منذ سقوط نظام العفالقة المجرمين وهم يحاولون بشتى السبل العودة إلى سدة الحكم، مرة عن طريق التسلل إلى الأجهزة الأمنية والحرس الوطني والتحول إلى عيون للإرهاب في هذه الأجهزة، و مرة من خلال الدعم المادي والمعنوي للعمليات الإرهابية التي تستهدف العراقيين بالدرجة الأولى بالرغم من الإدعاء بأن هدفها هو طرد المحتل كما يدعون. وحينما فشل البعث و أذنابه و في مقدمتهم الإرهاب السلفي المتطرف مدعوما من قبل هيئة علماء المسلمين التي تحولت إلى عدو لدود لطموحات الشعب العراقي في التحرر و الانعتاق من ربقة الاستعباد البعثي الذي جثم على صدور العراقيين لما يقارب من أربعة عقود، بدأوا بمخطط جديد قديم ألا وهو اشعال فتيل الحرب الأهلية وكما يقول المثل ( علي وعلى أعدائي ) و بهذه الطريقة يضمن البعث تحقيق هدفين رئيسيين طالما سعى لهما منذ سقوطه و لغاية الآن آلا وهما
1- اغراق البلاد في حرب طاحنة بين الطوائف و الأعراق ربما ستدفع قوات التحالف إلى ترك البلاد في حالة استحالة السيطرة على اية تطورات أمنية قد تحدثها حرب أهلية.
2- ايهام الناس بأن فترة حكمهم البغيضة كانت افضل مما هو عليه العراق و بأن الوضع الأمني كان مسيطرا عليه
و هذه الحجة أو الهدف الأخير يقدم إلى العراقيين كسم مدسوس بالعسل و كحل لجميع المعضلات التي يعانون منها حاليا، و يغفل البعث و أعوانه ناسيا أو متناسيا بان فترة حكمهم كانت من البشاعة بمكان بحيث أن العراقي كان لا يأمن حتى من الشجر والحجر خوفا من أن تكون عيونا أمنية للنظام الدكتاتوري.
لقد عجز البعث عن تحقيق مآربه الدنيئة في العودة لإشهار سيف القتل والمقابر الجماعية بوجه العراقيين،لذلك نراه قد لجأ هذه المرة إلى السلاح الطائفي الذي يجيد العفالقة استخدامه وهم الذين بنوا دولتهم على هذه الأسس المقيتة. إن كل الدلائل تشير إلى أن البعث المجرم هو من يقف وراء مأساة ضحايا مدينة سلمان باك ( المدائن ) والذين وصل تعدادهم الى 57 شهيدا ذبحوا ومثل بجثثهم من قبل العفالقة وتم إلقاءهم في النهر في جريمة لا يجرأ على فعلها إلا أبطال المقابر الجماعية ومجرمي المؤسسات القمعية الصدامية الذين قاموا بهذه الممارسات من قبل ولفترات طويلة.لقد أشارت أقلام عراقية شريفة إلى أن أيادي البعث الإجرامي تقف وراء كل ما من شأنه إشعال فتيل حرب أهلية يكون صدام و أعوانه المستفيدين الوحيدين من وراء ذلك، أما الخاسرون فهم أطياف الشعب العراقي ومكوناته لأن سيف الإرهاب البعثي السلفي لن يفرق هذه المرة بيننا بل إنه سيعمل القتل فينا حتى لا
نجرؤ مرة أخرى على مقاومته و الاقتصاص منه. إن مسؤولية التصدي للإرهاب ومخططات البعثيين الإجرامية تقع على عاتق النخب السياسية والثقافية العراقية التي يجب أن تفضح مخطط إفتعال حرب أهلية مقيتة يخطط لها البعثيون، و إن أكبر لطمة توجه للإرهاب ومخططاته بكل أشكالها يتأتى من خلال الإسراع في تشكيل الحكومة العراقية وبدء كتابة الدستور وتنظيف مؤسسات الدولة من جميع البعثيين من درجة نصير فما فوق مع النظر في أمر البقية منهم و تصفيتهم تدريجيا. لن يهنأ العراق ولن نرى الحرية ولن نستطيع البناء والتعمير وإقامة حكم ديموقراطي تداولي إلا بالقضاء على كل البعثيين وطردهم من جميع مؤسسات الدولة عن طريق إحالتهم على التقاعد و اعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية لا يحق لهم ما يحق لبقية العراقيين ونزع حق الانتخاب منهم إلى حين الانتهاء من تشكيل مؤسسات الدولة و تثبيتها. إن مشكلة العراق و العراقيين تكمن في أن البعثيين لا زالوا أحرارا و لازالوا يسيطرون على الكثير من مفاصل الدولة ومؤسساتها و لا زالوا يعملون الشعب العراقي بنفس الطريقة السابقة. لذلك فإن التخلص من سرطان البعث بشكل نهائي أفضل من أن يقوم سرطان البعث بالتخلص من شعبنا بشكل تدريجي تطبيقا لسياسات بطل الجحور عبد الله المؤمن الذ قال يوما ( إن من يفكر في السيطرة على الحكم وطرد البعثيين منه فإننا سنسلمه أرضا من دون شعب ) و هذا ما يقوم به البعث و أعوانه حيث إنهم اعمدوا القتل فينا منذ التاسع من نيسان عام 2003 لكي يتحول العراق الى أرض خواء بوار من دون شعب.
التعليقات