الحريه لاتتجزء ومفهومها يتضمن حرية الأعتقاد والرأي وممارسة الحقوق المختلفه والتوقف عند حدود حرية آلآخرين وعندما يفرض ألآخرون معتقداتهم عليك فلا معنى للحريه... لن أجامل بموضوع حساس يتناول الدين وبنفس الوقت لاأهاجم بل أقول الحقيقه.
مثال، عندما يرفع ألأذان من عدة مكبرات للصوت وأنت غير معني بالصلاه هل هذا يعتبر تعديآ على حقك بالراحه الساعه الرابعه صباحآ؟
مثال آخر، هل أنت وأطفالك مرغمين على مشاهدة الدماء التي تسيل من رؤوس المطبرين في الشارع؟ ماهو رد فعل المتخصين بعلم النفس من إنعكاس هذه المناظر على تكوين مستقبل أطفالك؟
مثال آخر، الدين ملئ بنصوص التهديد والوعيد لمن لايصلي أو لايؤمن بتعاليمه، كأنسان هل أنت مرغم على سماع وقراءة هذه النصوص التي تتوعدك مجانآ أينما حللت؟
بعض الكتاب يضع الملحد بمصاف المجرمين مع إن الحقيقه غير ذلك في بلدان الحريات.... الملحد لايصدق دعاوى الدين ولكن ذلك لاينتقص من إنسانيته قيد شعره...ألاحظ في أوربا إن أكثر المتزمتين والمعادين للمهاجرين هم من المتدينين الكاثوليك وعلى العكس معظم منظمات حقوق ألأنسان والجمعيات ألأنسانيه التي تساعد ألأجانب وترسل المساعدات الى مناطق الكوارث هم من الملحدين وكلامي هنا ليس تعميمآ بل توضيحآ..
مشكلتنا ألأساسيه هي في النظره الثنائيه الحاده،أبيض وأسود ولا وجود للتدرج بينهما، الخير والشر،ألأيمان والألحاد ـ ألأيمان بماذا؟ لانعرف بل نضيع بجمل فضفاضه وكلام معسول! ـ، الكذب والصدق رغم إن كل أنسان لابد وأن يمارس الكذب ولكن أنواعه وأسبابه وتبريراته تختلف... علماء النفس يؤكدون إن ألأنسان السوي يكذب مابين 20 ـ 30 مره باليوم، كمصافحة من يصادفك ومجاملته والسؤال عن صحته رغم إنك لاتطيقه!!!... لازلنا لم ندرك وجود النسبيه في العالم المحيط بنا ولذلك نحقد أو نقدس شخصآ ما ولا مجال للموضوعيه لدراسة الظواهر.... هناك إستسلام قدري لتلقي الشروح الجاهزه الغيبيه ويمنع مناقشتها لأنها سماويه!
في الرياضيات معظمكم سمع أو درس نقطة ألأنقلاب في المنحنى،أجتماعيآ نستطيع أن نسميها نقطة اللاعوده... هذه النقطه بالضبط هي الفارق بيننا وأوربا أحترام معتقدات ألآخرين... عندما نتهم الملحد ونضعه بمصاف المجرم رغم إن أنسانيته قد وأكرر قد تتجاوز بكثير أنسان يتلبس الدين قولآ ومظهرآ هنا نكون قد حكمنا على أول مبدأ في الحريه بالموت...طبعآ ليس معنى هذا أنني أعتبر كل ملحد هو أفضل وأكثر أنسانية من رجل دين لكونه رجل دين لأن ذلك يضعني على الجانب آلآخر من النظره الثنائيه.
عالم الحريه وعاء كبير يستوعب الكثير من المفردات ولا يقصي من بيئته غير مرتدي الجريمه أما ماعدا ذلك وكل ما يستجيب للحاجه ألأنسانيه كالحب واللهو والأطلاع والمشاركه وحفظ ألأعتبار والجنس والغذاء والدواء وحق أبداء الرأي والأعتقاد...الخ فلا ضرر منها وليس هناك من يتطير منها لأنها حاجه أنسانيه مشروعه والحريه لاتتجزء وعندما يتم تشويهها لن.
تكون ضمن عالم الجماليات الروحيه
جواد كاظم خلف