احد الزملاء كتب في العزيزة "ايلاف" مقالة حول برنامج افتائي من على شاشة قناة فضائية مصرية. دعا فيه الشيخ الى زواج التسعاوية. اي البنت التي اصبح عمرها تسع سنوات. علماً بأن لوليتا في قصيدة نزار قباني، تتوسل بحبيبها، راجية منه الحب، لأن عمرها صار خمس عشرة، لا أن يعاملها كابنته كما هو فاعل.. !
في الدول التي نعتبرها كافرة، قوانينها لا تجيز الزواج قبل عمر الثامنة عشر، وإن حدث ومارس احدهم الحب مع واحدة دون تلك السن، يعتبر واقعة خطيرة، يعاقب جانيها بعقوبة مساوية لتلك التي يحكم بها على جريمة قتل.. وعندنا فالإلتزام بالشريعة الوحيدة التي مارسها السلف الصالح بالزواج من القاصرات، هي المحبذة والمطبقة عند الخلف الطالع ( الطالح ) دون غيرها من الحسنات القليلة !. استغرب الزميل من فتوى الشيخ ولكن فضيلة الشيخ لم يدعه يستغرق فيه ولعجبه فأغلق فاه بذكر السيرة النبوية وزواج الرسول من عائشة التي لم تتجاوز التسعة ربيعاً حينها.
قبل عام او اكثر. وعلى نفس شاشة القناة المصرية، تفضل احد فضائل الأزهر متفاخراً بالحب والمودة والمساعدة التي كان الأنصار يقدمونها للمهاجرين، الفارين من ملاحقة اهل مكة ( الكفار ) لهم قبل انتصار الفكر الإسلامي بالسيف عليهم. استرسل شيخنا الجليل قائلاً. عندما سمع الأنصار بنداء الرسول ( ص ) اليهم لاستقبال المهاجرين وتهيئة المأوى والمسكن وتقديم كل الدعم والعون لهم، خرجوا الى اطراف مدنهم كي يظفر واحدهم بواحد منهم على الأقل لينال بركات الإسلام ورسوله. وأضاف الشيخ المُهدي والمُرشد. ولما صار عند كل نصير، واحد من المهاجرين. انزلوهم ضيوفا اعزاء، كرماء في بيوتهم، وجعلوهم بمنزلة الإبن والأخ.
الى هنا ورواية شيخنا منطقية وعاقلة، ولكن اقرأوا بقية القصة. وبما ان غالبية الأنصار كانوا متزوجين مع اكثر من واحدة. ولفرط حبهم بأخوتهم المهاجرين، ذهب البعض منهم بالطلب من ضيفه المهاجر، أن ينظر الى زوجاته ويختار واحدة منهن كي يطلقها هو ويمنحها كهدية لأخيه في الأيمان، المهاجر ليتزوجها !! بالله عليكم، ايُقل هذا ؟ ! وهم الذين يكفرون من يلصق بالإسلام، اهانته للمرأة !!!
زميلي العزيز. لا تتعجب، فالعجب هو في ان تتعجب من حكاياتهم فهي الحقيقة المطلقة التي يريدوننا تجاوز منطق عقولنا وتصديقها حتى ولو كانت خرافية وإلا فنحن مارقون، زنادقة في عرفهم ويحق علينا القصاص. ألم تسمع داعية الخمس نجوم وهو يصف الخندق، وكيف تمكن ( 1500 ) نفر من المسلمين حفره في ( 15 ) يوماً. بمعاولهم وسواعدهم فقط؟! فلم تكن في صدر الإسلام، تقنية البلدوزرات والشفلات وسيارات الحمل. قد نصدق ذلك لو كان طول وعرض الخندق معقولاً. ولنقل مثلاً عرضه ثلاثة امتار وطوله، الف متر. ولكن الداعية، الداهية عمرو خالد، له غير هذا الكلام ( الساذج، الغبي ). فلديه الطول والعرض بالكامل. إذ قال. عرض الخندق ثلاثة كيلو مترات. اي ( 3000 ) متر. وعرضه خمسة عشر كيلو متر اي ( 15000) متر.
عزيزي. لا تستعجل باللطم على خديك مستغرباً، بل اسمع الى الآخر، عندها لك الحق في ( كفخ ) رأسك بكل قوة كلتا راحتيك، كما فعلت انا مستمعاً لتخرصاته!!
اتدري يا زميلي، ماذا كان طعامهم في كل ذلك الوقت. جميع ال ( 1500 ) مسلم ومعهم رسول الله. لقد تغذوا بدجاجة واحدة بحجم الفرخة وليست بحجم دجاجة ( اليومين دول ) المكبرة بالهرمونات، كما وصفها النابغة عمرو خالد. ومعها، وما ادراك ما كان معها. أتعلم ماذا ؟ قبضة شعير !! نعم فقط قبضة واحدة من الشعير !!!. الذي لا يصدق ما سردته عن لسان عمرو خالد، عليه أن يطلب من قناة إقرأ. محاضرة الداعية المودرن عمرو خالد عن معارك الرسول وحفر الخندق، ليتسلى...
لتمت لوليتا نزار القباني غيضاً. فعمر الخمسة عشر عاماً الذي هي فيه، لن يجعلها تنام في حضن الزوج الذي يحق لبناتنا التسعاويات الإنفراد به
ولتفرح ضرائر المسلمين لقصة الشيخ الجليل عن زوجات الأنصار، وليطالبن بسريانها اليوم للتخلص من الواحد لأربعة طوال العمر. ألم يملأوا فضاءآتنا بمقولة وجوب اتباع سيرة السلف، الصالحة لكل العصور والدهور ؟؟! اما داعية الخمس نجوم، فعليه استلاف نظارات جدتي، قد تساعده على تهذيب خرافاته لتجاري حكاويها، الحكيمة، الهادفة.


السويد