في كل مرحلة من حياة الأمة الأسلامية ومنذ ولادة الأسلام فيها نرى المرجعية أو القيادة الدينية لها الدور الكبير والموثرالذي يؤدي غرضه الروحي والمنهجي معا عتد الفرد والأسرة والمجتمع، فهم أعضاء مكونين لتلك الأمة. ولو تمحصنا قليلا في صفحات التأريخ بقديمه وجديده لنستقرأ حقيقة قوة الترابط ما بين المرجعية عند المذهب الجعفري والأنسان المنتمي لهذا المذهب، سنجد قوة الأنتماء مترجمة بتقطيع الأوصال، والرؤوس، ودفن المنتمين أحياء، أو تعليق الرقاب على المشانق، أو السجون، ولن تنتهي عند أساليب الخوف ونقص بالأموال والمداهمات …. كل هذه الصور كانت تتكرر أبتداء من العهد الأموي أو العباسي أو الفترات المتعاقبة الأخرى كان الحاكمون الذين يرهقهم خط المرجعية أو القيادة الدينية يقومون بتنفيذها واتقانها بأسباب الأنتقام أو الطمع أو الأحتراز. فكان أشرس عصرين مرا حافلين بهذا اللون من الظلم وإلغاء الهوية والأنسان والأنتقاص من العدل الألهي هما عصر الحجاج، وعصر حفيده صدام التكريتي. في مرحلة من مراحل تأريخ المرجعية كانت مدينة (الحلة ) هي العاصمة لها، ثم كربلاء المقدسة …حتى إنتقلت الى النجف الأشرف حيث مرقد وصي رسول رب العالمين،الأمام علي بن أبي طالب عليه السلام. فبه تشرفت ومنه تقتات العلم والأيمان وتزدهر بهما. فالنجف أصبح عاصمة كل المسلمين الشيعة في العالم، ومحطة المرجعية، وقلعة الرفض والعنفوان والأباء، فثورة العشرين التي إنطلقت من النجف الأشرف بقيادة علمائها ضد الأنجليز المستعمر كانت نتاج الدور العظيم الذي تبنته المرجعية وحافظت عليه. وأما اليوم، أي ما بعد سقوط نظام صدام التكريتي وفي الأسابيع الثلاثة المنصرمة كانت سماء النجف يتصاعد فيه الدخان سحبا بفعل زحمة الأشتباكات الدائرة ما بين قوات الأحتلال الأمريكية من جهة، وميليشيا المهدي بزعامة السيد مقتدى محمد صادق الصدر من جهة أخرى وكادت أن تؤدي تلك المواجهات الى إنقلاب في موازين عسكرية أو سياسية قد لا نريد لها أن تنقلب. وفي الساعات الأخيرة والحاسمة وطأة قدم مرجع الأمة السيد علي السيستاني أرض وطنه العراق قادما من لندن ثم الكويت بعد تلقيه العلاج هناك ومثوله الى الشفاء بفضل الله تعالى ومنه ليعلن مبادرته السخيةالعظيمة كقائد ومرجع بوقف إطلاق النار حالا وإالتزام كلا الطرفين مع إنسحاب القوات الأمريكية من على ألأرض المقدسة … قالها بهدوء الزعيم الصامت والمحنك، وبشجاعةالأسلام العظيم حتى إنصاعت الأطراف المتحاربة وأعلنت إنصياعها. هذه المبادرة غلقت كل نوافذ الشر، وقصمت ظهر البعير، وأكمت الأفواه التي لا تريد السلام ولا الخير لهذا الشعب.. لقد إ نصاع الجميع إما بمحبة ورغبة أو بوجل وخوف. نتمنى على حكومتنا الوطنية أن تتفهم نتائج غضب الشعب، وجذور ولائه لمرجعيته الدينية كي تأخذ بهذه المبادرة الطيبة وتتلمس أهدافها وتعمل بها، فهي مبادرة مع الجميع من أجل الجميع، ونأمل من شعبنا بكل أطيافة العمل الجاد مع حكومتة الوطنية من أجل سلامة العراق أرضا وشعبا فهذه العلاقة ستكون سدا منيعا على الأشقاء الأقليميين من أهل الشر والدول الطامعة.
كاتب عراقي - كندا
[email protected]
التعليقات