أود أن أعرض هذه المقاله من خلال جريدة إيلاف الإلكترونيه بأمل أن نرى معظم بلادنا العربيه ومن ضمنها سورية الشقيقه وقد تعرفوا على أفضل السبل و أسرعها لمعالجة التراكمات السابقه من قصور في جوانب التنميه والإقتصاد والوصول إلى ما يتطلبه واقع القرن الواحد والعشرين من إندماج وتوافق في هذا العالم الذي أصبح يعرف بالقريه الكونيه:
أولاً: سوريا ُغيبت إقتصادياً و إجتماعياً لأكثر من 35 سنه.
ثانياً: في حديث قريب لفخامة الرئيس بشار الأسد قال ما نصه " نحن دوله فقيره" " حتى الآن لايوجد لدينا بنوك خاصه " .
ثالثاً: أود أن أستفسر هل الخلل في الشعب السوري أم في صاحب القرار؟
فأحياناً يكون الشعب هو الذي يضطهد الحكومه، مما يخلق رد فعل عنيف معاكس يقوم بدوره صاحب القرار بالإمعان في إذلال الشعب إلى درجة القهر هناك نماذج لذلك في بعض من الدول العربيه.
رابعاً: هناك مقوله " أن السوريين يخافون المخلوق أكثر مما يخافون الخالق"، إن كانت هذه المقوله حقيقيه فالخلل إذاً يكون في الأمه.
خامساً: هناك مقوله " نحن السوريين أمه مميزه " ، " السوريين لا بد أن يقودوا العالم العربي" ، إذا صحت هذه المقولات فالخلل إذاً يكون في صاحب القرار الذي لم يهتدي الى معرفة طريق التنميه في الداخل و لم يعرف كيف يخلق علاقات متوازنه في الخارج.
سادساً: حل مشكلة سوريةلا يوجد في الصين أو إيران بل يوجد في فهم الواقع بكل أبعاده.
سابعاً: يجب على سورية أولاً و قبل كل شئ أخذ الجرعات الدوائيه الـ 18 التاليه وبصفه عاجله ليتم إعادة بناء و تجديد الوضع السياسي و الإجتماعي و الإقتصادي :
1- الإقتناع بأن سورية جزء من العالم.
2- الإقتناع بأن سورية تتبع القرن 21 وليس القرن 21 يتبعها.
3- الوضوح و الشفافيه و المصداقيه.
4- الأمور في سورية لا تحتاج إلى إبطاء في عجلة التنميه فكلمة التريث لا مكان لها الآن.
5- العمل و على مدار 24 ساعه على الجبهتين الداخليه و الخارجيه بإخلاص و تفاني.
6- البدء فوراً و بشكل عاجل في تخفيف القيود عن المواطن السوري .
7- تعزيز الكرامه في النفوس لكل من المسؤولين و المواطنين ومحاربة التسلط و الإبتزاز والرشاوى والفساد الإداري .
8- البدء بتدرج بتذويب حزب البعث و التخلي عن مبادئه تماماً و خلال فتره زمنيه لا تتجاوز ثلاث سنوات.
9- خلق أجواء ثقه و مصداقيه مع الدول العربيه و بناء جسور التواصل معها و مع الدول الأوروبية و الولايات المتحده و معرفة الواقع السياسي و أن السياده قد لا تكون متكامله أحياناً و أن دول العالم و الذي يبلغ عددها 191 دوله تقريباً ،فعدد الدول المؤثره منها هي في حدود عشرين دوله و الــ 171 دوله الأخرى تدور في فلك الدول المؤثره أي أنها تابعه و تختلف درجات التبعيه لتحقيق المصالح المشتركه في السياسه الدولية.
10- البدء في تأهيل الشعب السوري إجتماعياً و نفسياً ليتواكب مع المسيره ويتعايش مع الواقع الفعلي.
11- إلغاء كافة القوانين التي تعيق و تعقد الحركه الإستثمارية.
12- خلق نظام تنافسي بين محافظات سورية بمعنى إعطاء فتره تحدد مثلاً بأربعة وعشرين شهراً تعطى فيها صلاحية لا مركزية لتلك المحافظات من خلال القطاع الخاص دون تدخل من قبل الحكومة المركزية إلا فيما يلزم .
