رسالة عزاء إلى الارهابيين ومن معهم من إرهابي مضادعلى خلفية الانتخابات العراقية30ك2-2005.
أعرف جيداً، أن رسالة العزاء هذه، لا تروي غليلكم، فقد تعودتم يومياً، أن تدحرجوا رؤوساً ما وسعتها أنفسكم، وتنتشوا بمنظر دماء ضحاياكم من كل جنس وعرق ولون، وهي تتناثرأو تترذرذ عالياً، وأنتم تلعقون شفاهكم وقد اصبطبغت بالأحمر القاني، أو وأنتم تمارسون في من حولكم خطفاً أو تنكيلاً أو تعذيباً، كما يملي عليكم الاجتهاد التديني، وأنتم تبثون رسالة الدم والاستغاثة بالله والصورالملتقطة المرعبة المشهد انترنتياً، أو عبر نسخ وصلونها إلى المتعاطفين مع قضيتكم العادلة، كما علمكم تاريخكم الجهادي الموجَّه، والتي هي قضيتهم – كما يبدو- تلفزيونياً أومن هو متشيع لكم في الجهات الأربع في التو والحال.
أعرف جيداً أن هذا اليوم(30 كانون الثاني2005) هو يوم أسود في تاريخكم لأنكم عجزتم عن تحقيق مآربكم في أقاربكم، رغم أنكم أعددتم العدة والعتاد، وأنكم ذهلتم، وأنتم عاجزون عن تحويل العراق " البغيض" في حاله الراهن إلى حمام دم، يختلط فيه دم العربي بدم الكردي بدم الآشوري بدم التركماني بدم الأرمني، دم الكبير القاني الذكر بالأنثى، بدم الصغير الفاتح الذكر والأنثى، ويفقد الجسد ملامحه وهيئته، فلا يبقى سوى مزق اللحم والعظم والأمعاء والشرايين والمصارين، وقد فقدت بدورها خصوصياتها، وانتماءاتها الإثنية والعرقية، ليكون الجميع زقاً في مزق، ليليق المشهد الساخن بجهادكم الأعظم عرس الدم الذي انتظرتموه طويلاً، أنتم ومن وراءكم، من أمامكم، ومن على يمينكم، ومن على يساركم، ومن فوقكم، ومن تحتكم، ومن داخلكم، ومن خارجكم، ومن صلكم بعون مادي ومعنوي من عنده : بشكل مباشر وغير مباشر، ولكن اليوم الموعود هذا، خيّب آمالكم، ضاعف ظن ن وكلوكم بتصفية من يرضى بالطغيان المتأسلم حسباً ونسباً، وأمدوكم بكل الامكانات اللازمة هنا وهناك. أعرف جيداً، أن التاريخ، بدءاً من هذا التاريخ ( المشؤوم) أفقدكم الصواب ورباطة الجأش اللذين تُعرفون بهما، وأنه رج من أيديكم ما كنتم تعتبرونه رهانكم في نفي أي تاريخ آخر، وأن الذين راهنتم عليهم، من كبار النفوس التي تتنشق لهواء الممزوج برائحة شي اللحوم البشرية إثر عمليا ت مفخخة وسواها، قد خذلوكم، ربما لأنهم ارتعبوا من حلقات مسلسل القتل المرعب اللامحدودة، أو لأن ( شبه وخز متبق ) في ضمير شبه محتضر فيهم، قد أماط اللثام ن هول المطلع، وفظاعة اللعبة، أو لأنهم استهلكوا كل قواهم، واستنفذوا حيلهم، فتراجعوا مذعورين.
