بسمالله الرحمن ألرحيم
السيد خاتمي رئيس جمهورية اِيران ألمحترم
السلام عليكم ورحمة ألله وبركاته
تحية وبعد
سيدي أاكريم:
أضع هذهِ الرسالة بينَ يديكَ راجياً قراءتها قراءة المتفحص في سطورها، والمستنبط لمعانيها ودلالاتها متمنياً عليكَ أن لاتأخذَك ألعزة بالإثم فتدير لها ظهركَ معتبراً إياها حفنة من الهذر الذي يذر الرماد في العيون، فتخسر بذلكَ الحقائق التي يبحث عنها أي متعقل من أجل خلاص الناس من حوار البنادق الذي بدأ الآن يطغي على جميع الأصوات
لايخفى على سيادتكم أن العراق عانى كثيراً ليسَ من ظلم وظلامية الحكام الذين عبروا بخيولهم وعرباتهم، وقتلتهم على ترابه فحسب وانما عانى كثيراً من جاراتهِ اللواتي لم يرق لهنَّ أن يرينَ العراق عراقاً مشعاً نابضاً خلاقاً، وأول تلكَ الجارات بلدكم ـ اِيران ـ. حيث لم يمر عام علينا إلا وكان لنا معكم أكثر مما صنعَ الحداد ـ
فمنذ العهود الغابرة التي طواها التاريخ تحتَ حوافر خيلهِ والأطماع الإيرانية تهب على أرضنا على شكل موجات متعاقبة ما أن تنطفئ موجة حتى تعلو أُخرى وهكذا الحال منذ عهد كسرى أنوشروان مروراً بابن العلقمي والصفويين ثمَ بالشاه وأخيراً بثورتكم الميمونة التي نتمنى من الله أن يمدها بالتعقل لتلتفت للشعب الأيراني فتنهض بهِ حضارة وعلماً ومعرفةً وبناء
سيدي خاتمي:
إنكَ بالتأكيد وأفترض هكذا أقرب مني أاى قول أارسول الكريم محمد ( ص ) ـ أحب لأخيكَ ما تحب لنفسك ـ ولكن حينما نطبق هذهِ الفرضية وخاصة هذهِ الأيام على تصرف ألحكومة الايرانية إزاء الشعب العراقي لانمسك من مدلولالها ما يقودنا إلى معناها العظيم، فإن حكومتكَ ياسيدي، تثير الفتن داخل بلدي
العراق، حيث ترى في مقاتلة الأميركان على أرضنا حصانة للأراضي الإيرانية، وبهذا تقوم برمي تلكَ المقولة العظيمة في سلة المهملات، فلا قول لمحمد ( ص ) رادع لمؤمن ولا هم يحزنون كلٍ يسعى نحو ذاتيتهِ
وأنانيتهِ ويقوده عصابهُ الدموي لتدمير أي شيء حولهُ من أجل أن لا تسقط العمامة من فوق رأسه، أيصح هذا في دين محمد ( ص )؟
هل من مصلحة ألإسلام ـ الإيراني ـ أن يدمر الإسلام ـ ألعراقي ـ من أجل أن لا تُمس النار جبة فقيه؟
إعلم ياسيدي أن أميركا وأقصد ( ألشيطان ألأكبر ) تجركم نحوَ مقتلكم فهي ستفعل معكم مثلما فعلت مع أرعن العراق صدام حسين حينما ألقت لهُ باللحمة الكويتية فسعى خلفها لاهثاً حتى دخلَ في الوحل بقدميهِ والبقية تعرف أسرارهابالتأكيد أكثرمن معرفتي بها.
أليوم تقودكم أميركا، عفواً أقصد ـ ألشيطان ألأكبر ـ نحوَ نفس المصيدة، حينما تقوم بتجاهل تدخلكم في الشأن العراقي، تاركةً لكم الحبل على الغارب، لتكون النجف ومحافظات الجنوب مرتعاً لقواتكم واستخباراتكم ومقاتليكم المتسللين نحوَ حدودنا، وتترككم تفعلون ماتفعلون بنشوة المنتصر الواهم كتلكَ النشوة العابرة التي ملأت صدر ( صدام ألقاتل ) حينما اجتاحَ الكويت فوقعت الكارثة.
وها أنتَ ترى وعليكَ أن تستقرء الأحداث، لقد بدأت إثارة موضوع التسلح النووي الايراني، كخطوة أُولى لتهيء الراي العام ألعالمي لِتقبُلّ الضربة القادمة ألتي ستوقعها عليكم ثمَ أُنظر كيفَ إنها تجاهلت حدودكم
فتركتها مفتوحة معَ العراق لاستدراجكم نحوَ مقتلكم حيث ستعلن للعالم تدخلكم في الشأن العراقي الذي تعتبر نفسها مسؤولةعنهُ مسؤولية مباشرة بأقرار مجلس الأمن ألدولي ولذا يجب أن تقوم بواجبها لحماية العراق، وستترجم هذهِ الحماية برد صاعق يعود بايران إلى ماقبلَ النهضة الصناعية
سيدي خاتمي:
لمَ العباءة الايرانية، وأمسك يدكَ عن أرض العراق فان أمسكتها: سيتحقق هدفان من هذا الامساك
أولاً : تفويت الفرصة على أميركا وإسقاط الحجة لديها والتي تلوح بها ضد إيران
ثانياً : ( وهذا هوَ ألأهم ) يتوقف نزيف الدم المتدفق على الأرض العراقية لتسقط الحجة الأميركية ألتي تجعلها متمسكة في إبقاء جيوشها في الأراضي العراقية، بحجة أن الوضع في العراق غير مستقر
واعلم ياسيدي أن العراقيين، لم يستطع أن يروضهم من قبل سيف الحجاج، ولهذا سوفَ تعجز البندقية الأميركية أمام إصرارهم على الحياة الحرة الكريمة.
وختاماً أدعو لكَ بسداد الرأي
شاعر وصحافي عراقي مقيم في أستراليا
- آخر تحديث :
التعليقات