انتقد الكاتب البريطاني سلمان رشدي السلطات البريطانية اليوم الاحد لالغاء مسرحية لمؤلفة من السيخ بعد احتجاجات جماعات سيخية غاضبة الاسبوع الماضي.وكان رشدي قد اضطر للاختفاء منذ اعوام بعد ان افتى زعيم ايراني كبير بإهدار دمه. والغى مسرح في برمنجهام مسرحية "بيهزتي" التي تعني العار عقب تحول مظاهرات سيخية غاضبة الى عنف يوم 18 ديسمبر كانون الاول. وكان المتظاهرون يحتجون على المسرحية التي تصور انتهاكا جنسيا في معبد للسيخ. واضطرت مؤلفة المسرحية جوبريت كاور بهاتي وهي من السيخ الى الاختباء بعد تلقي تهديدات بالقتل.
وقارن كثيرون بين المؤلفة وبين رشدي الروائي الهندي المولد البالغ من العمر 57 عاما والذي أعلن الزعيم الاعلى الايراني الراحل اية الله روح الله الخميني عام 1989 انه كافر وأفتى بقتله بسبب روايته "ايات شيطانية".
وقال رشدي لصحيفة صنداي تلجراف "انه لامر مريع للغاية ان نسمع وزراء بالحكومة يعربون عن الموافقة على الحظر ويخفقون في ادانة العنف في وقت كان يتعين ان يدعموا فيه حرية التعبير." واضاف " اذا كان الانزعاج هو الشرط الوحيد لحظر شيء فلن يعرض شيء على المسارح." ويعيش في بريطانيا مئات الالاف من السيخ من شبه القارة الهندية. ووصفت مسرحية بهاتي بانها كوميديا سوداء تصور القتل والاغتصاب داخل مجتمع السيخ. وبعد الغاء المسرحية قالت بهاتي" لعل اولئك الذين شعروا بالاساءة ازاء الحوار والنقاش في حاجة الى ان يتعرضوا هم انفسهم للاذى."

كاتبة من السيخ ببريطانيا تتلقى تهديدات بالقتل بسبب مسرحية

لندن من جاكي دنت: قالاصدقاء كاتبة من السيخ ألفت مسرحية تتضمن مشاهد انتهاكات جنسية وجرائم قتل في معبد للسيخ انها تختبيء في بريطانيا بعد تلقيها تهديدات بالقتل. وكان 400 من السيخ قاموا بأعمال شغب خارج مسرح في برمنجهام في بريطانيا كان يعرض مسرحية (العار) Dishonour في للكاتبة جوربريت كاور باتي مما أجبر منظمي العرض على الغائه. وغضب المحتجون بشدة من المسرحية التي تصور انتهاكات جنسية وتبادلا للقبلات ورقصا وممارسات جنسية مثلية وجرائم قتل داخل معبد للسيخ.
وقال براهام موراي وهو مسؤول بمسرح رويال اكستشينج في مانشستر "أصيبت بصدمة كما تتخيل... كانت هناك تهديدات بالقتل. "حدث الامر بشكل مفاجيء. فلم يكن يتوقع أحد ان تثير المسرحية هذا القدر من الجدل... تحدثنا للتو مع باتي. انه لمن المخيف ان يتلقى المرء مثل هذا النوع من التهديد. وقال صديق اخر لم يرغب في ذكر اسمه ان الكاتبة تختبيء بناء على نصيحة من الشرطة.
ويوم السبت أصيب ثلاثة رجال شرطة باصابات طفيفة واعتقل ثلاثة رجال بعد ان ألقيت قطع من الطوب على المسرح مما أدى الى تهشم نوافذ. وأمس الاثنين الغى مسؤولون بالمسرح العروض الباقية بعد محادثات مع زعماء الجالية السيخية والشرطة قائلين انه على الرغم من التزامهم بحرية الابداع الفني الا انهم ايضا ملتزمون بضمان سلامة المشاهدين. وانتقدت بعض وسائل الاعلام البريطانية ادارة المسرح لالغائها العرض ووصفت صحيفة هذه الخطوة بانها "إذعان لحكم الغوغاء" ولكن المسرح تمسك بقراره.
وعرضت فرقة اخرى وهي فرقة برمنجهام ستيدج المسرحية ان تقدم العرض على اي مسرح اخر بالمدينة. وقال سيوا سينغ ماندها رئيس مجلس معابد السيخ في برمنجهام ان المسرحية مضللة. واضاف يوم الاثنين "أبلغ من العمر 77 عاما الان وقضيت معظم سنوات عمري مرتبطا بالمعابد ولم اسمع قط بأشياء كهذه تحدث في معبد." يعيش حوالي نصف مليون من السيخ في سلام في بريطانيا ويمكن التعرف عليهم بسهولة عن طريق العمائم التي يضعونها فوق رؤوسهم. ومعظم السيخ البريطانيين هاجروا من الهند في الخمسينيات والستينيات. ويعتبر الكثيرون ان السيخ نجحوا في الاستقرار في بريطانيا على الرغم من ان مسألة ارتداء العمائم جعلتهم يحتجون على التشريع الذي يلزم راكبي الدراجات النارية بوضع خوذات لحماية الرأس.
ولم تدل الكاتبة باتي بأي تعليق يوم الثلاثاء بعد نصائح من الشرطة بألا تتحدث لوسائل الاعلام. وكتبت باتي في تمهيد المسرحية انها تدور حول أم تصطحب ابنتها لزيارة معبد وبينما تشعر الام بالفخر ازاء تراث السيخ ومباديء الشجاعة الا انها تشعر انها مسجونة في هذا الدين. وكتبت "أحيانا اشعر انني مسجونة في اسطورة الشتات السيخي... بالتأكيد هناك الكثير مما يشعرني بالفخر كما ان تضحياتنا وكفاحنا كانت غير عادية... وتشهد على ان مجتمعنا يتسم بالحيوية والقدرة. ولكن عندما يوجد فائز لا بد من خاسر وخسارة."

مسرحية تتحول إلى قضية سياسية