اعاد وزير خارجية الاردن، التأكيد على التصريحات النارية لجلالة ملك الاردن الملك عبدالله الثاني، في وجود مخطط ايراني لاقامة مثلث شيعي يضم ايران وسورية ولبنان بالاضافة الى العراق.

ان تخطط ايران لمثل هذا الامر، فليس بالامر المستبعد، ولكن ان يتم اتهام شيعة العراق او غالبية شيعة العراق بالدخول في هذا المخطط، وهذا ما يستشف من تصريحات المسؤولين الاردنيين، فنعتقد انه مبالغة ومخاوف في غير محلها، وذلك لان شيعة العراق توحدهم شيعيتهم وعراقيتهم، ولكن تقسمهم ميولوهم السياسية التي تمتد ما بين اقصى اليسار الى اقصى اليمين مرورا بالوسط اليبرالي، فكل هذه التلاوين السياسية لا يمكن ان تدخل ضمن المخطط المزعوم، الا اذا يراد من خلال هذه التصريحات التي يستشف منها الرائحة الطائفية، دفع الشيعة الى الاختيار بين الاستسلام للارهابيين الطائفيين، او الارتماء في احضان ايران التي احتضنت الكثير من قياداتهم عندما تعرضوا للابادة، وتناسى العربيون عروبة الشيعة، وكان العروبة ممثلة في سنة العراق.

نود ان نقول لجلالة الملك ووزير خارجيته، لو كنتم حقا تخافون على العراق والعراقيين، لعملتم على ضبط الارهابيين الطائفيين الذين يبيعونكم شعارات بالية، انتم اول من عان منها، يجب ان تدرك ايران وسورية والاردن وكل دول الجوار، ان هنالك عراق في طور تأسيس، يحاول ابنائه ان يكون عراق العراقيين، بكل تلاوينهم وميولهم، فواجب هذه الدول مساعدة العراق، وليس اشعال المزيد من النيران فيه.

ان مصالح هذه الدول في العراق لن تحفظ الا عندما يقفون مع العراقيين المتطلعين الى بناء دولة عصرية تقدم لهم مختلف الخدمات التي هم بأمس الحاجة اليها.

ان للعراقيين اولياتهم، وهذه الاوليات لاتتنافي او تتناقض مع دول مصالح دول الجوار، الا اذا كانت دول الجوار تهتم بتصدير ايدولوجيوات عفى عليها الزمن وثبت فشلها الضريع بدلا من بناء دول ديمقراطية وتوفير المستلزمات الضرورية لرفاه مواطنيها.

ان سلخ العراق من محيطه سيكون نتيجة للسياسات التي اتبعها ويتبعهاهذا المحيط تجاهه، هذه السياسية المبنية بشكل قصدي على تفضيل طائفة دينينة معينة، واتخاذ موقف مسبق من طائفة اخرى رغم انها الاكثرية.

ان العراق الذي نريده ويريده غالبية ابناءه هو العراق الذي لا تحدد الايديولوجيا مصالحه، بل التنمية والتطور وتراكم ثروات ابناءه.

ان مثل هذه التصريحات تخلق فجوة واسعة بين العراقيين ودول الجوار من الصعب ردمها، فالتواصل هو طريق ذو اتجاهين، ليس المطلوب من العراقيين اثبات حسن جوارهم، بل المطلوب من الجوار اثبات حسن نياتهم، لانهم طول فترة معاناة العراقيين وقفوا متفرجين، وشامتين ومستفادين من هذه المعاناة، ان العراق سينسلخ من المحيط العربي، اذا كان هذا المحيط يعني مساندة عودة الدكتاتورية، ويعني ان تكون غالبية العراقيين مواطنين من الدرجة الثانية. لقد حان الوقت الذي يجب على المحيط العربي ان يعيد حساباته، ويقف الى جانب الشعب العراقي في تطلعاته لبناء الوطن وازالة الغبن والمساواة والسلام مع الذات والمحيط.