أعرف جيداً، أن الأموال التي قبضتموها من صدام الكبير أو الصغير شخصياً، أو بالنيابة، أو ممن استخلفهم من بعده، في حال إذا صابه مكروه على أيدي ( أعدائه ) داخل العراق وخارجه، أو من يحل محله، حتى لا يقال إن عهد خلفاء الغي والطغيان والجبروت الأوحد قد ولى، أموال لا تأكلها النيران، ليس لأن القانون الفيزيائي الطبيعي بدوره، قد استنفذ بدوره طاقته الحرقية، وإنما لأن تدفقها لم يعد مجدياً، حيث الذين يحيلون أنفسهم إلى السوق السوداء، ويسكنون التاريخ الأسود، لم يعودوا قادرين على تحقيق الرغبات المطلوبة. أعرف أن كثيرين، ممن يشكلون امتداداً لكم، أو تشكلون أنتم امتداداً لهم، هنا وهناك، لم يبخلوا في الكشف عن مواهبهم، في ترويع العراقيين، سواء بعدم التصويت، أو بالتصويت لهذا أو ذاك، ممن هم محسوبون عليكم، أو هكذا ترونهم، أو تزكّونهم لأسباب لها علاقة بالتاريخ القريب والبعيد، وأن العراقيين أولئك ملزمون بالصمت المطلوب أو بالتصويت المرغوب، لأنهم – في مجموعهم- أكثر من سواهم في معرفة الموت بأسبابه المبتكرة، والظلم بمحرضاته ومكوناته المبتدعة، وأن المهادنة أحياناً خير وسيلة للأمان حين تُعدَم كل وسيلة اختيار.
أعرف أنكم حريصون جداً على الاسلام الصرفي، مثلما هم أخوتكم الدخلاء في الاسلام الحرفي، أعني الكرد، هم الهدف الماثل أمامكم، وأنكم تمنيتم من صميم قلوبكم أن تدوم دولة اسرائيل، دولة أبناء عمومتكم في الدين منذ عهود سحيقة، وأن تتسع حدودها أكثر مما هي عليه الآن، أن تذهب إليهم خيراتكم، وليس هولاء الكرد الذين
يحاولون الغدر بكم، والخروج عن طاعتكم، ورفض استعبادكم لهم، ومحاولة التمييز عنكم، وأنتم الذين تلذذتم طويلاً طويلاً يقتل رجالهم، وسبي نسائهم، وأخذ ذراريهم، وأن حلبجة التي هي مفخرة تدينكم وقربانكم البشري الكردي التقني بالجملة لإله خاص بكم،هي مأثرتكم العصرية( أعني العنصرية)، وكل الذين باركوا
لكم وفيكم من بني ألسنتكم ومذهبكم من الماء إلى الماء، والرعب كل الرعب هو أن
يتحول أبناء إماء (سليمان) أو ( الجان) أو ( الريح) أو (الهجناء) إلى شركاء
لكم، وفي هذا تكمن سخرية التاريخ، ومهزلة الأقدار، فلا يعود لكم عليهم سلطان أو
ائتمان، فتبقون أنتم محاربي ومقتتلي بعضكم بعضاً.
أعرف جيداً جداً، لكَم أنتم حريصون، كحرصكم على سكاكينكم المثلومة، تلك التي
تضاعف نشوتكم في ( نحر) ضحاياكم البشرية، من أمريكان، وانكليزكان وطليان وألبان
وكردان ومن هم من سلالة قحطان وعدنان رفضوا البقاء في ظلكم، وعلى رصاصاتكم التي
ادخرتموها لأيامكم السود باستمرار، حريصون على العراق، الذي لم يُعد يُلفَظ إلا
وحيداً، لم يعد العراق العربي، العراق العربي الاسلامي، العراق العربي
الاسلامي القريشي، العراق العربي الاسلامي القريشي العفلقي الصدامي اللادني
الزرقاوي القرضاوي المسفراوي.....الخ، وأنكم كنتم تعدون العدة الكبرى ليكون
تحرير فلسطين المحتلة من جنوب العراق وشماله، بعد أن تحرقوا فيه الأخضر
واليابس، لئلا يهنأ الطاغوت الأكبر: الأمريكي، ومن يمثل الاستكبار العالمي
بخيراته، وأن تحرير الجولان المحتل يمر عبر كردستان بعد رد كيد الكرد العصاة
إلى نحورهم، وأينما وجدوا، وأن كل بقعة عربية محتلة أو اسلامية خرجت من تحت
أيديكم، كانت بانتظاركم، بعد جهادكم التاريخي في العراق.