13- الإستعانة بالشركات الإستثمارية و ذلك لتقديم التسهيلات مثل الشركات في المملكه العربيةالسعودية ورؤس الأموال في المملكة و الإمارات العربية المتحدة.
14- إعطاء الأولوية:
أ- محاربة الفقر. ب- التأهيل الإجتماعي. ج- الصحة. د- تعزيز القطاع الخاص
هـ - التعليم . و- الزراعة. ز- الطرق.
كل هذه الأمور لا بد أن تتم و تتماشى مع بعضها البعض و في آن واحد، وبالجد والتفاني و الإخلاص.
سنرى إنشاء الله سورية جديده بحلول عام 2010
15 - التحدث بالعقل و رؤية الواقع بعيداً عن الإنفعال و ضيق الأفق. و كذلك رؤية الواقع العالمي من كافة الأبعاد وأن معظم الأمور إن لم يكن كلها فهي مبنيه على المصالح المشتركه.
16- إبقاء على علاقات متوازنه بعيداً عن الشعور بالتفوق والتعالي أو الرغبة في الهيمنة و دون إنتقاص للآخرين في الأسرة العربية أو الدولية وعدم عقد أي إتفاقات سرية حليفة مع دول إسلامية أو غيرها بقصد التعاون في ما يخدم مصلحتهم ولا ينظرون إلى الأضرار التي قد تلحق بالآخرين.
17- فتح مكتب إستشاري تخطيطي في المملكة و الإمارات تحت مسمى ( المكتب الإستشاري و التخطيطي لبناء سورية الجديده) يكون مقره الرياض و له فرع في أبوظبي، وتعقد الإجتماعات الدورية مرة في المملكة و مرة في أبوظبي يحضرها مندوبين من الجهات ذات العلاقه بسورية لتجنب أي ضغوط من المتنفذين هناك.
18- خلال سنوات البناء القادمه من 2005الى 2010 على سورية السير على نهج واحد وأن تنأى بنفسها عن أي تدخلات أو خلق مشاكل و تبعد نفسها عن المهاترات الإعلامية أو التصريحات النارية غير المحسوبة.
هذا ما رأيته كدواء عاجل لإصلاح ما أفسده الدهر و هذه وجهة نظر و لا شك أن للآخرين وجهات نظر أخرى قد تختلف أوتتفق.
ملاحظة:
أنا لم أغفل أن سورية دولة مواجهة وأن لها أراض محتلة و لكن هذا لا يعني أن نترك الأهم و نطبق المهم فكلاهما أهم من الأهم بمعنى لا يعقل أن نوجه 75% من ميزانية الدولة بحجة دعم المجهود الحربي طوال الثلاثين عاماً الماضية، ولاشك أن الإعداد و الإستعداد وحماية الوطن أمر في غاية الأهميه ولكن مراعاة الجوانب الإجتماعية و التنموية هي لها أهمية قصوى كذلك.
ناهيك أن إستراتيجيه الحرب و السلام في الشرق الأوسط قد تغيرت منذعشرين سنة.
آمل من أي شخص سيشارك بمداخلة في هذا الموضوع أن يحكم العقل أولاً ويترك عنه الإندفاع والنقد الهدام وأن ينظر بمنظار العاقل المتزن إلى وضع الشقيقة سورية و إلى بعض الدول الشقيقة الأخرى التي كانت تتبع المعسكر الإشتراكي و ألا تأخذهم العاطفة أو النظرة بمنظار أيدولوجي فكما يعلم الجميع قد شهدنا وفاة القومية العربية وقد تم دفنها تماماً تلتها وفاة الناصريه تبعها إنتحار حزب البعث في بداية التسعينات ثم وفاته ودفنه، فهل نرى سورية جديده عام 2010 متألقه إقتصادياً وسياسيا وإجتماعياً وأنها قد قذفت بالإشتراكية وشوائبها في نهر بردى.
و شكراً...
[email protected]
التعليقات