بالرغم منضرورة ايقاف تجاوزات جماعة مقتدى التي تفاقمت عند قتلهم اثنين من باعة الخمور تطبيقا لقانون محكمتهم الشرعية و تكدسيهم للسلاح المهرب من ايران وجلدهم وضربهم كل من ينتقد قائدهم ( الفذ) و تفجيرهم محلات بيع الخمور وغيرها، الا انه من غير المقبول اطلاقا ان يتم التعامل معهم بهذه الطريقة البشعة.
كان الاجدى بالحكومة ان كانت تحرص على تأ سيس جسور الثقة بينها وبين العراقيين عدم استدعائها لقوات الاحتلال واسلحتها الفتاكة لقصف المناطق الشعبية والمقابر وقتل الابرياء ليصبح الامر وكأنه مقاومة للمحتل.
بهذا السيناريو تكون استراتيجيات مقتدى قد نجحت بأثارة عواطف العراقيين والتعاطف معه، سيما وانه يتحصن في مكان تقدسه الشيعة جداَ، ويصبح مقدسا لدى كل المسلمين عندما يكون الخصم هو( الكافر ) الامريكي المحتل، فقد استهدف صدام هذا المكان بدباباته عام 1991 ولم نسمع عن سخط وغضب المسلمين في العالم كما نراهم الان.
ان مسئولية مايجري من مجازر في العراق تقع على عاتق قوات الاحتلال والحكومة العراقية ومقتدى. فالامريكان اعتادوا على اخماد اي استهداف مسلح بطريقة تعسفية جبارة. وهذه الطريقة الغاشمة بالتعامل قد تجبر الشعب علي الرضوخ والخوف لكنها لا تزرع الامل والثقة بنفوس الناس، وهو بالضبط مايحتاجه العراقي الان كعلاج سحري لمعظم مشاكل العراق. حيث يجب ان يسعى الامريكان بكل جهودهم لبث روح الثقة لدى العراقيين بحكومتهم المؤقتة وذالك بمنحهم دور اكبر بضبط امن البلاد ودعم الشرطة والجيش العراقي بالمعدات اللازمة،لا ان تتدخل بكل صغيرة وكبيرة بما يتعلق بالملف الامني بحجة ان الجيش العراقي غير كفوء حاليا ولا يملك معدات كافية.
فما هي المعدات التي يحتاجها الجيش العراقي لاعتقال مقتدى مثلا؟ ليقوم الجيش الامريكي بهذه المهمة التي استفزت جماعة مقتدىو تخطف هذه الاخيرة ستة من الشرطة العراقية وتتفجر الازمة بعدها.
وهنا تكمن مسؤلية الحكومة بطلبها من الجيش الامريكي المساعدة بردع اتباع مقتدى، لتكون النتيحة قصف سافر للمناطق الشعبية من قبل الامريكان.
على الحكومة الادراك ان العراقي الان مصاب ب(السلطة –فوبيا) نتيجة عقود من قمع الحكومات المتعاقبة مما جعله لا يصدق اي مرسوم حكومي. لذا عليها ان تعمل بجهود مضاعفة لكسب ثقته من خلال الاثبات الفعلي بانها تمتلك السيطرة على زمام الامور.وهذا لا يتحقق عندما يصول الامريكي ويجول بدباباته بالشوراع العراقية.
اما مقتدى فهو ايضا مسئول عن قتل المدنيين لمعرفته جيدا ان الجندي الامريكي يرد بعشوائية وتعسف على كل من يرمي باتجاهه وفي اي مكان كان ومع هذا فان اتباعه يتخفون بين البيوت والاسواق الشعبية ويستهدفون القوات الامريكية، وكذلك لزجه هؤلاء الشباب في معركة غير متكافئة مع الحكومة والامريكان بحجة تحرير العراق وانهم يهيؤون لقدوم المنتظر. فالمقاوم لا يطلب خروج المحتل من محافظة واحدة فقط –التي دخلها الامريكان مؤخرا- ولا يلجأ للهدنة عندما تشتد ضراوة المعركة ولا يحول الاماكن المقدسة الى ثكنات عسكريةولا يستدرج المحتل لحرب شوارع يقتل بها اكبر عدد من المدنيين.
على الحكومة ان تبث بعض من الروح بهيكلها وتوقف العمليات العسكرية فورا وتتفاوض مع مقتدي بصدر اوسع علي ان يحل جيشه ومحكمته، وتعوض المتظررين من الابرياء، وان تعاقب كل من يخرج علي القانون بنفسها وبلا تدخل امريكي.


[email protected]