لا يجب ان يغضب احد من موقف بعض فئات الشعب العراقي من الاردن فهذه الفئات حديثة العهد بالفكر والحرية التنظيم وقد بدأت تمارس السياسة منذ عام فقط وابتدأتها للاسف بالمراهقة .

قبل عامين رأينا الملايين تخرج مؤيدة لصدام حسين ثم رأيناها تخرج مؤيده للامريكان وهكذا دواليك حيث بوصلة الشعب العراقي تائهه منذ الحجاج الى الجعفري .

وهكذا لا نستغرب ان تخرج بعض الالاف تحركها العاطفة لا العقل غضبا على الاردن مع ان بديهيات الشأن العراقي تشير الى ان دول الجوار الاخرى هي التي صدرت الارهابيين الى العراق ولم نرى مسيرة تندد بذلك , فالامر اذا لا يعدو عن كونه أوامر من جهات عليا اصدرتها قوى معينة كما كان البعث يفعل وهكذا فامر المظاهرات لا يستحق التوقف عنده لان الشعب العراقي لم يصل مرحلة الرشد السياسي وهذا من أسوأ ما فعلة الطاغية صدام .

وما اود التوقف عنده هو اتهام الاردن بأنه معاد للشعب العراقي مع انه استقبل نصف مليون منهم وحماهم من بطش بني جلدتهم كما كان جسرا بين العراقيين والعالم واستطاعوا من خلاله ان يتنفسوا نسائم الحرية بدلا من رائحة البارود والبترول .

ونذكر لمن تنفعة الذكرى بأن الاردن ساهم بشكل او آخر في اسقاط صدام حسين وهو الدولة الوحيدة التي تدرب وتعيد تأهيل قوى الامن العراقية

واذا كان لا بد من الرد فأقول لداوود البصري ان ما تسميه كيان شرقي الاردن أسسه هاشميون كما اسسوا عراقا موحدا في بدايات القرن الماضي وهذا الكيان لا يتحدث فيه الشعب عن سنة وشيعة واكراد ومسائل عفى عليها الزمن ,وهذا الكيان تكدس على حدوده الاف العراقيين راجين الدخول اليه ونالوا ما ارادوا .

هذا الكيان يا داوود ليس فيه سجن ابو غريب ولا عدي ولا قصي ولا سياسيين يحملون جنسيات ايرانيه ولا يوجد معارضة خارج الحدود تتلقى اوامرها ووجباتها من احد .

في عام 1958 قتل الجهلة الاسرة المالكة وصارت العراق وكرا لكل شيء فاسد ولكن الاردن اعترف بالنظام الجديد ,, وفي عام 1970 دخلت بعض القوات العراقية الحدود الاردنية فطردت وسرعان ما نسي الاردن ما حدث وفي عهد صدام حسين مع اطماعة ومواقفه المتناقضة قفز الاردن على جنون صدام ايمانا منه وادراكا بان العراق جار أبدي تربطه في الاردن عرى العشائرية والدم والجغرافيا والمصالح .

واقول لاهل الحلة بأن العلم الذي دستوه – شئتم أم ابيتم – هو علم عربي هاشمي لا يستظل بأي قوة خارجية وهذا العلم فر اليه احرار سوريا ولاجئو فلسطين ومظاليم العراق وكل طالب علم وحق وحرية , وبعيدا عن الاردن نشعر بمرارة حينما نرى سياسيين عراقيين كثر بهذه العقلية والانفعالية ولا نستبشر خيرا بمستقبل البلد الشقيق واذا استمر الحال على ما هو عليه فان قادم الايام سيحمل عنفا وظلما ولاجئين جددا ونقول لاهل الحلة بانه سيكون مرحب بهم حينما يفرون الى الاردن ويستظلون بعلمه ، وكذلك داوود البصري .