في اشارة الى احتمال اشتراك، او حتى معرفة ايران بالهجمات التي نفذها تنظيم القاعدة الارهابي على الولايات المتحدة الامريكية في 11ايلول (سبتمبر، يقول التقرير النهائي للجنة التحقيق بهجمات 11 ايلول، ان الحكومة الايرانية اصدرت تعليماتها الى حرس الحدود، لكي لا يضعوا الطابع الايراني على جوازات سفر انصار بن لادن، عند عبورهم الحدود، وبالطبع ذهابا وايابا.

ان بعض المتشككين، يضع علامات استفهام حول امكانية مشاركة ايران في العملية، بحجة انه ليس هنالك من ادلة دامغة حول المسألة، كما ان ليس من ادلة اصلا عن معرفة الايرانيين بنوايا انصار بن لادن.

ان ما لم يقله المتشككين عن غاية هذا الامر، اي لماذا اصدر المسؤولين الايرانيين الامر لحرس الحدود، ونحن نعلم ان هنالك ما يكفي لخلق حالة العداء بين الطرفين، اي الايرانيين وبنلادنيين، فانصار بن لادن هم الحلفاء الوحيدون، لطالبان التي وصفتها ايران دائما بالحركة الردجعية والمشوهة لصورة الاسلام، كما ان انصار طالبان كانوا السبب المباشر في قتل الدبلوماسيين الايرانيين في مزار شريف، هذا ناهيك عن اضطهاد والتنكيل باقلية الهزارة الشعية من قبل طالبان، كما ان هنالك دلائل كثيرة على ان طالبان وجماعة بن لادن، لا يكنون الود الكثير للشيعة عموما، فهناك الكثير من الاسباب التي صنعت الحداد بين ايران وبن لادنيين، الحلفاء المباشرون لطالبان، فيا ترى ما هي مصلحة ايران في هذه الاريحية مع بن لادن وانصاره؟

وبالطبع لا يعقل ان يقوم حرس الحدود بادخال كل سعودي او خليجي او مصري او حتى عربي، عبر الحدود، بمجرد ان يقول انه من انصار بن لادن، لان معنى ذلك ان تكون الحدود سائبة لمن هب ودب من رجال المخابرات والاستخبارات الدولية، وكذالك لمهربي المخدرات بانواعها، اذن من المنطقي ان كل من كان يعبر عبر الحدود ان يكون حاملا لما يثبت انتمائه لجماعة بن لادن، وهذا يعني بالضبط، ان التنسيق كان على امور معروفة، بحيث يتم تنحية الخلفات والعداوات جانبا في تلك المرحلة.

ان ايران بعدم تكذيبها امر امكانية مرور بعض انصارا القاعدة عبر حدودها، ستلجاء الى الحجة الممجوجة ذاتها، وهي طول حدودها مع افغانستان، ولكنها تنسى ان عبورها من اقصى الشرق الى اقصى الغرب، في رحلة الذهاب والاياب بين الخليج وافغانستان، هي مسافة طويلة، وينتشر على طولها المئات من نقاط التفتيش، التي لا يمكن ان يفلت منها جميعا انصار بن لادن، ما لم يكونوا محملين بكلمة سر معينة او الكارت الاخضر (كارت سبزي)الذي يسمح بالتحرك في ايران لحامله.

كما ان لايران اسبابا كثرة، لا تعد ولا تحصى، لمعاداة الولايات المتحدة الامريكية، وبرغم البراغماتية المعروفة عن المحافظيت الايرانيين، الا انهم لا يفوتون فرصة للانتقام حسب اعتقادهم، فالمحافظون الايرانيين، وهم الحكام الحقيقيين لايران، يحنون رؤسهم للعاصفة، الا انهم يخططون للانتقام من الشيطان الاكبر دائما، ان ما كشفه التقرير عن هذا الامر، ليس بالامر الساذج، فالاسئلة ستتوالد وتكثر وعلى ايران الاجابة، او التضحية بالكثير مقابل سكوت الشيطان الاكبر عنها، فما هي التضحياتالمطلوبة ؟ اعتقد اننا لن نطيل الانتظار.