كتب الأستاذ علاء الزيدي، الإعلامي الإسلامي العراقي القدير، مقالاً في موقع كتابات معبأ بالهجوم من النوع الثقيل، على موقع ايلاف. بسبب ما نشره هذا الموقع المميز في انصاف العراق، من تقرير اخباري ورده من مراسله على ما يبدو في اليمن. يتضمن تقريراً أرسله محمد الخامري من صنعاء، يتناول ظاهرة حسين الحوثي ( المتمرد الشيعي) كما يحلو للكثيرين تسميته بهذه الصفة، متعودون على اطلاقها على أبطال الإنتفاضة الشعبية في العراق، عندما يريدون ذكرها بالتمرد الشيعي في الجنوب ضاربين عصفورين بل ثلاثة عصافير بحجر. فهم يقصدون إضفاء الشرعية على النظام الطاغوتي المنقرض أيام زمان، وبذلك فهم يحدون من الشعور الوطني لدى شيعة العراق عموماً، وكذلك حصر الإنتفاضة في مطنقة الشيعة حيث أن الإنتفاضة شملت أكثر من أربع عشرة محافظة من المحافظات الكبيرة، وهم بذلك ينحون منحى من يريد قلب الحقائق. يقودهم الحقد الطائفي الدفين، والكره التقليدي للعراقيين.
والمتتبع لموقع ايلاف وما ينشره عن العراق، يلاحظ التطور الكبير من قربه من حقائق الأمور التي تجري في العراق، بل وغير بعض مراسليه من الموقف التقليدي ضد العراق، الى الموقف الذي أسكت باطل الأقنية العربية بالتشويش على الموقف الوطني السائد في الساحة العراقية، على حساب ما سمي وما يسمى بالمقاومة العراقية ظلماً وعدوانا. لاسيما من خلال مراسلها العراقي الذي يبعث بين الفينة والأخرى واقع الحال العراقي من الداخل. وإذا عرفنا أن هذا المراسل العراقي شيعي واسمه عبد الرحمن الماجدي لتبين لنا أن ايلاف تعطي مساحات متساوية للتلون العربي الإعلامي مما يعطيها مصداقية النقل، ويبقى التحليل على القارئ النبيه ولن تسمح لنفسها التدخل في الأوضاع العربية المختلفة باختلاف الأوطان، والأديان، والتوجهات السياسة. حيث أن ناقل الكفر ليس بكافر كما يقال. فنحن لانقرأ رأياً لإيلاف، أو افتتاحية تعرض بها رأيها عن موقف سياسي لحكومة ما، أو دولة عربية ما، بل هي أصبحت ساحة تتلاقح فيها الآراء، وتتقاطع المصالح دون المساس بطائفة، أو التطاول على شخصية أو رمز وطني ما.
لكن مما اثار عجبي، هو الأستاذ علاء الزيدي حول ما كتب من كلام نابٍ، لا يستقيم مع خلقه الذي أعرفه عن قرب، ودماثة خلقه الرفيع، وتأريخه السياسي المتسم بالوداعة والرهافة والهدوء. والذي زاد من عجبي أكثر إنه يكتب في موقع كتابات، ولم يفارقه أبداً، وهو فيه من السب والشتم والقذف على العراق والعراقيين، ما لم تسمعه في الشارع، بل حتى في الملاهي الليلية الشعبية وما تتسم به هذه الأمكنة. لكنك تجده هو وعدد من الأقلام المرموقة المحترمة، مستمرين بالكتابة فيه رغم الطلب اليهم من الذين دعموا هذا الموقع، ثم آثروا الإنسحاب منه بعدما فتحت أبوابه على مصراعيها لمن هب ودب. حتى سب فيه نبي الأسلام وأهله بيته، ومس لفظ الجلالة بقدسيته بين الأديان، وشتم مراجع الدين ورموز العراق الوطنية من داخل وخارج العراق باسم الرأي والرأي الآخر، على طريقة الجزيرة القطرية . دون أن يبالي صاحب هذا الموقع لنصح يقدم له، أو نقد لاذع يدعوه الى الطريق الصحيح الذي يحفظ سمعة العراق، وشرف العراق، في مثل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها .
والذي، وكما يبدو أن الذي أثار حفيظة الأستاذ الزيدي هو تعرض المراسل من اليمن للدعم الذي قدمته ايران للحوثي. الذي دفعه تغيير مذهبه الزيدي، الى الشيعي الإثني عشري، وهي حقائق لمسناها نحن شيعة العراق عن قرب، وعرفنا خبث الجهات الإيرانية القومية الإتجاه . ومن باب الدفاع عن الحق فنحن كما قال الصادق عليه السلام لسنا من الذين نفضل أشرار قومنا على أخيار قوم آخرين. ولاينبغي أن نطلب من المذاهب الأخرى والشخصيات العلمانية، أن تكون شيعية أكثر منا نحن شيعة أهل البيت. بل لانحتاج أصلاً لمثل هذه التمنيات. فكفانا ما نملك من حجج وبراهين علمية تساعدنا على الرد على مخالفينا، وافحامهم. لأننا من الذين لانستوحش طريق الحق وإن قلّ سالكيه. وتاريخنا يعج بالأعداء، ودائرة أصدقائنا ضاقت، حتى دخل ضمنها الكثير من الايرانيين. فحسبنا الله وصدق نيتنا، وكنز تراثنا العلمي، وقوة حجتنا فيما نتحاور فيه، أو نختلف عليه، وبالتي هي أحسن. فكل ما يقال عن ايران لايشرفنا الدفاع عنه، بقدر ما يضيّق دائرة الأصدقاء، ويعطل خطى مسيرتنا التحريرية. وفي الوقت الذي أتقدم فيه بالشكر لموقف ايلاف تجاه العراق أرجو من الأستاذ ( الأمير ) علاء الزيدي أن يعتذر عما ورد في مقاله الذي أعتبره كبوة كباها في حالة غضب عاطفي. لأنني أعرف تماماً سعة صدره ودماثة خلقه، وخلفيته الثقافية الثرة. لهذا كله أدعوه ثانية للأعتذار .