أعرف جيداً، أيها المجاهدون في قطع الرؤوس بلا تردد، وتكميم الأفواه سريعاً،
وتلغيم أي مكان دون تفكير في المضاعفات الجانبية، أنكم لستم وحدكم، وإنما أنتم
كثر كثير كثيرون عدداً ومدداً، وأنكم حتى الآن، ورغم الذي جرى، لا تصدقون أن
التاريخ سينقلب عليكم، فهذا ما لم تعهدوا يوماً فيه، وأن أخوتكم في التواطؤ
معكم من كل حدب وصوب، ساخطون، وقد أُسقط في أيديهم، وكنتم رهانهم يوم لا رهان
يحميهم أو يقيهم من مفاجأة الآتي، و( شره) المستطير، وأن لعبة التحكم عن بعد،
لم تعد مجدية، وأن فرقاءكم هم قاب قوسين أو أدنى من التعرية في أسمائهم الحركية
والفعلية، وصولاتهم وجولاتهم، ومسالكهم وممالكهم، وجحورهم وأوكارهم، وأن ( كش
ملك) هي المفردة المدوية التي تقلقهم في نهارهم، فما بالكم بليلهم/ ويلهم، وأن
السبل قد ضاقت بكم.
أعرف تماماً أن رسالتي هذه، في كل ما ذكرت، فيما تقدم من القول المشجون وما
تأخر، لا يمكنها أن تخفف مصابكم الجلل، في فقدكم لنموذج بطل كان أملكم في
بقائكم، أعني : صدام حسين، وأن صانع حيلتكم في المقاومة الباسلة في قتل من ليس
له حول ولا قوة، داخل العراق وخارجه، من خلفاء صدام، وعرابيه ووهَّابيه ودعاة
أفكاره الحجاجية المضاعفة، من المفتيين الفضائيين والمساجديين هنا وهناك،
والمعتبرين من آل البيت الفلوجيين وامتداداتهم مشرقاً ومغرباً، وأن الذين بكوكم
في مجد كان موعوداً على الجماجم الكوسموبوليتية، وأفصحوا بالعويل والصراخ عبر
الفضائيات العربية خصوصاً ذات الباع الطويل في تمجيد سفك دماء الآخرين (
الجزيرة نموذجاً)، ليس في وسعهم تعويض ما كنتم تتوقعونه في فتح فتوحكم، أعني :
ذبح الآلاف المؤلفة في يوم الحشر العراقي، أعني: ساعة قيامته في التاريخ
المغاير كلياً لتاريخكم، ولهذا، وكما أدرك تماماً أنكم تتلمسون رؤوسكم بخوف،
والهلع يتملككم من الداخل، أنتم ومن معكم، ممن استنسخوكم أو استنسختموهم في
الطغيان.
أعرف أنكم قد لا يهمكم كثيراً كثيراً ما أعرف، بقدر ما يعنيكم أن أعرف ما
تعرفونه، ولكنني أعرف هنا، ما أنا عليه، وهوأنكم تلزمون الصراط المستقيم في نفي
من يختلف عنكم، وأن المحبة هي الكلمة الطريدة الشريدة من قاموسكم الفقهي، وأن
كلمة( المرتد) هي المثلى في معجم ما استعظم من الألفاظ في قاموسكم/ ناموسكم
التصفوي.
لهذا لا أعتقد أن رسالتي ستصلكم، وأنتم في هول الصدمة، ولا أعتقد أنكم قادرون
على قراءتها، لأنكم لم تقرأوا، بقدر ما كنتم تلهون بمصائر الآخرين من ضحاياكم،
لهذا ليس لي إلا أن أقول : هنيئاً هو المصير الذي انتهيتم إليه، لأنكم
تستحقونه، لأنكم أنتم أنفسكم هكذا أردتم، أن تكونوا أعداء ألداء للحياة
وللديمقراطية.
ملاحظة1 :
نسخة إلى ابن لادن
نسخة إلى الزرقاوي
نسخة إلى القرضاوي
نسخة إلى كل الذين كانوا وراء قتل كل طفل بريء، من الصداميين والكيماويين
والدوريين وأشباههم ونظائرهم.
نسخة إلى كل من يسخط على هذه الرسالة
ملاحظة 2 :
يُحتَفظ بهذا الرسالة في أرشيف التاريخ.
التوقيع كاتب الرسالة بالذات
باحث من سوريا
التعليقات