في الذكرى الثالثة لأحداث سبتمبر، طُرحت الكثير من المناقشات و النظريات في الإعلام العربي، خصوصا في قناة العربية، و لو لا حظور الدكتور '' أحمد الربعي،، الكاتب الكويتي المعروف، لبقيت المناقشات تسير على نسق واحد، فالإعلام العربي حاول في الذكرى الثالثة لجريمة روّعت و أخافت العالم الترويج لنظرية (( المؤامرة )) و كان الإستفتاء الذي خرجت به إحدى هذه الفضائيات أدلّ دليل على كلامنا، حيث أعلن 95% من المشاركين في الإستفتاء '' أنهم يعتقدون أن هناك غير القاعدة لهم ظلع فيما حدث،، و كانت هذه النتيجة متوقعة بالنسبة إلي، فالعقلية '' المسلمة،، تربت منذ 1400 سنة على النظريات التآمرية و التحليل '' اللا واقعي،، لمجريات الساحة، ففي صدر الإسلام نسجت أول نظرية تآمرية و كان من صاغها أكثر إبداعا من مؤلف '' الف ليلة و ليلة،، أو '' كليلة و دمنة،، أو '' قصص عنترة العبسي،،!! فقصة (( عـــــــبد الله بن ســــــبأ )) لا تزال سائدة إلى اليوم، و رغم كل الإتقان و الحرفية التي أبداها '' ســـيف بن عمر التميمي،، لدور ابن سبأ المزعوم في ما يسمى بالـ( فتنة الكيرى )، إلا أن النظر و التمحيص العلميين لا يثبت أمامهما شيء، فقد صاغت المدرسة '' السُنية الأموية،، هذه الأكذوبة السبئية استجابة للهوى العام في '' تقديس و تأليه،، جيل الصحابة.." فالمعروف أن كثيرا من المنازعات نشبت بين مفهوم (( الإسلام )) حسب التفسير العلوي ـ امتداد النبوة ـ ذي الطابع الأممي، و الإسلام بتفسيره الأموي القومي العنصري.. و لأن بني أمية و أنصارهم من قريش كانوا في سدة السلطة، حاولوا تذليل كل شيء لدعم سلطتهم، حتى بتحريف التاريخ و التعامل معه كـ(( شيء قابل للصياغة )) و كان الأمويون و العباسيون ـ فيما بعد ـ يظنون أنهم سيحكمون " إلى أن يرث الله الأرض و من عليها " بالتالي كانوا في حاجة ماسة إلى تطويع كل شيء ليتناسب مع مصلحتهم في البقاء كحكّام مطلقي الصلاحيات، إن خرافة ابن سبأ كانت أول قصة إعلامية اختلقها الحكام المسلمون للحصول على أكثر من مكسب.. فمن جهة وصموا '' اليهود،، بالتسبب فيما جرى، و برئوا أكثر الصحابة و التابعين ممن تلطخت أيديهم بالدماء في سبيل الملك و الجاه، ثم أنهم شوهوا سمعة '' العلويين،، و شيعتهم ـ حيث تزعم اسطورة ابن سبأ أنه كان يؤله عليا عليه السلام ـ و هكذا دخل الشيعة في خانة (( الزنادقة و الملحدين )) و كانت هذه ذريعة كافية لقتلهم و تهجيرهم، لقد كثّر الفقهاء العاملون لدى سلاطين بني أمية و بني العباس و بني أيوب في البحث في موضوع الإسرائيليات، لكن لا أحد منهم تحدث عن الأكاذيب المسماة بـ(( العربيات )) و لا أدري إن كان هناك من سبقني إلى مثل هذا المصطلح، مشكلة المسلمين '' دائما،، أنهم حمير الحكام، يلعبون بهم كيف يريدون و يشاؤون، فمهزلة الخرافة '' السبئية،،
تبدو كخدعة طفولية