نعم هى صحوة كبرى للوراء يدعو وينظر لها اباؤها بدأ من الشيخ الشعراوى رحمه الله والذى سجد لله شكرا بعد هزيمة وطنه عام 1967 مرورا بالشيخ القرضاوى الذى يفخر علانية- وعلى قناة الجزيرة وبرنامجه الملاكى- بالصحوة الاسلامية التى افرزت شكرى مصطفى واسامه بن لادن والظواهرى والزرقاوى واخرون من ابناء الصحوة وتلامذة الشيوخ العظام الذى وقف احدهم فى المحكمة- رحمه الله ايضا -
ليبيح دم المفكر المستنير فرج فودة كما يبشر بالصحوة الاسلامية الموعودة كثيرون من رموز الصف الثانى اصحاب دعاوى الحسبة والتفريق بين الازواج والدعاة الفضائيون الجدد.
تطورت الامور ولم تقف الصحوة عند الدعوة والتبشير والتنظير بل تجاوزتها بانشاء مؤسسة تفتيشية بقرار وزارى بعاصمة التنوير القاهرة المقهورة يقضى بالضبطية القضائية والمصادرة لأى فكر مخالف لفكر الصحوة الاسلامية واخرها مصادرة احد كتب المفكر الاسلامى جمال البنا وذلك بعد ان وصل لمحكمة التفتيش المسماة بمجمع البحوث الاسلامية كتابا – وللعجب- من قسم شرطة دسوق -محافظة كفر الشيخ- احد مدن الدلتا حيث تطوع الضابط الغيور على الصحوة الاسلامية فيما يبدو بارساله الى مجمع البحوث الاسلامية لممارسة دورها وتفعيل القانون والصلاحيات التى خولها لها المشرع المصرى مع الاسف وباقى القصة معروفة وتمت المصادرة مذيلة بتوصية ورأى لاحد اعضاء محكمة التفتيش.
و للمفارقة فبدلا من ان يصادر المجمع الاف الكتب التى تباع على الارصفة امام مساجد السلفيين وفى الميادين العامة -كميدان رمسيس - تحمل بشرى عذاب القبر والثعبان الاقرع وفتاوى التكفير وشرائط التحريض الدينى والتى تجدها مزدانة برسوم لشياطين وابالسة وثعابين ورؤوس مقطوعة، لم يتطوع ضابط من المصنفات الفنية مثلا او كضابط قسم شرطة دسوق بمصادرة او حتى ابلاغ مجمع البحوث الاسلامية بكتب وشرائط
الصحوة، من اللافت للنظر والذى لاحظته باطراد هو تسلل العديد من معتنقى الفكر السلفى الى مؤسسات الشرطة و الجيش....انها الصحوة.
ومن حديث المصادرة الى حديث الخطف ففى العراق تعددت حوادث الخطف للغزاة وبعض المتعاملين معهم من سائقين وعمال لا حول لهم ولا قوة و هذا مقبولا لدى البعض- ولم اكن انا منهم - على اساس انه شكل من اشكال المقاومة وارغام المحتل على الرحيل و لم يقف الامر عند هذا الحد بل وجدنا فتيان الصحوة وتلامذة الشعراوى والقرضاوى والغزالى وال شيخ وبن باز وكافة رموز الصحوة يخطفون صحافيين فرنسيين والواقعة معروفة للجميع بدعوى اثناء فرنسا عن بدء تنفيذ قانون حمل وارتداء الشارات الدينية فى المدارس الحكومية لتكتمل بذلك مظاهر الصحوة الاسلامية الكبرى..
وبعدها يتساءل الروائى علاء الاسوانى بجريدة العربى القاهرية لماذا يكرهنا الغرب وذلك بعد تجربة مريرة له مع روائية نمساوية استطاعت ان تلاحقة بالهجوم العنصرى على كل ما هو عربى ومسلم بل واكثر من ذلك انها اجتذبت اليها معظم الروائيين الموجودين بالمنتدى متضامنين معها وبقى فتانا وحيدا يواجه ويبرر ويحاول ان يشرح ما لاذنب له به.
ولا اعرف حتى كتابة هذه السطور مصير الفرنسيين هل سيذبحا ام لا وعلى اية حال فلقد تم ذبح العديد قبلهما وشاهدنا عبر الفضائيات رؤوسا متطايرة بفعل السيف الباتر تآسيا بجهاد السلف الصالح فى حربهم ضد الكفارفهذا أوان القطاف كما كتب الروائى محمود الوردانى.
المسئولية تقع على من؟ اقولها وبكل وضوح لا لبس فيه انها ليست مسئولية مرتكبيها المباشرين من فتيان الصحوة بل هى فى الاساس مسئولية مفكرى ومنظرى ودعاة الصحوة الاسلامية الذين لم يقدموا شيئا للامام ولم يظهر لهم مشروع حضارى او اسلامى كما يسمونه.. واعجب واتساءل فى نفس الوقت عن ظهور الدكتور عبد الوهاب المسيرى على شاشة قناة المجد السلفية الفضائية ليعلن تبنيه للمشروع الاسلامى ولم يقل لنا او يشرح اويدلنا على مفردات وادبيات المشروع الاسلامى النهضوى ومكوناته وعناصره علنا ننضم اليه ونواجه به الاخر الكافر المنحل او ليشرح لنا نجاحات مشرع الصحوة الاسلامية فى افغانستان والسودان فى مواجهة تيار الحداثة وما بعدها!
كما اسأل الدكتور محمد سليم العوة- وهو كاتب مصرى ومفكر محسوب على التيار الاسلامى المعتدل - كيف تبرر على قناة النيل الثقافية ممارسة العنف ضد المرأة مستندا للتراث الدينى بوجوب الضرب عند النشوز وهل تقبل على ابنتك المتزوجة من شخص البانى كما ذكرت ان تضرب وتهان.
وبشكل شخصى –محبة من الاخرين وهداية- تصلنى رسائل العديد من الاصدقاء والمعارف تحمل فكر الصحوة فعلى سبيل المثال يتحفنى احد الاصدقاء من وقت لاخر وعلى فترات متقاربة برسائل دعوية لرجل يدعى" عائض القرنى" هذا الرجل شاهدته على قنوات الصحوة ترتسم على وجهه ملامح الكره والبغض والنفور ويؤسفنى القول انه يذكرنى بمناظر كفار مكه فى الافلام المصرية القديمة،
وتحمل احاديثه دعاوى تحريضية شديدة الرجعية فهو طالبانى بامتياز.
الا تروا معى ان الكل مدان على كافة درجات تطرفهم وتفاوتها واحسبهم ممسكين بحبل واحد ويجمعهم صف واحد الفرق فقط فيمن يقف فى المقدمة او المنتصف او الخلف... كلهم مدانون والقادمسيء ومرحبا بالصحوة الاسلامية مشروعنا الحضارى للقرن الواحد والعشرين.
القاهره
التعليقات