نبيل فهد المعجل: لي صديقُ كان يضرب به المثل في السعادة الزوجية حتى سألته زوجته يومًا ومن باب المزاح وملء الفراغ - الحريم يموتون بملء الفراغ - إن كان ينوي أن يتزوج عليها أم لا؟ أجاب "نعم يا حبيبتي!!! مع النعيم الذي أعيشه معك، الزواج من إمرأة ثانية أمنية لزيادة الخير خيرين". لا داعي للذكر أن حياته بعد ذلك إنقلبت رأسًا على عقب وأصبحت الزوجة تتصرف بطريقة كره نظرية الزوج فما بالك بفكرة الزواج من إمرأة أخرى. وأصبح منذ ذلك الوقت "يُضرَبُ" به المثل بكل شيء عدا السعادة الزوجية!

خطرت لي هذه المقدمة عندما تناقلت الصحف إسم السيدة هيام دربك التي أسست جمعية إسمها "زوجة واحدة لا تكفي" تهدف إلى تشجيع تعدد الزوجات. تقول هيام إن فكرتها أحدثت دويًّا وضجة كبيرين وقد وردتها رسائل شتم من بعض الزوجات. لا أدري لماذا يراودني إحساس أن نصف الرسائل وصلتها من مدينة الدمام ومن حارتنا بالذات ولا أريد أن أكون أكثر دقةً فأقول من شارعنا بالتحديد .

بعد كل هذه السنين من الزواج، أظن أن زوجتي أذكى من أن توجه لي هذا السؤال لمعرفتها الأكيدة بأنني سأخفق بشكلٍ كبيرٍ في إعطاء الاجابة المثلى لكوني متهوراً و مندفعاً أحياناً في إجاباتي. بالعربي الفصيح "ما عندك أحد". ولكن وللحق سأقع في حيرةٍ من أمري إن سُألت! إن أجبت بنعم حسب منطق صاحبي تعيس الحظ سيصبح حالي من حاله وإن أجبت بلا فربما يفسر كلامي بأنني لست سعيدا معها.
هناك بعض الإيجابيات التي ستجنيها المرأة في حال إرتبط زوجها بأخرى. فهي مناسبة لأخذ قسط من الراحة من بعض الرجال الذين ظهرت عليهم عوامل التعرية وإنتهت بالتالي مدة صلاحيتهم. هؤلاء الرجال من الممكن إستبدال وجودهم في البيت وذلك بالتخاطب معهم بواسطة رسائل الجوال تيمناً بالمثل "البعد عنه غنيمة".

وهناك من الرجال ثقيلي الدم "إللي لازقين في حريمهم وبيوتهم" ويدخل نفسه في كل صغيرة وكبيرة لدرجة لو يسمع صوت عطسة لا يهنأ له بالا إلا بعد معرفة تفاصيل العطسة: مين وليش ومتى!! أيضاً ستتمكن الزوجة من السيطرة بعد طول إنتظار على الريموت كنترول ومشاهدة برامجها المفضلة ووداعاً لمباريات كرة القدم و نانسي وأخواتها والبرتقالة (الفراولة أسهل أكلآ وأحلى طعمآ).

والأهم من ذلك كله ستتمكن من ممارسة هواياتها المفضلة بكل شرعية مثل برم البوز والتكشيرة والعمل من الحبة قبة وإلى آخره من سواليف ملء الفراغ. وعلى ذكر البوز، تقول آخر دراسة أجريت للتيس إنه لا يكترث كثيرا لعنزته إذا "بوزت" وأول شي يفعله وبكل برود هو التقرب من عنزة أخرى. الله يخلف علينا حتى التيوس فهموها من زمان؟! ما المانع لو "تيًس" الرجل قليلا وجرب حظه مع عنزة أخرى، عفواً زوجة أخرى؟

إذا كتب الله لي ولزوجتي الدخول إلى الجنة فأول ما أتمناه أن يجمعني بها مرة أخرى (وما الغرابة في ذلك ؟) ونصيحتي قبل أن يصدق أحد الرجال و"يتيٍس" على زوجته أن يقرأ معي ما قاله شاعر إعرابي:

تزوجت إثنتين لفرط جهلي بما يشقى به زوج اثنتين
فقلت أصير بينهما خروفا أنعم بين أكرم نعجتين
فصرت كنعجة تضحي وتمسي تداول بين أخبث ذئبتين
لهذي ليلة ولتلك أخرى عقاب دائم في ليلتين

أنا في إنتظار إستقبال ملاحظاتكم الإيجابية أما الشتائم فبإمكانكم إرسالها إلى صاحبة الجمعية السيدة هيام دربك فقد تعودت المسكينة على ذلك.