لندنمن مايك كولت وايت: بالنسبة لبعض الكتاب الذين ينتقدون الاسلام أصبح الزجاج الواقي من الرصاص والتهديدات بالقتل والاسماء المستعارة جزءا من الحياة اليومية. فقد أبرز مقتل المخرج الهولندي ثيو فان جوخ الذي اخرج فيلما رسمت فيه آيات من القرآن على جسد امرأة عارية خطر رد الفعل العنيف لدى المسلمين نتيجة ما يعتبرونه ازدراء لعقيدتهم. لكن كتابا ومجموعات من المسلمين يقولون ان الحساسية بين المسلمين زادت منذ هجمات 11 سبتمبر أيلول والحربين اللتين أعقبتا الهجمات في أفغانستان والعراق وان المسلمين هم الذين يشعرون أنهم محاصرون. أثار مقتل المخرج الهولندي الذي جاء بعد 15 عاما من صدور "فتوى" بقتل سلمان رشدي التي جعلته يختبيء لسنوات طويلة ذعرا بين مجموعة صغيرة وان كان صوتها مسموعا من الكتاب الذين يقولون انهم يخاطرون بأرواحهم لمجرد أنهم يناقشون مباديء الاسلام.

قالت ارشاد مانجي وهي كاتبة مسلمة تقيم في كندا وتلقت تهديدات متكررة بالقتل "ما من شك انه أمر مقلق. ويقلق من هم قريبون مني." وأضافت لرويترز عبر الهاتف "كلما أجريت مقابلات مع وسائل الاعلام أوضح أنني أقدر أن هناك أناسا يصغون أو يرون هذا العمل ويريدون قتلي." والاتصال بمؤلفة "مشكلة الاسلام" وأمثالها ليس سهلا اذ يرفض الناشرون الحذرون الكشف عن أرقام الهواتف ويصرون على أن يتم ارسال رسائل البريد الالكتروني عن طريقهم. كما أن أرقام هواتفهم المنزلية لا يعلن عنها أبدا.

وتستعين مانجي في كثير من الاحيان بحارس خاص وان يكن بمعدل أقل من الماضي وركبت زجاجا واقيا من الرصاص في منزلها بتورنتو. وقالت في تعليق بعد مقتل فان جوخ "بدرجة ما أشعر أنني لا أريد الاعلان عن تحركاتي." لكن عنايت بانجلاوالا المتحدث باسم مجلس المسلمين في بريطانيا قال "يشعر المسلمون أنهم محاصرون." وأضاف "لا تتعرض عقيدتهم للنقد فحسب بل هناك محاولة للسيطرة على قلب الاسلام. يزيد هذا من تفاقم الشعور بأن هدف الدول الغربية هو اذلال المسلمين." وقال أيضا ان انتقاد الاسلام يختلف تماما عن وجود أعمال فنية أو تعليقات تتعمد استفزاز المسلمين. ومضى يقول "عندما يتعلق الامر بأمثال ثيو فان جوخ فلابد من التمييز بين النقد والتحريض الصريح." لكنه أضاف أنه لا يقر استخدام العنف. وأردف "نشعر أنه لابد من تجاهل مثل هؤلاء."

وليست الكاتبة ارشاد أوغندية الاصل هي وحدها من أثار غضب المسلمين ولكن هناك أيضا الكاتبة الايطالية أوريانا فالاتشي التي ألفت كتابا أصبح من أكثر الكتب مبيعا بعنوان "الغضب والكرامة" عقب هجمات 11 سبتمبر أيلول. وفي التمهيد لكتابها كتبت تقول "حياتي في خطر حقيقي." وفي مقابلة أجرتها معها صحيفة نيويورك أوبزرفر في العام الماضي نقل عنها قولها "أنا لست متدينة.. أجد صعوبة في قبول كل الديانات. لكن الديانة الاسلامية ليست ديانة في رأيي. انها طغيان واستبداد." وهذا النوع من التعليقات هو الذي يثير ردود الفعل الغاضبة من المسلمين سواء كانوا معتدلين أو متشددين. وكانت أشهر قضية أبرزت الصدام بين الاسلام ومنتقديه هي قضية رشدي الكاتب هندي الاصل الذي أدت روايته "ايات شيطانية" الى اتهامه بالتجديف واصدار الزعيم الايراني اية الله روح الله الخميني فتوى باهدار دمه.

وفي الاسبوع الماضي رفض رشدي اجراء مقابلة معه للتحدث عن العلاقة بين الفنانين والاسلام. ويقول طاهر اسلام جورا وهو شاعر وروائي وناشر غادر باكستان الى كندا بعد تلقيه تهديدات بالقتل انه ما زال يشعر بأنه معرض للخطر حتى في بلده الجديد. وقال بعد مقتل فان جوخ في هولندا "أشعر أنني خائف فعلا." واضاف أنه اوشك على الانتهاء من كتاب جديد بعنوان "لماذا الارهابيون مسلمون" وانه يخشى أن يكون هذا الكتاب سببا في تهديدات جديدة بقتله. ومضى يقول "عندما ينشر كتابي سأتعرض لمشكلات." وتعتقد مانجي أن بعض النتائج الطيبة تحققت من الحرب التي تقودها الولايات المتحدة على الارهاب نظرا لان المسلمين وغيرهم "متعطشون للمناقشة الصادقة" للاسلام ومكانه في العالم.

مقالات ذات صلة:

مازن الراوي
حرية الاختلاف ثمنه طلقة!

تهديد هولندا أم تهديد الجالية الإسلامية

د. كامل النجار
الشهيد ثيو فان كوخ

جاسم المطير
عن مقتل ثيو فان كوخ

مايك كولت وايت
قلق بين كتاب ينتقدون الاسلام