قررت وزارة الخارجية الكندية إرجاء فتح سفارتها في بغداد لدواع تتعلق بسلامة السفارة ومنتسبيها لحين إستتباب الأمن وإزالة كل مظاهر العنف هناك.
فالقرار كان صائبا كخطوة إحترازية لمعالجة أمر قد يستوجب القيام به إذا ما حملناه على محمل الجد وابتعدنا عن التفسير الموضوعي للواقع المعاش في العراق .
إلا أن الصوره المرسومة على جدار الواقع العراقي مشوهة وتحمل عدة أوجه متباينة الرتوش.
لأن هذا الواقع هو واقع مفروض على شعب العراق من الخارج بتدبير دولي وإقليمي. فلو أحصينا حالات الأرهاب من تفجير وقتل واختطاف وغيرها، سنجدها وبأعلى نسبة هي من عمل عناصر أجنبية تسللت الى الداخل لتصفية حسابات سياسية أو مذهبية لا تتلائم وطبيعة البنية الأجتماعية أو الدينية أو السياسة للشعب العراقي. صحيح هناك زمر خاسرة من أتباع صدام التكريتي قد تقوم ببعض التجاوزات لكن هذه الزمر لم تعد قادرة على القيام بعمليات إنتحارية تفتك بأرواحها وتمزق أجسادها كالتي تقوم بها تلك العناصر المستورده من أتباع القاعدة الأرهابية أو التيارات المتشدده الأخرى.
لقد أدرك العراقيون الكنديون حقيقة هذا اللغز ، وهم يتحركون مع حركة المصلحة الوطنية العليا لكلا البلدين، العراق البلد الأم ، وكندا البلد الذي لم شمل الأحبة من العراقيين ، وآوى طلاب الحرية.فلو أدركت وزارة الخارجية في أوتاوا عجز الأجهزة الأمنية العراقية ( وهو محال) لحماية السفارة ومنتسبيها في بغداد فأن العراقيين الكنديين ومن واقع تلك المصلحة هم قادرون على والتطوع والمشاركة بالذهاب الى الوطن الأم للقيام بدور فعال وأساسي لحماية منتسبي سفارة بلدهم الثاني كندا وبأقصى المسؤولية. الأعلان عن مثل هذا التطوع يجعل القائمين عليه في الصف المتقدم مع المضحين والمتفانين من أجل كندا ، كبلد عشناه في نفوسنا واقعا حلوا أو مرا بحيث لو إبتعدنا عنه لا يمكن تعويضه.
ومثلما نأمل من كندا أن لا تضيع حقوقا لنا ، فأننا وعلى محمل الجد لا نفرط بالقيام بواجبات علينا يستوجب تجسيدها بما هو مطلوب. وبهذا الاتجاه نأمل من حكومة كندا أن تتسابق مع المتسابقين في فتح أبواب سفارتها في بغداد المحبة والسلام مشاركة منها في بث روح الطمأنينة لدى الآخرين وحتى لا تثبط عزائمهم.

كاتب عراقي – كندا
[email protected]