرض بشكل مختلف في كل مرحلة من مراحل الحياة وعبر مناطق العالم المختلفة".

"يكمن التحدي الآن في تصميم وتنفيذ وتقييم طرق مدروسة بشأن الجنس لمنع ومعالجة الأسباب الرئيسية للأمراض، والوفيات المبكرة".

الأمراض المميتة "رجالية أكثر"
وجدت الدراسة أنه بالنسبة لـ 13 من أصل 20 سببا للمرض والوفاة، بما في ذلك كوفيد-19 وإصابات الطرق ومجموعة من أمراض القلب والجهاز التنفسي والكبد، كان المعدل أعلى لدى الرجال منه لدى النساء في عام 2021.

وقالت غابرييلا جيل، المؤلفة الرئيسية للدراسة، من معهد القياس والتقييم الصحي: "من الواضح أن الرعاية الصحية للنساء تحتاج إلى أن تمتد إلى ما هو أبعد من المجالات التي أعطتها النظم الصحية وتمويل البحوث الأولوية حتى الآن، مثل المخاوف الجنسية والإنجابية".

"إن الحالات التي تؤثر بشكل غير متناسب على الإناث في جميع مناطق العالم، مثل الاضطرابات الاكتئابية، تعاني من نقص كبير في التمويل مقارنة بالعبء الهائل الذي تسببه، مع تخصيص نسبة صغيرة فقط من الإنفاق الحكومي على الصحة على مستوى العالم لحالات الصحة النفسية.